كفيفة في مجلس النواب

| بدور عدنان

روان‭ ‬بركات‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬أعلنت‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭ ‬نيتها‭ ‬الترشح‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب‭ ‬الأردني‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬التاسعة‭ ‬عشرة،‭ ‬حيث‭ ‬قررت‭ ‬روان‭ ‬استخدام‭ ‬حقها‭ ‬السياسي‭ ‬كأي‭ ‬مواطن‭ ‬أردني‭ ‬في‭ ‬الترشح‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬ترى‭ ‬روان‭ ‬أن‭ ‬وضعها‭ ‬ككفيفة‭ ‬فاقدة‭ ‬للبصر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عائقا‭ ‬أو‭ ‬حاجزا‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬وإيصال‭ ‬صوت‭ ‬قاطني‭ ‬دائرتها‭ ‬لمجلس‭ ‬النواب،‭ ‬فهي‭ ‬ترى‭ ‬أنها‭ ‬تملك‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬والإدراك‭ ‬التام‭ ‬ما‭ ‬يؤهلها‭ ‬لبلوغ‭ ‬وحصد‭ ‬مقعد‭ ‬برلماني‭ ‬تستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬تمثيل‭ ‬وطرح‭ ‬مشاكل‭ ‬وهموم‭ ‬المواطن‭ ‬الأردني‭ ‬تحت‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭.‬

دون‭ ‬شك‭ ‬ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬روان‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬شجاعة‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬قوة‭ ‬داخلية،‭ ‬لم‭ ‬تتشكل‭ ‬إلا‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬تامة‭ ‬بأنها‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬منا،‭ ‬نعم‭ ‬فقدت‭ ‬نعمة‭ ‬البصر‭ ‬لكن‭ ‬تلك‭ ‬الإعاقة‭ ‬لا‭ ‬تجعل‭ ‬منها‭ ‬أقل‭ ‬أو‭ ‬أضعف‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬إنسان،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬إعاقة‭ ‬روان‭ ‬جعلت‭ ‬منها‭ ‬إنسانة‭ ‬منجزة‭ ‬معطاءة،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ندركه‭ ‬بالتأكيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مسيرتها‭ ‬الزاخرة‭ ‬بالمبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬غير‭ ‬الربحية‭ ‬التي‭ ‬تعدت‭ ‬دولتها‭ ‬الأردن‭ ‬وبلغت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬النائية‭ ‬والمخيمات‭ ‬ما‭ ‬أهلها‭ ‬وأكسبها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬الدولية،‭ ‬ذلك‭ ‬نظير‭ ‬ما‭ ‬قدمته‭ ‬وأنجزته‭ ‬من‭ ‬مبادرات‭ ‬وأعمال‭ ‬تطوعية‭.‬

روان‭ ‬اليوم‭ ‬مترشحة‭ ‬نيابية‭ ‬ترى‭ ‬أنها‭ ‬كأي‭ ‬مترشح‭ ‬آخر‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬إنجازاته‭ ‬وسيرته‭ ‬الذاتية‭ ‬وبرنامجه‭ ‬الانتخابي،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬تعول‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كسب‭ ‬ثقة‭ ‬وصوت‭ ‬الناخب‭ ‬الأردني،‭ ‬فهي‭ ‬ترفض‭ ‬رفضاً‭ ‬قاطعاً‭ ‬أية‭ ‬نظرة‭ ‬عطف‭ ‬أو‭ ‬انكسار‭ ‬نحوها‭ ‬وتأمل‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬كأي‭ ‬إنسان‭ ‬سوي‭ ‬قدم‭ ‬وأنجز‭ ‬الكثير‭ ‬ويأمل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الأكثر‭ ‬لمجتمعه‭.‬

لا‭ ‬نعلم‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬روان‭ ‬تستطيع‭ ‬بلوغ‭ ‬قبة‭ ‬البرلمان‭ ‬الأردني،‭ ‬لكنها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬تسطر‭ ‬قصة‭ ‬قوة‭ ‬وشجاعة‭ ‬وإلهام‭ ‬للعديد‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬بلدها‭ ‬الأردن‭ ‬بل‭ ‬بالعالم‭ ‬كله،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تلهم‭ ‬ذوي‭ ‬الإعاقة‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬ألهمت‭ ‬وشحذت‭ ‬همم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬نعم‭ ‬يختار‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان‭ ‬أن‭ ‬يمتحننا‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬الأمل‭ ‬والإصرار‭ ‬طريقا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نحيد‭ ‬عنه،‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬شجاعة‭ ‬وقوة‭ ‬روان‭ ‬عبرة‭.‬