“رابطة الثقافة” والتحضير للعمليات الإرهابية

| نظام مير محمدي

يقوم‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الحاكم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬القمع‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وتصدير‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬إلى‭ ‬الخارج،‭ ‬ولتحقيق‭ ‬هذين‭ ‬الهدفين‭ ‬يضع‭ ‬الأساس‭ ‬وتهيئة‭ ‬الظروف‭ ‬أولاً‭ ‬لذلك،‭ ‬وكان‭ ‬النظام‭ ‬يروج‭ ‬لخط‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويصدر‭ ‬التطرف‭ ‬لسنوات‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالأنشطة‭ ‬الثقافية‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬كبار‭ ‬قادة‭ ‬النظام‭.‬

قبل‭ ‬25‭ ‬عاماً،‭ ‬نظم‭ ‬ودمج‭ ‬خامنئي‭ ‬كل‭ ‬الهيئات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنشط‭ ‬في‭ ‬تصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‭ ‬وجميع‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬عملت‭ ‬في‭ ‬“اللجنة‭ ‬الثقافية”‭ ‬لمواجهة‭ ‬المعارضة‭ ‬ونشر‭ ‬الأصولية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬الأخرى،‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬واحدة‭ ‬باسم‭ ‬“منظمة‭ ‬الثقافة‭ ‬الإسلامية‭ ‬والاتصالات‭ ‬الإسلامية”،‭ ‬وسلم‭ ‬قيادة‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬إلى‭ ‬الهيئة‭ ‬الدولية‭ ‬لمكتب‭ ‬خامنئي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬أهم‭ ‬جهاز‭ ‬للتطرف‭ ‬والإرهاب‭. ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬الخطوط‭ ‬والقرارات‭ ‬المهمة‭ ‬لهذه‭ ‬المنظمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للسياسة،‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬خامنئي‭ ‬نفسه،‭ ‬ويضم‭ ‬رئيس‭ ‬مكتب‭ ‬خامنئي،‭ ‬وأمين‭ ‬سر‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور،‭ ‬ورئيس‭ ‬منظمة‭ ‬الإعلام‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ووزير‭ ‬الإرشاد،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية،‭ ‬ووزير‭ ‬المخابرات‭. ‬وتضم‭ ‬“رابطة‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية”‭ ‬5‭ ‬هيئات،‭ ‬لكل‭ ‬منها‭ ‬عدة‭ ‬إدارات‭ ‬عامة،‭ ‬هذه‭ ‬الهيئات‭ ‬هي‭: ‬هيئات‭ ‬الطباعة‭ ‬والنشر‭ ‬والاتصالات‭ ‬والدعم‭ ‬الثقافي‭ ‬والبحوث‭ ‬والهيئات‭ ‬الإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬لممثليات‭ ‬الخارج‭ ‬“هم‭ ‬نفس‭ ‬المستشارين‭ ‬الثقافيين”‭ ‬الملحقة‭ ‬بهيئة‭ ‬الاتصالات‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬استخدمت‭ ‬“رابطة‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية”‭ ‬جهازًا‭ ‬واسعاً‭ ‬وكبيراً‭ ‬لإعداد‭ ‬وتنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬الحرب‭ ‬النفسية‭ ‬باستثمارات‭ ‬ضخمة،‭ ‬وتقدم‭ ‬تدريبات‭ ‬خاصة‭ ‬ونشرات‭ ‬وكتبا‭ ‬تعليمية‭ ‬وأفلاما‭ ‬عديدة‭. ‬وللمضي‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشروع،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬نفقات‭ ‬كبيرة،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬بنود‭ ‬الميزانية‭: ‬تشجيع‭ ‬المشاريع‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬“وزارة‭ ‬المخابرات”‭ ‬و”رابطة‭ ‬الثقافة‭ ‬والعلاقات‭ ‬الإسلامية”‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وتوظيف‭ ‬وشراء‭ ‬المطبوعات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتجنيد‭ ‬المرتزقة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬وفي‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وضد‭ ‬معارضة‭ ‬النظام،‭ ‬وتكوين‭ ‬جماعات‭ ‬وجمعيات‭ ‬دينية‭ ‬مختلفة،‭ ‬واستقطاب‭ ‬المرتزقة‭ ‬ونقلهم‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬للتدريب‭ ‬وإرسالهم‭ ‬في‭ ‬مهمات‭ ‬لوزارة‭ ‬المخابرات،‭ ‬والترويج‭ ‬لخط‭ ‬الإرهاب‭ ‬وتصدير‭ ‬التطرف‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬شبكات‭ ‬التلفزيون،‭ ‬وتنتهج‭ ‬جميع‭ ‬بيوت‭ ‬ثقافة‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البلدان،‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬البرامج‭ ‬الأسبوعية،‭ ‬سياسات‭ ‬إرهابية‭ ‬وأصولية‭.‬

وتحدث‭ ‬جنتي،‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬صيانة‭ ‬الدستور،‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬النظام‭ ‬وسيطرته‭ ‬على‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬وقال‭: ‬“بحسب‭ ‬وزارة‭ ‬المخابرات،‭ ‬فهي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬المطبوعات،‭ ‬لسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬لنشر‭ ‬مطبوعات‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬فهذه‭ ‬المطبوعات‭ ‬يمكن‭ ‬اختراقها‭ ‬وتوجيهها‭ ‬ضمن‭ ‬خط‭ ‬وسياسة‭ ‬محددة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬يتغير‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التبرع‭ ‬بمبلغ‭ ‬500‭ ‬دولار‭ ‬لرئيس‭ ‬تحرير‭ ‬المجلة‭ ‬ودعوته‭ ‬إلى‭ ‬حفلة”‭.‬

وكمثال‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬عمل‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬العربي‭ ‬لتشويه‭ ‬صورة‭ ‬المقاومة،‭ ‬أُطلق‭ ‬موقع‭ ‬“أشرف‭ ‬نيوز”،‭ ‬حيث‭ ‬عرفت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬باسم‭ ‬أشرف‭ ‬منذ‭ ‬عقود،‭ ‬فالنظام‭ ‬أساء‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬الاسم‭ ‬وأطلق‭ ‬على‭ ‬موقعه‭ ‬اسم‭ ‬“أشرف‭ ‬نيوز”‭ ‬لجذب‭ ‬الجمهور‭. ‬“مجاهدين”‭.‬