مواقف إدارية

في وداع القائد الإنسان خليفة بن سلمان

| أحمد البحر

قال‭ ‬تعالى‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬المجيد‭: ‬‘‘وبشر‭ ‬الصابرين‭ ‬الذين‭ ‬إذا‭ ‬أصابتهم‭ ‬مصيبة‭ ‬قالوا‭ ‬إنا‭ ‬لله‭ ‬وإنا‭ ‬إليه‭ ‬راجعون‭ ‬أولئك‭ ‬عليهم‭ ‬صلوات‭ ‬من‭ ‬ربهم‭ ‬ورحمة‭ ‬وأولئك‭ ‬هم‭ ‬المهتدون’’،‭ ‬صدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭.  ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬أغلى‭ ‬الرجال‭ ‬وأعز‭ ‬الرجال،‭ ‬فقدت‭ ‬باني‭ ‬نهضتها‭ ‬الحديثة‭ ‬ومهندس‭ ‬تقدمها‭. ‬إنها‭ ‬فقدت‭ ‬ابنها‭ ‬البار‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ (‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭). ‬الرجل‭ ‬القائد‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬أعطاه‭ ‬صحته‭ ‬وأعطاه‭ ‬وقته‭ ‬وأعطاه‭ ‬جهده‭ ‬ومنحه‭ ‬إخلاصه‭ ‬وخُلاصة‭ ‬خبرته‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬منحه‭ ‬ولاءه‭ ‬الراسخ‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬شخصيته‭ ‬وكيانه‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه‭ ‬يؤمن‭ ‬إيمانا‭ ‬راسخا‭ ‬بأن‭ ‬الإنسان‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للدولة،‭ ‬فهو‭ ‬صانع‭ ‬تقدمها‭ ‬وتطورها‭ ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬دائم‭ ‬المساندة‭ ‬والدعم‭ ‬والمبادرة‭ ‬لرفع‭ ‬كفاءة‭ ‬المواطن‭ ‬وتأهيله‭ ‬ليكون‭ ‬مهيأ‭ ‬لخدمة‭ ‬بلده‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭. ‬أستذكر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬وخلال‭ ‬فترة‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬مباركة‭ ‬سموه‭ ‬ودعمه‭ ‬القوي‭ ‬لمشروع‭ ‬إنشاء‭ ‬معهد‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬وتوجيهاته‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬بيت‭ ‬التدريب‭ ‬والتطوير‭ ‬وخلق‭ ‬القيادات‭ ‬الإدارية‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭.‬

كان‭ ‬مجلس‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬المدرسة‭ ‬التي‭ ‬نتعلم‭ ‬فيها‭ ‬أنَّ‭ ‬القيادة‭ ‬الإدارية‭ ‬هي‭ ‬الحكمة‭ ‬وبُعد‭ ‬النظر‭ ‬والقدوة‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الشعور‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يتملكنا‭ ‬ونحن‭ ‬نُنصت‭ ‬إلى‭ ‬سموه‭ ‬وهو‭ ‬يتحدث،‭ ‬كنَّا‭ ‬نُنصت‭ ‬في‭ ‬شغف‭ ‬الباحث‭ ‬وانتباه‭ ‬الطالب‭ ‬واهتمام‭ ‬المتعلم‭. ‬كان‭ ‬ينقل‭ ‬إلينا‭ ‬خُلاصة‭ ‬خبراته‭ ‬وتجاربه‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يطرأ‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬من‭ ‬أحداث‭ ‬ومتغيرات‭.‬

“انغرس‭ ‬حب‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬قلبي‭ ‬وبادلني‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المحبة”‭. ‬ستظل‭ ‬كلماتك‭ ‬تلك‭ ‬منقوشة‭ ‬في‭ ‬قلوبنا‭ ‬سيدي‭. ‬رحمك‭ ‬الله‭ ‬أيها‭ ‬القائد‭ ‬الإنسان‭ ‬وجعل‭ ‬جنة‭ ‬الفردوس‭ ‬الأعلى‭ ‬مقرا‭ ‬ومستقرا‭ ‬لك‭. ‬إنه‭ ‬سميعٌ‭ ‬مجيب‭ ‬الدعوات‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