“الإسلاموفوبيا”

| بدور عدنان

يعمد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬إلى‭ ‬تطويع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬استغلالها‭ ‬سياسياً‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استمالة‭ ‬المجتمعات‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬دائمة‭ ‬وحثيثة‭ ‬من‭ ‬قبلهم‭ ‬لرفع‭ ‬رصيدهم‭ ‬وشعبيتهم‭ ‬السياسية،‭ ‬ففي‭ ‬أدبيات‭ ‬السياسة‭ ‬عندما‭ ‬تحاول‭ ‬صرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬موضع‭ ‬إخفاق‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تشغل‭ ‬المجتمع‭ ‬بموضوع‭ ‬آخر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تؤججه‭ ‬وتضخمه‭ ‬وتحرص‭ ‬كل‭ ‬الحرص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تتعامل‭ ‬معه‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬عاطفي‭ ‬يمس‭ ‬المجتمع،‭ ‬بحيث‭ ‬يؤمن‭ ‬لك‭ ‬رصيدا‭ ‬من‭ ‬التأييد‭ ‬ويكفل‭ ‬استمرارك‭ ‬لمدة‭ ‬أطول‭.‬

لقد‭ ‬دأب‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين‭ ‬كغطاء‭ ‬وأعذار‭ ‬لتحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المآرب‭ ‬والأهداف‭ ‬السياسية،‭ ‬فبالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬موضوع‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الإسلام،‭ ‬تلك‭ ‬الفكرة‭ ‬المغلوطة‭ ‬التي‭ ‬نجح‭ ‬المتربحون‭ ‬منها‭ ‬ومن‭ ‬ترسيخها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صنعوا‭ ‬بعبعاً‭ ‬وألبسوه‭ ‬رداء‭ ‬الإسلام،‭ ‬ذلك‭ ‬المسخ‭ ‬الذي‭ ‬استبسل‭ ‬بعض‭ ‬القادة‭ ‬في‭ ‬محاربته‭ ‬كما‭ ‬صوروا‭ ‬أنفسهم‭ ‬دائماً‭.‬

للمواطن‭ ‬البسيط‭ ‬الظاهر‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬تروج‭ ‬له‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬قوة‭ ‬ناعمة‭ ‬وأهم‭ ‬أدوات‭ ‬التأثير‭ ‬التي‭ ‬يستخدمها‭ ‬السياسيون،‭ ‬والتي‭ ‬استغلوها‭ ‬في‭ ‬ترويج‭ ‬فكرة‭ ‬حتمية‭ ‬وهي‭ ‬ارتباط‭ ‬الإسلام‭ ‬بالإرهاب‭ ‬حتى‭ ‬تشرب‭ ‬مواطنوهم‭ ‬البسطاء‭ ‬الفكرة‭ ‬وبات‭ ‬كثيرٌ‭ ‬منهم‭ ‬اليوم‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬رهاب‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬“الإسلاموفوبيا”‭. ‬

أن‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬خطى‭ ‬الميكافيلية‭ ‬مبرر‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬عند‭ ‬أولئك‭ ‬القادة،‭ ‬فلطالما‭ ‬كانت‭ ‬الغاية‭ ‬تبرر‭ ‬الوسيلة‭ ‬في‭ ‬السياسة،‭ ‬فليس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬العقيدة‭ ‬أي‭ ‬محرم‭ ‬أو‭ ‬محظور‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬فإن‭ ‬ليس‭ ‬للدين‭ ‬لديهم‭ ‬أية‭ ‬قدسية،‭ ‬فاستغلاله‭ ‬للوصول‭ ‬للغايات‭ ‬والأهداف‭ ‬السياسية‭ ‬مباح‭ ‬بالتأكيد‭ ‬فهو‭ ‬الدرس‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬كمسلمين‭ ‬قد‭ ‬استوعبناه‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أنه‭ ‬باتت‭ ‬لدينا‭ ‬اليوم‭ ‬أدواتنا‭ ‬وأساليبنا‭ ‬في‭ ‬مجابهة‭ ‬هذا‭ ‬الاستغلال‭ ‬الشنيع‭ ‬للإسلام‭. ‬

 

ما‭ ‬يحدث‭ ‬حالياً‭ ‬لا‭ ‬يعكس‭ ‬ذلك‭ ‬أبداً،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬فقد‭ ‬طور‭ ‬المتربحون‭ ‬من‭ ‬الإسلاموفوبيا‭ ‬أدواتهم‭ ‬فباتوا‭ ‬اليوم‭ ‬يحدثون‭ ‬من‭ ‬أساليبهم‭ ‬التي‭ ‬بلغت‭ ‬حد‭ ‬استفزاز‭ ‬المتطرفين‭ ‬لارتكاب‭ ‬جرائمهم‭ ‬الإرهابية‭ ‬حتى‭ ‬يقنعوا‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الإسلام‭. ‬ويبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬متى‭ ‬نعي‭ ‬ألاعيبهم‭ ‬ونستطيع‭ ‬التصدي‭ ‬لهم؟‭.‬