ريشة في الهواء

وسام خليفة بن سلمان للكتاب

| أحمد جمعة

عندما‭ ‬تكون‭ ‬كاتبًا‭ ‬وتؤمن‭ ‬بالحرية‭ ‬والمسؤولية‭ ‬مع‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬تنسى‭ ‬أنك‭ ‬دست‭ ‬على‭ ‬الأشواك،‭ ‬فالقلم‭ ‬سلاح‭ ‬ومسؤولية‭...‬عبارة‭ ‬طالما‭ ‬ترددت‭ ‬بلسان‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬ولم‭ ‬نشهد‭ ‬مجلسًا‭ ‬من‭ ‬مجالسهِ‭ ‬الأسبوعية‭ ‬العامرة،‭ ‬إلا‭ ‬وذكرت‭ ‬فيه‭ ‬الأقلام‭ ‬والكتاب‭ ‬والصحافيون‭. ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يفتتح‭ ‬المجلس‭ ‬بشكر‭ ‬الكتاب‭ ‬وينتهي‭ ‬المجلس‭ ‬بالوقوف‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬والتقاط‭ ‬الصور‭ ‬وشكرهم‭ ‬واحداً‭ ‬واحداً،‭ ‬وبحوزتنا‭ ‬اليوم‭ ‬الصور‭ ‬الدالة‭ ‬على‭ ‬رعايته‭ ‬ودعمه‭ ‬ومساندته‭ ‬كل‭ ‬قلم‭ ‬وطني‭ ‬شريف‭ ‬وحر‭ ‬ومعبر‭ ‬عن‭ ‬هموم‭ ‬الوطن‭ ‬والناس،‭ ‬لا‭ ‬أذكر‭ ‬أبدًا‭ ‬أن‭ ‬تضايق‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬قلم‭ ‬انتقد‭ ‬جهة‭ ‬حكومية،‭ ‬ولم‭ ‬يحدث‭ ‬أن‭ ‬وبخ‭ ‬صحيفة‭ ‬على‭ ‬نقد‭ ‬وزارة‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬حكومية،‭ ‬كان‭ ‬سموه‭ ‬يقوم‭ ‬بعتاب‭ ‬من‭ ‬يتعمد‭ ‬التجريح‭ ‬غير‭ ‬المسؤول‭ ‬والمخالف‭ ‬للأعراف،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬يتوقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وانتقاد‭ ‬جهة‭ ‬معينة‭ ‬للصالح‭ ‬العام‭ ‬لا‭ ‬يتردد‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬الثناء‭ ‬والشكر‭ ‬للقلم‭ ‬الذي‭ ‬انتقد‭ ‬وهذا‭ ‬دأبه‭ ‬دائمًا‭ ‬مع‭ ‬الأقلام‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬بحرية،‭ ‬نقيض‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يضيقون‭ ‬بأية‭ ‬كلمة‭ ‬ونقد‭ ‬يوجه‭ ‬لإداراتهم‭ ‬معتبرين‭ ‬ذلك‭ ‬تقليلا‭ ‬من‭ ‬جهودهم‭.‬

الحرية‭ ‬ومسؤولية‭ ‬القلم‭ ‬كانتا‭ ‬دائمًا‭ ‬حديث‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر،‭ ‬ورغم‭ ‬وعورة‭ ‬طريق‭ ‬الكتابة‭ ‬المزروع‭ ‬بالأشواك،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أيضاً‭ ‬طريق‭ ‬مزروع‭ ‬بالورود‭ ‬عندما‭ ‬تجد‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬من‭ ‬رجل‭ ‬الدولة‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬ويوم‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬سموه‭ ‬تأكيد‭ ‬وعلامة‭ ‬مميزة‭ ‬لتقدير‭ ‬سموه‭ ‬للصحافة،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبة‭ ‬وجدانية‭ ‬عميقة‭ ‬تجمعنا‭ ‬بشمعة‭ ‬البحرين‭ ‬ونورها‭ ‬خليفة‭ ‬العز‭ ‬والمجد،‭ ‬الذي‭ ‬معه‭ ‬نشعر‭ ‬بالدفء‭ ‬والأمان،‭ ‬تمدنا‭ ‬كلماته‭ ‬المعبرة‭ ‬دائماً‭ ‬بالدعم‭ ‬والمساندة،‭ ‬ونحن‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رعايته‭ ‬واهتمامه‭ ‬بشؤوننا‭.‬

كان‭ ‬مجلس‭ ‬سموه‭ ‬برلمان‭ ‬الحرية‭ ‬والتعبير،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬تُطرح‭ ‬الأفكار‭ ‬والمناقشات‭ ‬وإبداء‭ ‬الآراء‭ ‬وطرح‭ ‬الشكاوى‭ ‬والمشكلات‭ ‬والعوائق،‭ ‬ولم‭ ‬يكتف‭ ‬سموه‭ ‬بالاستماع‭ ‬والرد،‭ ‬بل‭ ‬كثيرًا‭ ‬ما‭ ‬أصدر‭ ‬الأمر‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬لاتخاذ‭ ‬اللازم،‭ ‬وكانت‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬المطروحة‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحافيين‭.‬

كنا‭ ‬يا‭ ‬خليفة‭ ‬المحبة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تقطعت‭ ‬بنا‭ ‬السبل‭ ‬نلجأ‭ ‬إليك‭ ‬فتحتضننا‭ ‬بفيئك‭ ‬وتمد‭ ‬أقلامنا‭ ‬بالمداد‭... ‬تضمد‭ ‬جراحنا‭ ‬وتسقي‭ ‬أرواحنا‭ ‬لنواصل‭ ‬مسيرة‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حمايتك‭ ‬الدائمة‭.‬

إن‭ ‬الصحافة‭ ‬بالأساس‭ ‬حرية‭ ‬تعبير‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬وظيفة،‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬فادحة‭ ‬لا‭ ‬يتحمل‭ ‬وزرها‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬أشواكها‭ ‬واكتوى‭ ‬بشرارها،‭ ‬شرار‭ ‬كالنجوم‭ ‬عندما‭ ‬تجد‭ ‬وسام‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬متمثلاً‭ ‬في‭ ‬شكرك‭ ‬وتكريمك‭ ‬حينها‭ ‬تنسى‭ ‬أنك‭ ‬دست‭ ‬على‭ ‬الأشواك‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

حرية‭ ‬القلم‭ ‬ومسؤولية‭ ‬الكلمة‭ ‬لا‭ ‬تجمعهما‭ ‬سوى‭ ‬الجرأة‭.‬