سوالف

انتخابات الرئاسة الأميركية... معك أو ضدك

| أسامة الماجد

هناك‭ ‬قول‭ ‬مأثور‭ ‬عن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬السابق‭ ‬رونالد‭ ‬ريجان‭ ‬الرئيس‭ ‬الأربعين‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1981‭ ‬إلى‭ ‬1989‭ ‬وهو‭ ‬“إن‭ ‬حكومة‭ ‬ريجان‭ ‬كانت‭ ‬تتبنى‭ ‬سياستين‭ ‬متناقضتين‭ ‬بخصوص‭ ‬الأسلحة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تفني‭ ‬العالم،‭ ‬سياسة‭ ‬علنية‭ ‬ترفض‭ ‬الضربة‭ ‬النووية‭ ‬الأولى،‭ ‬وسياسة‭ ‬خفية‭ ‬تقبل‭ ‬الضربة‭ ‬النووية‭ ‬الأولى‭ ‬وكأن‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬يمتطي‭ ‬جوادين‭ ‬يجريان‭ ‬في‭ ‬اتجاهين‭ ‬متضادين”‭.‬

أميركا‭... ‬أقوى‭ ‬دولة‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وعسكريا‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬ولديها‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬عالم‭ ‬تتمتع‭ ‬فيه‭ ‬بالأمن‭ ‬والثروة،‭ ‬وتخوض‭ ‬اليوم‭ ‬الثلاثاء‭ ‬3‭ ‬نوفمبر‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬2020‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬الجمهوري‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬ومنافسه‭ ‬الديمقراطي‭ ‬بايدن،‭ ‬وعند‭ ‬تصفح‭ ‬التاريخ‭ ‬يتبين‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأميركية‭ ‬كما‭ ‬يصفها‭ ‬“دكستر‭ ‬بركنس”‭ ‬ليست‭ ‬مثل‭ ‬ديمقراطية‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تماما،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬قط‭ ‬طبقة‭ ‬حاكمة‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬تطلع‭ ‬الفيدراليون‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬اللقب‭ ‬عند‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬الثامن‭ ‬عشر،‭ ‬ولم‭ ‬يوجد‭ ‬السياسي‭ ‬المحترف‭ ‬إلى‭ ‬قرب‭ ‬نهاية‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬ولم‭ ‬يشغل‭ ‬ذلك‭ ‬المركز‭ ‬المضمون‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشغله‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬والذي‭ ‬يشغله‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬القديم،‭ ‬وإلى‭ ‬حد‭ ‬لا‭ ‬نظير‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬دولة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تدفع‭ ‬أداة‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬إنما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬الشعب،‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬الطائفة‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الديبلوماسية‭. ‬

بمعنى‭.. ‬الرجل‭ ‬العادي‭ ‬في‭ ‬أميركا،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬بينة‭ ‬بمجريات‭ ‬الأمور‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وأن‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقام‭ ‬له‭ ‬وزن،‭ ‬وعندما‭ ‬توضع‭ ‬المشاكل‭ ‬المعقدة‭ ‬على‭ ‬بساط‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬الجهاز‭ ‬المسمى‭ ‬بجهاز‭ ‬الانتخابات،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬العجيب‭ ‬حقا‭ ‬هو‭ ‬غالبا‭ ‬ذلك‭ ‬العدد‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقولون‭ ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬الإجابة‭. ‬

المواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬الانتخابات‭ ‬عكسنا‭ ‬تماما،‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬مثلا‭ ‬تريد‭ ‬ولاية‭ ‬ثانية‭ ‬لترامب‭ ‬بسبب‭ ‬تصديه‭ ‬للإرهاب‭ ‬الإيراني،‭ ‬وهناك‭ ‬تخوف‭ ‬من‭ ‬وصول‭ ‬بايدن‭ ‬لأنه‭ ‬ربما‭ ‬ينفخ‭ ‬في‭ ‬روح‭ ‬مشروع‭ ‬أوباما‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬التعاطف‭ ‬مع‭ ‬الإرهابيين‭ ‬وإيران،‭ ‬وأما‭ ‬مغزى‭ ‬القول‭ ‬المأثور‭ ‬عن‭ ‬رونالد‭ ‬ريجان‭ ‬فيعني‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬رئيس‭ ‬أميركي‭ ‬“معك‭ ‬أو‭ ‬ضدك”‭.‬