سوالف

أصوات الجاليات المسلمة في انتخابات الرئاسة الأميركية

| أسامة الماجد

للعرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الأميركية‭ ‬دور‭ ‬مؤثر‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأميركية،‭ ‬وأصواتهم‭ ‬دائما‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬نجاح‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬أو‭ ‬الجمهوري،‭ ‬وقد‭ ‬بذل‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأميركيون‭ ‬جهودا‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬التقرب‭ ‬والتودد‭ ‬من‭ ‬الجاليات‭ ‬المسلمة‭ ‬الأميركية‭ ‬وتذليل‭ ‬الصعاب‭ ‬أمامهم،‭ ‬وذلك‭ ‬لمعرفتهم‭ ‬بالفائض‭ ‬الربحي‭ ‬الذي‭ ‬سيأتي‭ ‬من‭ ‬أصواتهم‭ ‬في‭ ‬الانتخابات،‭ ‬وحسب‭ ‬بعض‭ ‬التصريحات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬فالتقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬69‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الأميركان‭ ‬صوتوا‭ ‬للديمقراطي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬بسبب‭ ‬تعهده‭ ‬بإدخال‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬إداراته‭ ‬حال‭ ‬فوزه،‭ ‬وربما‭ ‬لأشياء‭ ‬ومواقف‭ ‬وقرارات‭ ‬أخرى‭ ‬حركت‭ ‬ودفعتهم‭ ‬لاختيار‭ ‬بطاقة‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭.‬

لكن‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬وحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬الكاتب‭ ‬“دكستر‭ ‬بركنس”،‭ ‬فإن‭ ‬أميركا‭ ‬معروفة‭ ‬بسياسة‭ ‬يطلق‭ ‬عليها‭ ‬“سياسة‭ ‬العواطف‭ ‬أو‭ ‬طريق‭ ‬الميول‭ ‬الدينية”،‭ ‬فمثلا‭ ‬لسنوات‭ ‬كان‭ ‬المواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬أيرلندي‭ ‬يكره‭ ‬بريطانيا،‭ ‬وكان‭ ‬لذلك‭ ‬تأثير‭ ‬معين‭ ‬على‭ ‬السياسة‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مثلا‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالمعاهدات‭ ‬الأميركية‭ ‬البريطانية‭ ‬بشأن‭ ‬التحكيم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1897،‭ ‬وفي‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬وفي‭ ‬المناقشات‭ ‬حول‭ ‬معاهدة‭ ‬فرساي،‭ ‬كان‭ ‬يميل‭ ‬الأميركيون‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬ألماني‭ ‬إلى‭ ‬العطف‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الوسطى،‭ ‬وكانت‭ ‬سياسة‭ ‬حكيمة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الرئيس‭ ‬ولسن‭ ‬آنذاك،‭ ‬إذ‭ ‬أخذ‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬واهتم‭ ‬بتوضيح‭ ‬المشكلة‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬المعركة‭. ‬

أما‭ ‬الأميركيون‭ ‬المنحدرون‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬بولندي‭ ‬فكان‭ ‬طبيعيا‭ ‬أن‭ ‬ينتقدوا‭ ‬أية‭ ‬سياسة‭ ‬للمهادنة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬ولو‭ ‬رجعنا‭ ‬إلى‭ ‬مجال‭ ‬الديانة،‭ ‬فإن‭ ‬المواطنين‭ ‬الأميركيين‭ ‬الكاثوليك‭ ‬كانوا‭ ‬أكثر‭ ‬عطفا‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬الجنرال‭ ‬فرانكو‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬الشعب‭ ‬الأميركي،‭ ‬وكانوا‭ ‬يشعرون‭ ‬شعورا‭ ‬عدائيا‭ ‬قويا‭ ‬للشيوعية‭ ‬التي‭ ‬وضعتهم‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أعداء‭ ‬الكرملين‭.‬

 

بصورة‭ ‬عامة،‭ ‬إن‭ ‬رجال‭ ‬الكونغرس‭ ‬هم‭ ‬وحدهم‭ ‬يضعون‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر‭ ‬والاتجاهات‭ ‬محل‭ ‬الاعتبار،‭ ‬وإن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬هذه‭ ‬المجموعات‭ ‬المختلفة‭ ‬والخطب‭ ‬التي‭ ‬يلقيها‭ ‬الساسة‭ ‬تجاوبا‭ ‬معها،‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬غالبا‭ ‬إلى‭ ‬ارتباك‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتولون‭ ‬تنفيذ‭ ‬السياسة‭ ‬وهي‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يساء‭ ‬فهمها‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وتبقى‭ ‬كلمة‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬الجنسية‭ ‬الأميركية‭ ‬كعزم‭ ‬النسور‭ ‬الكواسر‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأميركية‭.‬