درع المواطن في ذمة الله

| بدور عدنان

أجد‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬مقالاً‭ ‬يوفي‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬ذلك‭ ‬لوقع‭ ‬وألم‭ ‬الفراق‭ ‬ومشاعر‭ ‬الحزن‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تخيم‭ ‬عليّ‭ ‬وحدي‭ ‬ولا‭ ‬على‭ ‬محيطي‭ ‬الأسري‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الوفي‭ ‬الأصيل‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬إنساناً‭ ‬عادياً،‭ ‬إنما‭ ‬كان‭ ‬إنساناً‭ ‬عطوفاً‭ ‬حكيماً‭ ‬محباً‭ ‬للجميع،‭ ‬ولم‭ ‬يفرق‭ ‬قط‭ ‬بين‭ ‬أحد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬مفتوحاً‭ ‬للجميع‭ ‬مصغياً‭ ‬لما‭ ‬يدور‭ ‬ويثار‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى،‭ ‬ومتابعاً‭ ‬دقيقاً‭ ‬لكل‭ ‬شؤون‭ ‬الوطن‭ ‬والعمل‭ ‬الحكومي‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬خير‭ ‬وصالح‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬تلاوينه‭ ‬وأطيافه‭.‬

رئاسة‭ ‬سموه‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وخبرته‭ ‬الإدارية‭ ‬المتراكمة‭ ‬لسنوات‭ ‬جعلت‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬أنموذجاً‭ ‬للعمل‭ ‬الناجح،‭ ‬حيث‭ ‬الترابط‭ ‬المؤسسي‭ ‬الهادف‭ ‬لخدمة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تحصد‭ ‬جوائز‭ ‬أممية‭ ‬عديدة،‭ ‬كما‭ ‬والإشادة‭ ‬بقيادة‭ ‬سموه‭ ‬مسيرة‭ ‬التقدم‭ ‬والبناء،‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬بلادنا‭ ‬العزيزة‭.‬

سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬كان‭ ‬دائماً‭ ‬العين‭ ‬الساهرة‭ ‬والحريصة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬وراحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬فدائماً‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬كلماته‭ ‬المؤثرة‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬السديدة‭ ‬وحزمه‭ ‬تجاه‭ ‬من‭ ‬يتقاعس‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬مهماته‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬نبراس‭ ‬أمل‭ ‬ووساماً‭ ‬رفيعاً‭ ‬يرتديه‭ ‬كل‭ ‬بحريني،‭ ‬فكان‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬درع‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط‭ ‬وسنده‭ ‬إذا‭ ‬ضاقت‭ ‬عليه‭ ‬السبل،‭ ‬ذلك‭ ‬لما‭ ‬يؤمن‭ ‬به‭ ‬سموه‭ ‬بأن‭ ‬مهمة‭ ‬الحكومة‭ ‬خدمة‭ ‬المواطن‭ ‬وإسناده‭ ‬طريقاً‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬ازدهاراً‭ ‬للجميع‭.‬

 

لقد‭ ‬مرت‭ ‬بلادي‭ ‬بتحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬لكنها‭ ‬لم‭ ‬تتراجع‭ ‬أبداً‭ ‬للوراء،‭ ‬إنما‭ ‬خرجت‭ ‬بشكل‭ ‬أقوى‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬القاصي‭ ‬ولا‭ ‬الداني‭ ‬أبداً‭ ‬التشكيك‭ ‬بذلك،‭ ‬وذلك‭ ‬يعود‭ ‬لإدارة‭ ‬حكومية‭ ‬سليمة‭ ‬ومتطورة‭ ‬كان‭ ‬مؤسسها‭ ‬ومؤطرها‭ ‬وقائدها‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬والذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نغفل‭ ‬مواقفه‭ ‬الوطنية‭ ‬والدولية‭ ‬وسياساته‭ ‬التي‭ ‬رسخت‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬العالم‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬وقوتها،‭ ‬ورغم‭ ‬كونها‭ ‬البلد‭ ‬الصغير‭ ‬بمساحته‭ ‬كانت‭ ‬الكبيرة‭ ‬بعطاءاتها‭ ‬وإنجازاتها‭... ‬فرحم‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬وإنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون،‭ ‬اللهم‭ ‬تغمد‭ ‬والدنا‭ ‬جميعاً‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بواسع‭ ‬رحمتك‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناتك‭.‬