الشيعة والقضية الفلسطينية

| يوسف صلاح الدين

نشر‭ ‬الأخ‭ ‬العزيز‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭ ‬“الشيعة‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية”‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الأحد‭ ‬18‭ ‬أكتوبر‭ ‬2020‭ ‬واحتوى‭ ‬على‭ ‬أحداث‭ ‬تاريخية‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬وتفاعل‭ ‬الشيعة‭ ‬العرب‭ ‬والشيعة‭ ‬الإيرانيين‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حتى‭ ‬ظهور‭ ‬الإمام‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬الخميني‭ ‬ووصوله‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979،‭ ‬لذا‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬بعض‭ ‬الحقائق‭ ‬باختصار‭ ‬وهي‭:‬

كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬أغلب‭ ‬الطوائف‭ ‬الشيعية‭ ‬الإيرانية‭ ‬والعربية‭ ‬وخاصة‭ ‬الإثنا‭ ‬عشرية‭ ‬“الإمامية”‭ ‬والتي‭ ‬تنسب‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬جعفر‭ ‬“الملقب‭ ‬بالصادق”‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬وكذلك‭ ‬الزيدية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والتي‭ ‬تنسب‭ ‬إلى‭ ‬الإمام‭ ‬زيد‭ ‬“الملقب‭ ‬بالشهيد”‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭ ‬مهتمين‭ ‬ومتفاعلين‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬منذ‭ ‬بدايتها‭ ‬ولم‭ ‬يتخلفوا‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬وأما‭ ‬باقي‭ ‬الطوائف‭ ‬الشيعية‭ ‬الأخرى‭ ‬فهي‭ ‬من‭ ‬الأقليات‭ ‬واختارت‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الاستاذ‭ ‬الشعلة‭ ‬الانشغال‭ ‬بقضايا‭ ‬العلم‭ ‬والمال‭ ‬والتجارة‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الطوائف‭ ‬المسالمة‭ ‬والمتسامحة‭ ‬ولا‭ ‬تتدخل‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬السياسة‭.‬

كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬تدعم‭ ‬وتساند‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتعتبرها‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬المركزية‭ ‬والمحورية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬دول‭ ‬التطبيع‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬وتصر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خيار‭ ‬السلام‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأن‭ ‬معاهدة‭ ‬السلام‭ ‬تتضمن‭ ‬موافقة‭ ‬إسرائيلية‭ ‬بوقف‭ ‬ضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬إنجازا‭ ‬وخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬السلام‭ ‬ويحقق‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬أجمعت‭ ‬عليها‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬ومستدام‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وأن‭ ‬مواقفها‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬الرابع‭ ‬من‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬وفقا‭ ‬لقرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬ومبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭ ‬والتي‭ ‬اقترحتها‭ ‬الجامعة‭ ‬العربية‭ ‬عام‭ ‬2002‭ ‬بتطبيع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬العربية‭.‬

استكمل‭ ‬فتح‭ ‬الشام‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الخليفة‭ ‬الثالث‭ ‬“ذو‭ ‬النورين”‭ ‬عثمان‭ ‬بن‭ ‬عفان‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الخليفة‭ ‬الثاني‭ ‬“الفاروق”‭ ‬عمر‭ ‬بن‭ ‬الخطاب‭ ‬حيث‭ ‬ولى‭ ‬عمر‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬أبو‭ ‬عبيده‭ ‬بن‭ ‬الجراح‭ (‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭) ‬خلال‭ ‬طاعون‭ ‬عمواس‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬قيس‭ ‬الحارثي‭ ‬على‭ ‬السواحل‭ ‬ومعاوية‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬سفيان‭ ‬“الذي‭ ‬كان‭ ‬واليا‭ ‬على‭ ‬الأردن”على‭ ‬دمشق‭ ‬وكان‭ ‬واليها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوفى‭ ‬بالطاعون‭ ‬يزيد‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬سفيان‭ ‬وولى‭ ‬عمر‭ ‬عياض‭ ‬بن‭ ‬غنم‭ ‬على‭ ‬حمص‭ ‬وقنسرين‭ ‬والجزيرة‭ ‬وولى‭ ‬عثمان‭ ‬معاوية‭ ‬على‭ ‬الشام‭ ‬كله‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬مجرر‭ ‬الكنافي‭ ‬والي‭ ‬فلسطين‭ ‬واستقالة‭ ‬عمير‭ ‬بن‭ ‬سعد‭ ‬الأنصاري‭ ‬والي‭ ‬حمص‭ ‬وقنسرين‭ ‬لمرضه‭.‬

