الخدمات البريدية في 136 عاما (2)

| د. حسين المهدي

بعد‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ (‬27/10/2020‭) ‬باعتماد‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الخامسة‭ ‬للاتصالات‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬وزارة‭ ‬المواصلات‭ ‬والاتصالات‭ ‬لقطاع‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬لدعم‭ ‬إنجازات‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬تحريره‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬ولتعزيز‭ ‬قدرة‭ ‬“الاستراتيجية‭ ‬والسياسة‭ ‬العامة‭ ‬للقطاع‭ ‬لتعكس‭ ‬توجهات‭ ‬تحديثه‭ ‬لضمان‭ ‬جاهزيته‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬الصناعية‭ ‬الرابعة‭ ‬وحيويته‭ ‬لاغتنام‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬نتيجة‭ ‬الارتباط‭ ‬المتزايد‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬وجميع‭ ‬قطاعات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأخرى،‭ ‬داعمة‭ ‬بذلك‭ ‬تنمية‭ ‬الاقتصاد‭ ‬المعرفي‭ ‬والرقمي‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭.. ‬في‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق،‭ ‬سلطنا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬بدايات‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات،‭ ‬راصدين‭ ‬الخدمات‭ ‬البريدية،‭ ‬منذ‭ ‬136‭ ‬عاما‭ (‬1884‭ -‬1977‭)‬،‭ ‬واليوم‭ ‬ننطلق‭ ‬لمتابعة‭ ‬تطورات‭ ‬الخدمات‭ ‬البريدية‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬منتصف‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭.‬

خلال‭ ‬فترة‭ ‬الثلث‭ ‬قرن‭ (‬1986‭ - ‬2019‭)‬،‭ ‬أشار‭ ‬مركز‭ ‬المعلومات‭ ‬السكانية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬Census and Economic Information Center CEIC‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬صناديق‭ ‬البريد‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬مكتباً‭ ‬بريديا‭ ‬“العدلية‭ ‬والبديع‭ ‬والزلاق‭ ‬وباب‭ ‬البحرين‭ ‬ومرفأ‭ ‬البحرين‭ ‬المالي‭ ‬ومجمع‭ ‬البحرين‭ ‬والسوق‭ ‬المركزي‭ ‬والمنطقة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ومدينة‭ ‬حمد‭ ‬والحد‭ ‬ومدينة‭ ‬عيسى‭ ‬والجفير‭ ‬والمنامة‭ ‬والمحرق‭ ‬والرفاع‭ ‬وسند‭ ‬وسترة”‭ ‬ارتفع‭ ‬بنحو‭ ‬15‭ % ‬من‭ ‬24340‭ ‬صندوقاً‭ (‬1986‭) ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬عدد‭ ‬صناديق‭ ‬فاق‭ ‬28‭ ‬ألفا‭ (‬2016‭)‬،‭ ‬متراجعاً‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ (‬2019‭)‬،‭ ‬ليصير‭ ‬10518‭ ‬لأسباب‭ ‬لم‭ ‬يذكرها‭ ‬المركز‭ ‬لوضع‭ ‬الصناديق‭ ‬الخاصة،‭ ‬وربما‭ ‬يعزى‭ ‬للعزوف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬الصناديق‭ ‬البريدية‭ ‬وارتفاع‭ ‬مصادر‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬بريد‭ ‬تقليدي‭ ‬إلى‭ ‬بريد‭ ‬إلكتروني،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬أما‭ ‬البريد‭ ‬العام‭ ‬–‭ ‬الصناديق‭ ‬الحمراء‭ ‬–‭ ‬فقد‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬متوسط‭ ‬196‭ ‬صندوقا‭ ‬لفترة‭ ‬33‭ ‬عاما‭ ‬حتى‭ (‬2019‭)‬،‭ ‬بالغاً‭ ‬علاه‭ (‬1999‭) ‬بعدد‭ ‬224‭ ‬وأدنى‭ ‬مستوى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ (‬1986‭) ‬بعدد‭ ‬145‭ ‬صندوقا‭.‬

في‭ (‬1986‭) ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬عضواً‭ ‬بالاتحاد‭ ‬البريدي‭ ‬العربي‭ ‬وعضواً‭ ‬مؤسساً‭ ‬لهيئة‭ ‬بريد‭ ‬الخليج،‭ ‬وبعد‭ ‬16‭ ‬عاماً،‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬أول‭ ‬مجموعة‭ ‬طوابع‭ ‬بريدية‭ ‬طبع‭ ‬عليها‭ ‬“مملكة‭ ‬البحرين”‭ (‬2002‭)‬،‭ ‬وفي‭ (‬2005‭) ‬طور‭ ‬بريد‭ ‬البحرين،‭ ‬وأطلق‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬وعلامة‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭. ‬

في‭ (‬2015‭) ‬افتتح‭ ‬متحف‭ ‬“دائرة‭ ‬البريد‭: ‬تاريخ‭ ‬وتوثيق”‭ ‬بمبنى‭ ‬البريد‭ ‬في‭ ‬باب‭ ‬البحرين،‭ ‬برعاية‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر،‭ ‬وقامت‭ ‬هيئة‭ ‬البحرين‭ ‬للثقافة‭ ‬والآثار‭ ‬بترميم‭ ‬وتجديد‭ ‬مبنى‭ ‬البريد‭ ‬القديم‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الملامح‭ ‬العمرانية‭ ‬التاريخية‭ ‬لمنطقة‭ ‬باب‭ ‬البحرين‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬جزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬الهوية‭ ‬التاريخية‭ ‬والحضارية‭ ‬للبحرين،‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬أن‭ ‬البريد‭ ‬من‭ ‬أنظمة‭ ‬الاتصال‭ ‬العريقة‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬منذ‭ ‬136‭ ‬عاما‭ (‬1884‭).‬