ملفات عديدة

| د. عبدالله الحواج

ربما‭ ‬يكون‭ ‬الحدث‭ ‬لا‭ ‬يتزامن‭ ‬بالتئام‭ ‬مجلس‭ ‬الرئيس‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬لكنه‭ ‬يرتبط‭ ‬بملفات‭ ‬عديدة‭ ‬أثارها‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مجالسه‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬مداخلات‭ ‬النخب‭ ‬المتفكرة،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تنتمي‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬هنا‭ ‬تذكرت‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬النخب‭ ‬تعول‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لعلاج‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ينتظر‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بها‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬إليهم‭ ‬على‭ ‬طبق‭ ‬من‭ ‬ذهب‭.‬

لقد‭ ‬تغير‭ ‬الزمن،‭ ‬وأصبح‭ ‬الوقت‭ ‬غير‭ ‬الوقت،‭ ‬والظروف‭ ‬غير‭ ‬الظروف،‭ ‬النفط‭ ‬يتهاوى‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬قيمته‭ ‬المدرجة‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬للمملكة‭ (‬45‭ ‬دولارًا‭ ‬للبرميل‭)‬،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬سعره‭ ‬بالأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬حسب‭ ‬“أوبك‭ ‬بلس”‭ ‬ووكالة‭ ‬الطاقة‭ ‬الدولية‭ ‬تراجع‭ ‬لحدود‭ ‬الـ‭ ‬40‭ ‬دولارًا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬“نايمكس‭ ‬وبرنت”‭.‬

هذا‭ ‬العجز‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتولى‭ ‬الدولة‭ ‬بمفردها‭ ‬تحمل‭ ‬تبعاته‭ ‬ومسئولية‭ ‬تضميد‭ ‬جراحه،‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬من‭ ‬طارق‭ ‬لأبواب‭ ‬المشاريع‭ ‬الحكومية،‭ ‬منتظرًا‭ ‬إرساء‭ ‬المناقصات‭ ‬السُمان‭ ‬عليه،‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬وتخليق‭ ‬الفرص‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬مشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬حقيقة‭ ‬لا‭ ‬كلام،‭ ‬عهود‭ ‬لا‭ ‬وعود،‭ ‬مشاريع‭ ‬تضيف‭ ‬للناتج‭ ‬القومي‭ ‬المحلي‭ ‬ولا‭ ‬تخصم‭ ‬منه‭.‬

مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬طالما‭ ‬ما‭ ‬طرحنا‭ ‬في‭ ‬المجلس‭ ‬العتيد‭ ‬لخليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رؤى‭ ‬واقتراحات‭ ‬حازت‭ ‬على‭ ‬موافقة‭ ‬النخب‭ ‬ومن‭ ‬قبلهم‭ ‬على‭ ‬استحسان‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬الجميع‭ ‬صاحب‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الكبير‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬عندما‭ ‬وضع‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬الخاص‭ ‬ضمن‭ ‬بنود‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬جلالته‭ ‬أنها‭ ‬منارات‭ ‬إشعاع‭ ‬ثقافي‭ ‬وعلمي‭ ‬وحضاري‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬الخاص،‭ ‬عن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية،‭ ‬وعن‭ ‬تشجيع‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬ليكون‭ ‬بمثابة‭ ‬الشريك‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تابعًا‭ ‬وغير‭ ‬شريك‭ ‬عند‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمنظومة،‭ ‬بالأرقام،‭ ‬لا‭ ‬بالتهيؤات‭.‬

إن‭ ‬الاعتمادية‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والتسويق‭ ‬الحكومي‭ ‬لمشاريع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الجامعي‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬والالتحام‭ ‬مع‭ ‬رؤى‭ ‬ومتطلبات‭ ‬المنظومة‭ ‬برمتها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬تفهم‭ ‬طبيعة‭ ‬القطاع‭ ‬الأهلي‭ ‬وتشجيع‭ ‬مبادراته،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نطلق‭ ‬عليه‭ ‬بالرقابة‭ ‬التشاركية‭ ‬التي‭ ‬يتحمل‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬بالمعادلة‭ ‬التعليمية‭ ‬مسئولية‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬مناهج‭ ‬تحاكي‭ ‬تقاليد‭ ‬الأصالة‭ ‬البحرينية‭ ‬العربية،‭ ‬والمعاصرة‭ ‬مع‭ ‬آخر‭ ‬المستجدات‭ ‬العلمية‭ ‬العالمية‭.‬

ونحمد‭ ‬الله‭ ‬ونشكر‭ ‬فضله‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬بقيادة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬ورؤية‭ ‬حكومته‭ ‬الرشيدة‭ ‬يمكنها‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬يدها‭ ‬في‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬توليد‭ ‬إضافات‭ ‬محققة‭ ‬على‭ ‬ميزانية‭ ‬الدولة‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬حسب‭ ‬الدراسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والتجارب‭ ‬السابقة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬عن‭ ‬ملياري‭ ‬دينار‭ ‬بحريني‭ ‬سنويًا‭ ‬لو‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬جامعتنا‭ ‬الخاصة‭ ‬وفقًا‭ ‬للقواعد‭ ‬واللوائح‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬المجاورة،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الاعتماد‭ ‬الأكاديمي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬واعتبارات‭ ‬مجلس‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬وعلى‭ ‬لوائحه‭ ‬وإجراءاته‭ ‬المرعية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭.‬

هذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض‭ ‬وما‭ ‬خفي‭ ‬هو‭ ‬بعون‭ ‬الله‭ ‬أعظم‭.‬