الرجل الدولة

| سيد علي المحافظة

هذه‭ ‬سنّة‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬خلقه،‭ ‬وليس‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬المصائب‭ ‬غير‭ ‬الصبر‭ ‬والدعاء‭.‬

رحيل‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه،‭ ‬حدث‭ ‬استثنائي‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬وخسارة‭ ‬كبيرة‭ ‬لقامة‭ ‬شامخة،‭ ‬حفرت‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬التاريخ‭ ‬عمراً‭ ‬مديدا‭ ‬من‭ ‬المواقف‭ ‬الحكيمة‭ ‬والإنجازات‭ ‬النوعية،‭ ‬وأسست‭ ‬نهجاً‭ ‬مستنيراً‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬السياسية،‭ ‬فكان‭ ‬سموه‭ ‬بحق‭ ‬الرجل‭ ‬الدولة‭.‬

المتابع‭ ‬الحصيف‭ ‬لمواقف‭ ‬وخطابات‭ ‬ومبادرات‭ ‬سموه‭ ‬يدرك‭ ‬جيدا‭ ‬ما‭ ‬تكتنفه‭ ‬هذه‭ ‬الشخصية‭ ‬الاستثنائية‭ ‬من‭ ‬قدرة‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬المتناقضات،‭ ‬فحزمه‭ ‬اللِّيْن،‭ ‬ورويّته‭ ‬سيل‭ ‬من‭ ‬الاستجابات‭ ‬السريعة‭ ‬لهموم‭ ‬ومطالب‭ ‬الرعية،‭ ‬وموضوعيته‭ ‬استماتة‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬وراحته‭ ‬ورفاهه‭.‬

لقد‭ ‬رحل‭ ‬سموه‭ ‬مخلفا‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬ذرة‭ ‬من‭ ‬تراب‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬ذكرى‭ ‬تحكي‭ ‬للأجيال‭ ‬قصة‭ ‬رجل‭ ‬نثر‭ ‬عصارة‭ ‬قلبه‭ ‬فأزهرت‭ ‬حضارة‭.‬

ستظل‭ ‬صورة‭ ‬سموه‭ ‬ومواقفه‭ ‬النبيلة‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬القلوب‭ ‬والأذهان،‭ ‬وستحمل‭ ‬الأجيال‭ ‬توجيهاته‭ ‬ومبادراته‭ ‬مشاعل‭ ‬نور‭ ‬تبني‭ ‬بها‭ ‬الأوطان،‭ ‬وتتخذ‭ ‬من‭ ‬الإنسان‭ ‬محوراً‭ ‬للتنمية‭ ‬وعماداً‭ ‬للتقدم‭ ‬والازدهار‭.‬

نعزي‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬وأسرة‭ ‬الفقيد‭ ‬الغالي‭ ‬وعموم‭ ‬أسرة‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الكرام‭ ‬وشعب‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬المصاب‭ ‬الجلل،‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يشمله‭ ‬بلطفه‭ ‬ورحمته‭ ‬ويلهم‭ ‬أهله‭ ‬وذويه‭ ‬الصبر‭ ‬والسلوان،‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭.‬