سوالف

بصوت عالٍ... ماذا استفاد الأديب والفنان البحريني من “النواب”؟

| أسامة الماجد

حرية‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬يجب‭ ‬حمايتها‭ ‬كأقدس‭ ‬ما‭ ‬يحمى‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬البشرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬أي‭ ‬حصر‭ ‬أو‭ ‬تحديد،‭ ‬لأنها‭ ‬في‭ ‬جوهرها‭ ‬مطلقة‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تكون،‭ ‬والأديب‭ ‬قد‭ ‬يجد‭ ‬اكتمال‭ ‬إنسانيته‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬بفرديته‭ ‬إلى‭ ‬التعمق‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬والتيه‭ ‬في‭ ‬أبعادها،‭ ‬فيبدو‭ ‬لنا‭ ‬منقطعا‭ ‬إلى‭ ‬الفن‭ ‬للفن‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الأبراج‭ ‬العاجية‭ ‬كما‭ ‬يقال،‭ ‬لكنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬فنه‭ ‬يجذبنا‭ ‬إلى‭ ‬إنسانيته‭ ‬الكاملة‭ ‬ويرفعنا‭ ‬أفرادا‭ ‬إلى‭ ‬منازل‭ ‬الشرف‭ ‬والعلو‭.‬

وهناك‭ ‬شيء‭ ‬مهم‭ ‬آخر‭ ‬وهو‭ ‬حماية‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬بحيث‭ ‬أن‭ ‬نؤمن‭ ‬له‭ ‬عيشا‭ ‬كريما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬صفة‭ ‬القيادة‭ ‬التي‭ ‬له،‭ ‬ويتناسب‭ ‬مع‭ ‬إحساسه‭ ‬وذوقه‭ ‬المرهف،‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬نكفيه‭ ‬غائله‭ ‬الجوع‭ ‬والعوز،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الأدباء‭ ‬والفنانين‭ ‬ويا‭ ‬للأسف‭ ‬يجوعون،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬أن‭ ‬تهيئ‭ ‬له‭ ‬العيش‭ ‬الذي‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬إنسان‭ ‬العصر،‭ ‬وتؤمن‭ ‬له‭ ‬المستوى‭ ‬الاجتماعي‭ ‬اللائق‭ ‬بأحاسيسه،‭ ‬وتؤمن‭ ‬له‭ ‬الفراغ‭ ‬اللازم‭ ‬لإنتاجه‭ ‬وتدرأ‭ ‬عنه‭ ‬متاعب‭ ‬الحياة‭ ‬المادية،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬أديب‭ ‬وفنان‭ ‬تعصره‭ ‬الديون‭ ‬وتلتف‭ ‬حول‭ ‬رقبته‭ ‬سياط‭ ‬العذاب‭ ‬والمعاناة،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬نراه‭ ‬ينتج‭ ‬ويعمل‭ ‬بضمير‭ ‬حي‭ ‬ويبدع‭ ‬ما‭ ‬يجيش‭ ‬في‭ ‬صدره‭ ‬من‭ ‬عواطف‭ ‬تربطه‭ ‬بمجتمعه‭ ‬وناسه‭.‬

بودي‭ ‬أن‭ ‬أطرح‭ ‬سؤالا‭ ‬على‭ ‬“النواب”‭ ‬وأقوله‭ ‬بصوت‭ ‬عال‭... ‬ماذا‭ ‬استفاد‭ ‬منكم‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬البحريني،‭ ‬ومن‭ ‬منكم‭ ‬سعى‭ ‬لأجله‭ ‬وذاته‭ ‬المبدعة؟‭ ‬من‭ ‬منكم‭ ‬تكلم‭ ‬عن‭ ‬التيسير‭ ‬على‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬وترف‭ ‬حياته‭ ‬المادية‭ ‬والمعنوية‭ ‬والتشجيع‭ ‬على‭ ‬النشر‭ ‬وحمايته‭ ‬من‭ ‬الاستغلاليين؟‭! ‬إن‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬يا‭ ‬نوابنا‭ ‬الأفاضل‭ ‬يحمل‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬بإبداعه‭ ‬عبير‭ ‬المجد‭ ‬ويفتح‭ ‬العيون‭ ‬على‭ ‬أضواء‭ ‬المستقبل،‭ ‬وذكراه‭ ‬دائما‭ ‬تبقى‭ ‬خالدة‭ ‬كالجوهر‭ ‬تومض‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬في‭ ‬ثنايا‭ ‬النفوس،‭ ‬ومن‭ ‬الخطأ‭ ‬المريب‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬تجاهله‭ ‬في‭ ‬“بيت‭ ‬الشعب”‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬جاء‭ ‬ذكره‭ ‬فيكون‭ ‬ذكرا‭ ‬موجزا‭ ‬وبقلم‭ ‬ضعيف‭ ‬يخط‭ ‬عبارة‭..‬”بنجوف‭.. ‬بنحاول،‭ ‬بنسوي‭ ‬اللي‭ ‬علينا،‭ ‬عندنا‭ ‬أولويات”‭.‬

أحد‭ ‬النواب‭ ‬السابقين‭ ‬قال‭ ‬لي‭.. ‬الموضوع‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬بجميع‭ ‬احتياجاتهم‭ ‬لتدرس،‭ ‬وتتم‭ ‬المعالجة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬المسألة‭ ‬تحتاج‭ ‬عدة‭ ‬أفكار‭ ‬وعدة‭ ‬تحركات‭. ‬نعم‭... ‬سيفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬قريبا‭ ‬وبعدها‭ ‬ستكون‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬النواب‭.‬