سوالف

تراجع مسرح الطفل في البحرين... أسباب كثيرة ومتشابكة

| أسامة الماجد

لثقافة‭ ‬الطفل‭ ‬سماتها‭ ‬وحضارتها‭ ‬البارزة،‭ ‬ولوقت‭ ‬قريب‭ ‬كانت‭ ‬المسارح‭ ‬البحرينية‭ ‬الأهلية‭ ‬تقدم‭ ‬أعمالا‭ ‬مسرحية‭ ‬للأطفال‭ ‬رائعة‭ ‬في‭ ‬الشكل‭ ‬والمضمون‭ ‬وتؤثر‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الأطفال‭ ‬تأثيرا‭ ‬عميقا‭ ‬ويستفيدون‭ ‬منها‭ ‬فائدة‭ ‬عظيمة‭ ‬عند‭ ‬عرضها،‭ ‬وكان‭ ‬شاعرنا‭ ‬القدير‭ ‬علي‭ ‬الشرقاوي‭ ‬“الله‭ ‬يطول‭ ‬في‭ ‬عمره‭ ‬ويشفيه”‭ ‬أبرز‭ ‬فرسان‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل،‭ ‬وكذلك‭ ‬الأديب‭ ‬والقاص‭ ‬خلف‭ ‬أحمد‭ ‬خلف،‭ ‬حيث‭ ‬أثريا‭ ‬مسرح‭ ‬الطفل‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الناجحة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬قل‭ ‬اهتمام‭ ‬المسارح‭ ‬الأهلية‭ ‬بمسرح‭ ‬الطفل‭ ‬وتدنى‭ ‬المستوى‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬ملحوظة،‭ ‬وترك‭ ‬المجال‭ ‬لأصحاب‭ ‬الاهتمامات‭ ‬التجارية‭.‬

إن‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬تولي‭ ‬مسرح‭ ‬الأطفال‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬وعناية‭ ‬فائقة‭ ‬للدور‭ ‬الذي‭ ‬يلعبه‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬النفسية‭ ‬والتربوية،‭ ‬فهو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬إثارة‭ ‬خيال‭ ‬الطفل‭ ‬وتدريب‭ ‬الملاحظة‭ ‬لديه‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬لا‭ ‬تستطيعه‭ ‬المصادر‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهو‭ ‬ينمي‭ ‬معارف‭ ‬الطفل‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬اتساع‭ ‬آفاق‭ ‬معرفته‭ ‬ويشيع‭ ‬فيه‭ ‬حب‭ ‬الاطلاع‭ ‬والمعرفة،‭ ‬كما‭ ‬يذكي‭ ‬فيه‭ ‬عاطفة‭ ‬الجمال‭ ‬وينميها،‭ ‬والعمل‭ ‬المسرحي‭ ‬يدرب‭ ‬الطفل‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬النطق‭ ‬والأداء‭ ‬والإلقاء،‭ ‬والنهوض‭ ‬بأذواق‭ ‬الأطفال،‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬تفحصنا‭ ‬واقع‭ ‬العمل‭ ‬المسرحي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬خلال‭ ‬الأعوام‭ ‬الأخيرة،‭ ‬نكاد‭ ‬لا‭ ‬نرى‭ ‬له‭ ‬أثرا‭ ‬وحضورا‭ ‬مؤثرا،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬بضعة‭ ‬عروض‭ ‬تقدم‭ ‬باجتهادات‭ ‬شخصية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬الدعم‭ ‬وتوقيف‭ ‬جائزة‭ ‬أدب‭ ‬الطفل‭ ‬والتأليف‭ ‬المسرحي‭ ‬طرف‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تراجعنا،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬هناك‭ ‬أسباب‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتشابكة‭.‬

 

المربية‭ ‬الروسية‭ ‬“جوفسكايا”‭ ‬تلخص‭ ‬فوائد‭ ‬المسرح‭ ‬بما‭ ‬يلي‭: ‬“المسرح‭ ‬يخلق‭ ‬على‭ ‬خشبته‭ ‬شخصيات‭ ‬ساطعة‭ ‬ويكشف‭ ‬كأحسن‭ ‬ما‭ ‬یمكن‭ ‬البوادر‭ ‬السيكولوجية‭ ‬التي‭ ‬تحفز‭ ‬الإنسان‭ ‬لإتيان‭ ‬الأفعال‭ ‬النبيلة،‭ ‬والمسرح‭ ‬يثير‭ ‬أكثر‭ ‬العواطف‭ ‬تنوعا‭ ‬ويكون‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬الصفات‭ ‬الجمالية،‭ ‬بل‭ ‬والخلقية‭ ‬أيضا،‭ ‬فعن‭ ‬طريق‭ ‬الانطباع‭ ‬الشخصي‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التأثر‭ ‬والمشاركة‭ ‬العاطفية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬الفن‭ ‬ويحب،‭ ‬فعليكم‭ ‬أن‭ ‬توفروا‭ ‬للأطفال‭ ‬فرح‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬ولا‭ ‬تحجبوا‭ ‬عنهم‭ ‬معاشرة‭ ‬الفن”‭.‬