مهما‭ ‬اختلفت‭ ‬الآراء‭ ‬السنية‭ ‬والشيعية‭ ‬عن‭ ‬معاوية‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬سفيان‭ ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬شخصية‭ ‬عادية‭ ‬وله‭ ‬أدوار‭ ‬ومساهمات‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬الشئون‭ ‬الإدارية‭ ‬والقتالية‭ ‬وتعامل‭ ‬مع‭ ‬مؤيديه‭ ‬ومخالفيه‭ ‬بحكمة‭ ‬مما‭ ‬مكنه‭ ‬من‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬عصيبة‭ ‬بما‭ ‬عرف‭ ‬بعام‭ ‬الجماعة‭ ‬وأسس‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية‭ ‬والملك‭ ‬العضوض‭ ‬لأسباب‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لذكرها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬وكانت‭ ‬عاصمتها‭ ‬مدينة‭ ‬دمشق‭ ‬وواصل‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية‭ ‬التي‭ ‬توقفت‭ ‬منذ‭ ‬مقتل‭ ‬عثمان‭ ‬وواصل‭ ‬عليها‭ ‬عبدالملك‭ ‬بن‭ ‬مروان‭ ‬مؤسس‭ ‬السلالة‭ ‬المروانية‭ ‬وجهوده‭ ‬وجهود‭ ‬أبنائه‭ ‬معروفة‭ ‬وتواصلت‭ ‬الفتوحات‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬أبنائه‭ ‬الوليد‭ ‬وسليمان‭ ‬وبلغت‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية‭ ‬ذروة‭ ‬اتساعها‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الخليفة‭ ‬العاشر‭ ‬هشام‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الملك‭ ‬لتمتد‭ ‬حدودها‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬الصين‭ ‬شرقاً‭ ‬حتى‭ ‬جنوب‭ ‬فرنسا‭ ‬غرباً‭ ‬وتمكنت‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬أفريقية‭ ‬والمغرب‭ ‬والأندلس‭ ‬وجنوب‭ ‬الغال‭ ‬والسند‭ ‬وما‭ ‬وراء‭ ‬النهر‭ ‬ولم‭ ‬تستطع‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬إسلامية‭ ‬تحقيقه‭ ‬أو‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬قصيرة‭ ‬امتدت‭ ‬حتى‭ ‬88‭ ‬سنة‭ ‬شمسية‭ ‬وتعادل‭ ‬91‭ ‬سنة‭ ‬قمرية‭ ( ‬41‭ ‬هـ‭ - ‬132‭ ‬هـ‭/‬‏‏‭ ‬622‭ ‬م‭ - ‬750‭ ‬م‭) ‬662‭ - ‬750‭ ‬م‭) ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬إدخال‭ ‬مدة‭ ‬خلافة‭ ‬الدولة‭ ‬الأموية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬الأندلس‭).‬

