ريشة في الهواء

مازلت بيننا خليفة...

| أحمد جمعة

شاقٌ‭ ‬هو‭ ‬الفراق‭ ‬ولكنّ‭ ‬عزاءنا‭ ‬في‭ ‬الخلود‭ ‬الأبدي،‭ ‬شاقٌ‭ ‬هو‭ ‬الرحيل‭ ‬ولكنّ‭ ‬عزاءنا‭ ‬في‭ ‬الذكرى‭ ‬الأبدية،‭ ‬شاق‭ ‬هو‭ ‬الغياب‭ ‬ولكنّ‭ ‬عزاءنا‭ ‬في‭ ‬الصور‭ ‬المحفورة‭ ‬في‭ ‬الوجدان،‭ ‬شاقة‭ ‬الحياة‭ ‬هي‭ ‬بدونك‭ ‬خليفة‭ ‬الأب‭ ‬والإنسان‭ ‬ولكنّ‭ ‬البصمات‭ ‬مطبوعة‭ ‬أينما‭ ‬أدرت‭ ‬وجهك‭ ‬في‭ ‬البلاد‭... ‬كل‭ ‬قطعة‭ ‬أو‭ ‬زاوية‭ ‬أو‭ ‬ركنٍ‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬يذكرك،‭ ‬كل‭ ‬حي‭ ‬ومنطقة‭ ‬وكل‭ ‬طريق‭ ‬بالمحرق‭ ‬والمنامة‭ ‬والرفاع‭ ‬والسنابس‭ ‬والزلاق‭ ‬وكل‭ ‬شبر‭ ‬من‭ ‬الوطن‭ ‬وطأته‭ ‬قدماك‭ ‬يذكرك،‭ ‬شاق‭ ‬علينا‭ ‬تصور‭ ‬البحرين‭ ‬بدونك‭ ‬وشاق‭ ‬علينا‭ ‬تخيل‭ ‬المجالس‭ ‬من‭ ‬غيرك‭ ‬وشاق‭ ‬علينا‭ ‬احتمال‭ ‬المناسبات‭ ‬من‭ ‬غيرك‭... ‬شاق‭ ‬وشاق‭ ‬كل‭ ‬هذا،‭ ‬لكن‭ ‬عزاءنا‭ ‬يا‭ ‬زهرة‭ ‬الوطن‭ ‬وعبقها‭ ‬وطيفها‭ ‬أن‭ ‬ذكراك‭ ‬ستخلد‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬وأعماقنا،‭ ‬والله‭ ‬ما‭ ‬دمتُ‭ ‬حيًا‭ ‬بهذه‭ ‬الأرض‭ ‬لن‭ ‬تغيب‭ ‬عني‭ ‬ما‭ ‬حييت‭ ‬يا‭ ‬أبي‭ ‬وقائدي‭ ‬ورمزي‭.‬

اليوم‭ ‬فقط‭ ‬تعجز‭ ‬حروف‭ ‬قلمي‭ ‬عن‭ ‬النطق‭ ‬ويعجز‭ ‬لساني‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬ولا‭ ‬تسعفني‭ ‬الكلمات‭ ‬والمشاعر‭ ‬على‭ ‬البوح،‭ ‬لكنني‭ ‬أمام‭ ‬الذكرى‭ ‬الباقية‭ ‬والمحفورة‭ ‬في‭ ‬الوجدان‭ ‬أستخرج‭ ‬بعضًا‭ ‬مما‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬ولتسعفن‭ ‬اللحظة‭ ‬على‭ ‬البوح‭ ‬فأرثيك‭ ‬وأعزي‭ ‬النفس‭ ‬بأنك‭ ‬باقٍ‭ ‬بيننا‭ ‬بطيفك‭ ‬الأزلي‭.‬

رحلت‭ ‬أيها‭ ‬الأب‭ ‬والرمز‭ ‬والحبيب‭... ‬وعزائي‭ ‬في‭ ‬بقائي‭ ‬على‭ ‬الوفاء‭ ‬لك‭ ‬أعاهدك‭ ‬يا‭ ‬رمز‭ ‬الإخلاص‭ ‬والوفاء،‭ ‬لقد‭ ‬فقدتك‭ ‬ولم‭ ‬أفقدك‭ ‬وستظل‭ ‬ذكراك‭ ‬محفورة‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬روحي،‭ ‬لن‭ ‬أبكيك‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬لأنك‭ ‬باق‭ ‬معي،‭ ‬حروفي‭ ‬التي‭ ‬كتبتها‭ ‬بكلمات‭ ‬حبك‭ ‬بحياتك‭ ‬ستبق‭ ‬معي‭ ‬وسأذكرها‭ ‬وأعيدها‭... ‬قلمي‭ ‬لن‭ ‬ينساك‭ ‬ما‭ ‬حييت‭ ‬لأنك‭ ‬الوفاء‭ ‬الزاهي‭ ‬بكل‭ ‬معانيه،‭ ‬حروفي‭ ‬وكلماتي‭ ‬وقلمي‭... ‬ترثيك‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولكن‭ ‬لن‭ ‬تبكيك‭ ‬لأنك‭ ‬باقٍ‭ ‬معي،‭ ‬بصورك‭ ‬بكلماتك‭ ‬ومشاعرك‭ ‬وذكرياتك‭... ‬بوفائك‭.‬

كيف‭ ‬أرثيك‭ ‬وبأية‭ ‬كلمات‭ ‬أو‭ ‬حروف؟‭ ‬كيف‭ ‬أرثيك‭ ‬وقد‭ ‬غصت‭ ‬بي‭ ‬الحروف؟‭ ‬كيف‭ ‬أرثيك‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬كنت‭ ‬أرى‭ ‬الوفاء‭ ‬معه‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭... ‬كيف‭ ‬أرثيك‭ ‬وبأية‭ ‬حروف‭ ‬أستنطقها‭ ‬يا‭ ‬من‭ ‬كنت‭ ‬الأمان‭ ‬والعطاء؟‭ ‬يا‭ ‬أميري‭ ‬ويا‭ ‬صديقي‭ ‬ويا‭ ‬أبي‭ ‬وقائدي‭ ‬ورمزي،‭ ‬بأي‭ ‬الكلمات‭ ‬أرثيك‭ ‬وقد‭ ‬غصت‭ ‬في‭ ‬فمي‭ ‬الحروف؟‭.‬

‏وقد‭ ‬رحلت‭ ‬عنا‭ ‬يا‭ ‬روح‭ ‬الوطن‭ ‬لكن‭ ‬ستبقى‭ ‬بصماتك‭ ‬ورمزك،‭ ‬لن‭ ‬نبكيك‭ ‬فقلوبنا‭ ‬تدعو‭ ‬لك‭ ‬بالرحمة‭ ‬والسكينة‭ ‬والسلام،‭ ‬وعظم‭ ‬الله‭ ‬أجرنا‭ ‬وأجركم،‭ ‬وستبقى‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬بين‭ ‬جوانحنا‭ ‬ولن‭ ‬تفارقنا‭ ‬ما‭ ‬حيينا‭ ‬بروحك‭ ‬التي‭ ‬صعدت‭ ‬للسماء،‭ ‬لك‭ ‬الخلود‭ ‬والسلام‭... ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬خليفة‭ ‬الخير‭ ‬وعزائي‭ ‬بقاؤك‭ ‬حيًا‭ ‬بالوجدان‭.‬

 

تنويرة‭ :

‬لن‭ ‬تنسى‭ ‬الروح‭ ‬توأمها‭.‬