سوالف

ما الذي يجب أن يعرفه الرئيس الأميركي بايدن

| أسامة الماجد

ثمة‭ ‬مشكلة‭ ‬أخلاقية‭ ‬كبيرة‭ ‬عند‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬مثيلا‭ ‬عند‭ ‬الكائنات‭ ‬البشرية،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يضيع‭ ‬فرصة‭ ‬ولا‭ ‬مناسبة‭ ‬إلا‭ ‬وانتهزها‭ ‬لبث‭ ‬سمومه‭ ‬ونشر‭ ‬أفكاره‭ ‬المتطرفة‭ ‬والأكاذيب‭ ‬والأباطيل،‭ ‬فبعد‭ ‬إعلان‭ ‬فوز‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬“جو‭ ‬بايدن”‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأميركية‭ ‬خرج‭ ‬المهرج‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني‭ ‬إسحاق‭ ‬جهانجيري‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬رسمية‭ ‬إيرانية‭ ‬وقال‭: ‬“نأمل‭ ‬رؤية‭ ‬تغيير‭ ‬في‭ ‬سياسات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التخريبية‭ ‬وعودة‭ ‬لسيادة‭ ‬القانون‭ ‬والالتزامات‭ ‬الدولية‭ ‬واحترام‭ ‬الدول،‭ ‬ترامب‭ ‬دعم‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنصرية‭ ‬وانتهك‭ ‬المعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬البيئة‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والعقوبات‭ ‬غير‭ ‬الإنسانية‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬الإيرانية”‭.‬

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬حماس‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬لفوز‭ ‬“بايدن”‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مصالح‭ ‬مشتركة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الديمقراطي‭ ‬السابق‭ ‬أوباما‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬مع‭ ‬إدارته‭ ‬آنذاك‭ ‬مشروعهم‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬العفن‭ ‬“الربيع‭ ‬العربي”،‭ ‬وساند‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬خططهم‭ ‬ومؤامراتهم‭ ‬وأباطيلهم،‭ ‬وكانت‭ ‬مواقفه‭ ‬فيها‭ ‬الحب‭ ‬والرحمة‭ ‬والتعاطف‭ ‬والتسامح‭ ‬والبذل‭ ‬والعطاء‭ ‬والود‭ ‬والصفاء‭ ‬مع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬والانقلابيين،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تبدلت‭ ‬الآراء‭ ‬والأفكار‭ ‬واتسعت‭ ‬دائرة‭ ‬الحذر‭ ‬واليقظة‭ ‬عند‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬والتحديات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬لديها‭ ‬استراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬متكاملة‭ ‬لحفظ‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬يعتقد‭ ‬من‭ ‬الأغبياء‭ ‬أن‭ ‬محاولة‭ ‬إسقاط‭ ‬أنظمة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬سارية‭ ‬المفعول‭ ‬بوصول‭ ‬الديمقراطي‭ ‬“جو‭ ‬بايدن”‭ ‬إلى‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والذي‭ ‬سينجز‭ ‬المهمة‭ ‬بصياغة‭ ‬جديدة،‭ ‬فهو‭ ‬على‭ ‬خطأ‭ ‬كبير،‭ ‬فقد‭ ‬ولى‭ ‬زمن‭ ‬الخمول‭ ‬والاستكانة‭ ‬والضعف‭ ‬والاتكال‭ ‬على‭ ‬الصديق‭ ‬الأجنبي‭ ‬وعقد‭ ‬المؤتمرات‭ ‬والتشاور‭.‬

دول‭ ‬الخليج‭ ‬اليوم‭ ‬بقيادة‭ ‬الشقيقة‭ ‬الكبرى‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬قوة‭ ‬مكتملة‭ ‬هائلة‭ ‬وساحقة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات،‭ ‬فللسعودية‭ ‬قدرة‭ ‬عجيبة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬برامجها‭ ‬موضع‭ ‬التطبيق‭ ‬وذات‭ ‬موقف‭ ‬موحد‭ ‬وحازم‭ ‬وانتصار‭ ‬سياسي‭ ‬كامل،‭ ‬وعلى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬الجديدة‭ ‬معرفة‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬أرادت‭ ‬تحقيق‭ ‬مزايا‭ ‬سياسية،‭ ‬وأن‭ ‬تبتعد‭ ‬عن‭ ‬النزوات‭ ‬والمغامرات‭ ‬التي‭ ‬تحركها‭ ‬النزعات‭ ‬الذاتية‭ ‬ومواقف‭ ‬اللامبالاة‭ ‬التامة،‭ ‬فالوقوف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬السعودية‭ ‬بات‭ ‬أمرا‭ ‬مستحيلا‭ ‬وعلى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الجديد‭ ‬بايدن‭ ‬تحليل‭ ‬الموقف‭ ‬السياسي‭ ‬والفكري‭ ‬بدقة‭ ‬تامة،‭ ‬ونبش‭ ‬أوراق‭ ‬أوباما‭ ‬وكلنتون‭ ‬وتنظيفها‭.‬