كانت‭ ‬روح‭ ‬القومية‭ ‬العراقية‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬الاستقلال‭ ‬عن‭ ‬الحكم‭ ‬البريطاني‭ ‬وتأسيس‭ ‬حكومة‭ ‬عربية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬1920‭ ‬بخروج‭ ‬العراقيين‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيهم‭ ‬وبكل‭ ‬مكوناتهم‭ ‬فى‭ ‬مظاهرات‭ ‬سلمية‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬للمطالبة‭ ‬بالاستقلال‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬ثورة‭ ‬مسلحة‭ ‬نتيجة‭ ‬ممارسات‭ ‬الاحتلال‭ ‬القمعية‭ ‬وتوحد‭ ‬الشعب‭ ‬العراقي‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬شعبية‭ ‬موحدة‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬المرجعية‭ ‬الدينية‭ ‬بقيادة‭ ‬المرجع‭ ‬الأعلى‭ ‬محمد‭ ‬تقي‭ ‬الحائري‭ ‬الشيرازي‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬فتواه‭ ‬بالإذن‭ ‬الشرعي‭ ‬بالجهاد‭ ‬وإعلان‭ ‬الثورة‭ ‬وشارك‭ ‬فيها‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬السنية‭ ‬والشيعية‭ ‬والشيخ‭ ‬شعلان‭ ‬بن‭ ‬عناد‭ ‬أبو‭ ‬الجون‭ ‬رئيس‭ ‬عشيرة‭ ‬الظوالم‭ ‬وبسببه‭ ‬انطلقت‭ ‬أول‭ ‬رصاصات‭ ‬الثورة‭ ‬والشيخ‭ ‬ضاري‭ ‬بن‭ ‬محمود‭ ‬الزوبعي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬رجال‭ ‬الثورة‭ ‬واستمرارها‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬أجهز‭ ‬على‭ ‬العقيد‭ ‬البريطاني‭ ‬ليتشمان‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الاجتماعات‭ ‬السابقة‭: ‬“لا‭ ‬تذكر‭ ‬شيعة‭ ‬وسنة،‭ ‬إننا‭ ‬أصحاب‭ ‬دين‭ ‬واحد‭ ‬وعرق‭ ‬واحد‭ ‬وكلمة‭ ‬واحدة‭ ‬وإننا‭ ‬مجمعون‭ ‬على‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬وطنية”‭ ‬ومثل‭ ‬الشيخ‭ ‬ضاري‭ ‬التحالف‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬والمسيحيين‭ ‬والتركمان‭ ‬والأكراد‭ ‬وامتزجت‭ ‬دماؤهم‭ ‬في‭ ‬وقفة‭ ‬موحدة‭ ‬عكست‭ ‬روح‭ ‬المقاومة‭ ‬الوطنية‭ ‬الشاملة‭ ‬وهو‭ ‬خال‭ ‬الرئيسين‭ ‬السابقيين‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬عارف‭ ‬وعبد‭ ‬الرحمن‭ ‬عارف‭.‬

وقد‭ ‬سبق‭ ‬ثورة‭ ‬عام‭ ‬1920‭ ‬مقاومة‭ ‬شعبية‭ ‬عندما‭ ‬أصدر‭ ‬المرجع‭ ‬الديني‭ ‬الأعلى‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬كاظم‭ ‬اليزدي‭ ‬أول‭ ‬فتوى‭ ‬للجهاد‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬ضد‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطاني‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1914‭ ‬حيث‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬يفت‭ ‬أي‭ ‬عالم‭ ‬من‭ ‬علماء‭ ‬الشيعة‭ ‬بعد‭ ‬غيبة‭ ‬الإمام‭ ‬المنتظر‭ ‬أي‭ ‬فتوى‭ ‬للجهاد‭ ‬في‭ ‬العصور‭ ‬المتعاقبة‭ ‬وقاد‭ ‬المجاهدين‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬الحبوبي‭.‬

