البيئة أرضنا

| عبدعلي الغسرة

البيئة‭ ‬وطن‭ ‬جميع‭ ‬الكائنات،‭ ‬تتنسم‭ ‬من‭ ‬هوائها‭ ‬وتستفيد‭ ‬إيجابيًا‭ ‬من‭ ‬مواردها،‭ ‬فتشرب‭ ‬من‭ ‬منابعها،‭ ‬إنها‭ ‬البقعة‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬تلك‭ ‬الكائنات‭ ‬والإنسان‭ ‬الحياة،‭ ‬وعلى‭ ‬الإنسان‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬وقتي‭ ‬السِلم‭ ‬والحرب،‭ ‬فقرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬6‭ ‬نوفمبر‭ ‬2001م‭ ‬جاء‭ ‬لأجل‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬وجعلها‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الصراعات‭ ‬العسكرية‭ ‬ومنع‭ ‬استخدامها‭ ‬في‭ ‬الحروب‭.‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبار‭ ‬البشر‭ ‬والحجر‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خسائر‭ ‬الحروب،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬البيئة،‭ ‬فالبيئة‭ ‬ضحية‭ ‬غير‭ ‬مُعلنة‭ ‬للحروب‭ ‬مقابل‭ ‬ما‭ ‬تحققه‭ ‬تلك‭ ‬الحروب‭ ‬من‭ ‬نصر‭ ‬عسكري‭ ‬زائف،‭ ‬ولهذه‭ ‬التداعيات‭ ‬يجب‭ ‬حماية‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬الحروب‭ ‬العسكرية‭ ‬والمعارك‭ ‬الاستثمارية‭ ‬بقطع‭ ‬الأشجار‭ ‬للاتجار‭ ‬بها،‭ ‬وبدلًا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬استغلال‭ ‬البيئة‭ ‬ومواردها‭ ‬استغلالا‭ ‬إيجابيا‭ ‬إنسانيا‭ ‬واقتصاديا‭.‬

إن‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬تحتويها‭ ‬البيئة‭ ‬هي‭ ‬الرابط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الحروب،‭ ‬فالتنافس‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬النفط‭ ‬والغاز‭ ‬والمياه‭ ‬والأخشاب‭ ‬والأراضي‭ ‬الخصبة‭ ‬التي‭ ‬تتميز‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬نشوب‭ ‬الحروب‭ ‬للاستحواذ‭ ‬عليها،‭ ‬ويكون‭ ‬ثمن‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬تأجيج‭ ‬النزاعات،‭ ‬وكذلك‭ ‬قيام‭ ‬الدول‭ ‬المعتدية‭ ‬بتلويث‭ ‬الآبار‭ ‬وإحراق‭ ‬المحاصيل‭ ‬واجتثاث‭ ‬الغابات‭ ‬وتسميم‭ ‬الأراضي‭ ‬بالغازات‭ ‬السامة‭ ‬ومخلفات‭ ‬الحروب‭ ‬وقتل‭ ‬الماشية‭ ‬وتدمير‭ ‬منشآت‭ ‬النفط‭ ‬وتجفيف‭ ‬الأراضي‭ ‬والمستنقعات‭ ‬وتسريب‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬البحار‭ ‬واستخدام‭ ‬اليورانيوم‭ ‬انتهاك‭ ‬للبيئة،‭ ‬وهي‭ ‬ممارسات‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تدمير‭ ‬الأرض‭ ‬الخضراء‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬جرداء‭. ‬

إن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬وسلامة‭ ‬موارد‭ ‬الطبيعة‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬السلام‭ ‬وسبيل‭ ‬لدعم‭ ‬العيش‭ ‬والنظم‭ ‬الإيكولوجية‭ ‬التي‭ ‬يعتمد‭ ‬البشر‭ ‬عليها‭ ‬لتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬الأساسية،‭ ‬ومع‭ ‬الانتهاك‭ ‬المستمر‭ ‬للبيئة‭ ‬“سيعاني‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬795‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬الجوع،‭ ‬و1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬شح‭ ‬المياه،‭ ‬واستمرار‭ ‬فقدان‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي‭ ‬وتدهور‭ ‬النظام‭ ‬الإيكولوجي”،‭ ‬وللحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إدارتها‭ ‬جيدًا‭ ‬لجعلها‭ ‬بيئة‭ ‬مُستدامة‭ ‬لحياة‭ ‬الكائنات‭.‬

 

لقد‭ ‬فتحت‭ ‬التقنيات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬أبوابًا‭ ‬جديدة‭ ‬للحياة‭ ‬للإنسان‭ ‬ولتطوير‭ ‬الطبيعة‭ ‬للاستفادة‭ ‬الإيجابية‭ ‬منها،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬دولًا‭ ‬وشركات‭ ‬استثمارية‭ ‬استخدمتها‭ ‬لأغراض‭ ‬عسكرية‭ ‬وتجارية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬تغيير‭ ‬بيئي‭ ‬سلبي‭ ‬للأرض‭ ‬ومواردها،‭ ‬إن‭ ‬تدمير‭ ‬البيئة‭ ‬ليس‭ ‬خسارة‭ ‬فقط‭ ‬للدولة‭ ‬بل‭ ‬لجميع‭ ‬الكائنات‭. ‬هناك‭ ‬جهود‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬والمنظمات‭ ‬المحلية‭ ‬والإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬لحماية‭ ‬البيئة‭ ‬والعناية‭ ‬بها‭ ‬بموجب‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والمعاهدات‭ ‬الدولية‭ ‬المبرمة‭ ‬وجعلها‭ ‬بيئة‭ ‬نظيفة،‭ ‬فمن‭ ‬دون‭ ‬بيئة‭ ‬نظيفة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬حياتنا‭ ‬نظيفة‭.‬