سوالف

في أقل من سنة... البحرين تفقد 5 رواد أعطونا نورًا يشق الظلمات

| أسامة الماجد

في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬سنة‭ ‬فقدت‭ ‬البحرين‭ ‬خمسة‭ ‬مبدعين‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬العراقة‭ ‬والأصالة‭ ‬والعظمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وكانوا‭ ‬مثل‭ ‬الشجرة‭ ‬الناضرة‭ ‬التي‭ ‬تغذي‭ ‬محيطها‭ ‬بكنوز‭ ‬الخير‭ ‬والروعة،‭ ‬وهم‭: ‬الشاعر‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬والفنان‭ ‬والكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬راشد‭ ‬المعاودة،‭ ‬والفنان‭ ‬سلمان‭ ‬زيمان،‭ ‬والروائي‭ ‬والسيناريست‭ ‬فريد‭ ‬رمضان،‭ ‬والفنان‭ ‬علي‭ ‬الغرير‭. ‬خمسة‭ ‬مبدعين‭ ‬أعطونا‭ ‬نورا‭ ‬يشق‭ ‬الظلمات‭ ‬ونعتلي‭ ‬به‭ ‬ذروة‭ ‬القمم‭ ‬وانتصارات‭ ‬الحياة،‭ ‬رسموا‭ ‬لنا‭ ‬صورة‭ ‬الحب‭ ‬الذي‭ ‬نفتقر‭ ‬إليه‭ ‬وأعطونا‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الإحساس‭ ‬بزخم‭ ‬الحياة‭ ‬وتفاعل‭ ‬أفرادها،‭ ‬ولديهم‭ ‬نبع‭ ‬فياض‭ ‬يتدفق‭ ‬من‭ ‬الروعة‭ ‬والجمال‭ ‬وفطرة‭ ‬نقية‭ ‬لتقديم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬خير‭ ‬ونافع‭ ‬للبشرية‭.‬

بقدر‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬مبدعين‭ ‬في‭ ‬الأداء،‭ ‬وبقدر‭ ‬ما‭ ‬تحسسوا‭ ‬مشاكل‭ ‬مجتمعهم‭ ‬في‭ ‬البؤس‭ ‬والنعيم،‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬أنتجوا‭ ‬أدبا‭ ‬وفنا‭ ‬خالدا‭ ‬وسطروا‭ ‬ملحمة‭ ‬من‭ ‬الإبداع‭ ‬والتميز‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬البطولة،‭ ‬ووضعوا‭ ‬مفهوما‭ ‬مختلفا‭ ‬للعمل‭ ‬الفني‭ ‬والأدبي‭ ‬تتجلى‭ ‬فيه‭ ‬كل‭ ‬معاني‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكاملة‭ ‬التي‭ ‬نرى‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الحق‭ ‬والخير‭ ‬والجمال‭ ‬ونفسا‭ ‬سمحة‭ ‬في‭ ‬إنسانيتها‭ ‬المبدعة‭ ‬وحروفا‭ ‬صادقة‭ ‬النبرة‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬مساحات‭ ‬الزمان‭.‬

للأديب‭ ‬والفنان‭ ‬وظيفة‭ ‬سامية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المجتمعات‭ ‬الإنسانية‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬وبما‭ ‬لهما‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬تكييف‭ ‬تطورها‭ ‬التاريخي‭ ‬وخلق‭ ‬مصيرها،‭ ‬وقد‭ ‬استطاع‭ ‬أولئك‭ ‬الأبطال‭ ‬الخمسة‭ ‬بفكرهم‭ ‬ووجدانهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬الخالدة‭ ‬النهوض‭ ‬برسالة‭ ‬الفن‭ ‬وأقصى‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬الفن،‭ ‬ذكاء‭ ‬وحب‭ ‬المعرفة‭ ‬والاطلاع‭ ‬وينابيع‭ ‬وفاء‭ ‬ومودة،‭ ‬وقد‭ ‬كنت‭ ‬محظوظا‭ ‬بأنني‭ ‬كنت‭ ‬قريبا‭ ‬منهم‭ ‬جميعا‭ ‬رحمهم‭ ‬الله‭ ‬واستفدت‭ ‬منهم‭ ‬كثيرا‭ ‬حيث‭ ‬وجدت‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يستهوي‭ ‬المبدع‭ ‬والأفكار‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تتدفق‭ ‬من‭ ‬خزين‭ ‬عميق‭ ‬وواسع‭ ‬ومتنوع‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬منهم‭ ‬سوى‭ ‬التشجيع‭ ‬وإغناء‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجارب‭ ‬والأفكار‭ ‬ذات‭ ‬القيم‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬يطرحها‭ ‬هؤلاء‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬خسرتهم‭ ‬البحرين‭ ‬“جسدا”‭ ‬ولكن‭ ‬ستبقى‭ ‬أعمالهم‭ ‬مطبوعة‭ ‬على‭ ‬جبين‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬الأبد،‭ ‬ونورهم‭ ‬سيأتي‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬لينير‭ ‬العالم،‭ ‬وستنعكس‭ ‬أسماؤهم‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬صفحة‭ ‬مياه‭ ‬البحار‭ ‬والمحيطات،‭ ‬حيث‭ ‬الخلود‭ ‬المحمول‭ ‬على‭ ‬أجنحة‭ ‬الرياح‭.‬