شارك‭ ‬الشيعة‭ ‬مع‭ ‬أخوانهم‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬معارضة‭ ‬قرار‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بتقسيم‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1947‭ ‬والخروج‭ ‬في‭ ‬المظاهرات‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬في‭ ‬شوارع‭ ‬البحرين‭ ‬وأما‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤسفة‭ ‬من‭ ‬اعتداء‭ ‬على‭ ‬معبد‭ ‬اليهود‭ ‬وعلى‭ ‬ممتلكات‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ونهبها‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬مندسين‭ ‬وتصدى‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنيين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬ومن‭ ‬قادة‭ ‬المسيرة‭ ‬الذين‭ ‬هبوا‭ ‬لحماية‭ ‬اليهود‭ ‬واعتذر‭ ‬قادة‭ ‬المسيرة‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬المؤسفة‭ ‬وقام‭ ‬اليهود‭ ‬بإصدار‭ ‬بيان‭ ‬عن‭ ‬معارضتهم‭ ‬قرار‭ ‬التقسيم‭.‬

شارك‭ ‬رجال‭ ‬الدين‭ ‬الشيعة‭ ‬والشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬قبل‭ ‬ظهور‭ ‬الإمام‭ ‬الخميني‭ ‬ووصوله‭ ‬إلى‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬فرغم‭ ‬مواقف‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬السلبية‭ ‬أيام‭ ‬رضا‭ ‬شاه‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الحاج‭ ‬أمين‭ ‬الحسيني‭ ‬بعد‭ ‬حادثة‭ ‬البراق‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1929‭ ‬وعارض‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬سيد‭ ‬ضياء‭ ‬الدين‭ ‬طبطبائي‭ ‬آنذاك‭ ‬قرار‭ ‬تقسيم‭ ‬فلسطين‭ ‬وتضامن‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬وكانت‭ ‬إيران‭ ‬ضمن‭ ‬سبع‭ ‬دول‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الخاصة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فلسطين‭ ‬وضمن‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬عشرة‭ ‬التي‭ ‬صوتت‭ ‬ضد‭ ‬قرار‭ ‬التقسيم‭ ‬رقم‭ ‬181‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬1947‭ ‬وعارضت‭ ‬قرار‭ ‬إنضمام‭ ‬اسرائيل‭ ‬الى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1949‭ ‬ولكن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬محمد‭ ‬سعيد‭ ‬آنذاك‭ ‬أرسل‭ ‬بعثة‭ ‬دبلوماسية‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬1949‭ ‬ليتم‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالأمر‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬1950‭ ‬ولكن‭ ‬إيران‭ ‬تراجعت‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬بعد‭ ‬15‭ ‬شهرا‭ ‬لتزايد‭ ‬المعارضة‭ ‬القوية‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬فقد‭ ‬كتب‭ ‬آية‭ ‬الله‭ ‬أبو‭ ‬القاسم‭ ‬الكاشاني‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬المراجع‭ ‬الدينية‭ ‬الشيعية‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬قم‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬أصدره‭ ‬فتوى‭ ‬شرعية‭ ‬معترضا‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بإسرائيل‭ ‬وقال‭: ‬الاعتراف‭ ‬بإسرائيل‭ ‬هو‭ ‬تأييد‭ ‬للعدوان‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬والمسلمين‭ ‬غير‭ ‬العرب‭ ‬وبعد‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أعلنت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬رسمي‭ ‬بتاريخ‭ ‬7‭ ‬يونيو‭ ‬1951‭ ‬في‭ ‬برقية‭ ‬إلى‭ ‬قنصليتها‭ ‬في‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬والقدس‭ ‬المحتلة‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التمثيل‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬ممنوع‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬بأمر‭ ‬من‭ ‬مصدق‭ ‬ولكن‭ ‬بعد‭ ‬انقلاب‭ ‬عام‭ ‬1953‭ ‬زاد‭ ‬الشاه‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬وطبعها‭ ‬سرا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1958‭ ‬واعترف‭ ‬بها‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬23‭ ‬يوليو‭ ‬1960مما‭ ‬دعا‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬إلى‭ ‬إغلاق‭ ‬سفارة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬طهران‭ ‬وقطع‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬الخلاف‭ ‬بينهما‭ ‬حتى‭ ‬هزيمة‭ ‬5‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬حقيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬يجب‭ ‬ذكرها‭ ‬بأن‭ ‬الشاه‭ ‬تعاطف‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬مع‭ ‬قرار‭ ‬عبدالناصر‭ ‬في‭ ‬تأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬وعارض‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬ضده‭ ‬وخرج‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الثلاثي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1956‭ ‬وضد‭ ‬زيارة‭ ‬الفريق‭ ‬الرياضي‭ ‬الاسرائيلي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1963‭ ‬وقد‭ ‬عارض‭ ‬أغلب‭ ‬الإيرانيون‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬الشيعة‭ ‬توجه‭ ‬الشاه‭ ‬نحو‭ ‬إسرائيل‭ ‬واعتبروه‭ ‬معاديا‭ ‬للإسلام‭ ‬واهتموا‭ ‬أكثر‭ ‬بدعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتقارب‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬مرجعين‭ ‬كبيرين‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬مراجع‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬وهما‭ ‬سماحة‭ ‬آية‭ ‬اللَّه‭ ‬العظمى‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬حسين‭ ‬البروجردي‭ ‬المقيم‭ ‬حينها‭ ‬بمدينة‭ ‬قم‭ ‬في‭ ‬ايران‭ ‬وفضيلة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالمجيد‭ ‬سليم‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وكما‭ ‬حدث‭ ‬تقارب‭ ‬بين‭ ‬الشاه‭ ‬وجيرانه‭ ‬العرب‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بعد‭ ‬هزيمة‭ ‬يونيو‭ ‬حيث‭ ‬صرح‭ ‬الشاه‭ ‬بأن‭ ‬عهد‭ ‬الفتوحات‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬انتهى‭ ‬وعلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تخلي‭ ‬كافة‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬القدس‭ ‬وقد‭ ‬ساهمت‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬تقارب‭ ‬بين‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬والشاه‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬دورامهما‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬ونجاح‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي‭ ‬رغم‭ ‬التلاسن‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بدايةالجلسة‭ ‬بين‭ ‬الشاه‭ ‬ومحمد‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬نائب‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬ولكن‭ ‬السادات‭ ‬القى‭ ‬قصيدة‭ ‬بالشعر‭ ‬الفارسي‭ ‬استحسنها‭ ‬الشاه‭ ‬وصفق‭ ‬لها‭ ‬مما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬حدوث‭ ‬انفراج‭ ‬وتقارب‭ ‬وعودة‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭ ‬1970‭ ‬ولكن‭ ‬المنية‭ ‬عاجلت‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬وبعد‭ ‬تسلم‭ ‬السادات‭ ‬الحكم‭ ‬زاد‭ ‬تقارب‭ ‬الشاه‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والفلسطينيين‭ ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬وبعد‭ ‬حرب‭ ‬6‭ ‬أكتوبر‭ ‬1973‭ ‬حيث‭ ‬حاول‭ ‬الشاه‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مبادرات‭ ‬السلام‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصريحات‭ ‬صحفية‭ ‬وتلفزيونية‭ ‬اعتبرتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬عدائية‭ ‬حيث‭ ‬اعترف‭ ‬الشاه‭ ‬بمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬ممثلا‭ ‬شرعيا‭ ‬ووحيدا‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬وحق‭ ‬العودة‭ ‬وقيام‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬لهم‭ ‬ودعم‭ ‬الحل‭ ‬السلمي‭ ‬لتحقيق‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يصفهم‭ ‬في‭ ‬السابق‭ ‬بمخربين‭ ‬وارهابيين‭.‬

دعم‭ ‬الشاه‭ ‬الامام‭ ‬موسى‭ ‬الصدر‭ ‬مؤسس‭ ‬حركة‭ ‬المحرومين‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬باسم‭ ‬“أمل”‭ ‬وكانت‭ ‬حركة‭ ‬كشفية‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬أفواج‭ ‬مقاومة‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬السيد‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭.‬