ستة على ستة

هل يأتي كورونا بجو بايدن رئيسًا لأميركا؟

| عطا السيد الشعراوي

“إن‭ ‬شخصًا‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬يكون‭ ‬قادراً‭ ‬على‭ ‬البقاء‭ ‬رئيساً‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة”،‭ ‬بهذه‭ ‬العبارة‭ ‬افتتح‭ ‬المرشح‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لانتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬الأميركية‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬المناظرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وواجه‭ ‬فيها‭ ‬منافسه‭ ‬الجمهوري‭ ‬الرئيس‭ ‬الحالي‭ ‬ترامب‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬ردًا‭ ‬مقنعًا‭ ‬فاكتفى‭ ‬بالقول‭ ‬“نحن‭ ‬نحارب‭ ‬الفيروس‭ ‬بحزم‭ ‬شديد،‭ ‬ولدينا‭ ‬لقاح‭ ‬آتٍ‭ ‬سيتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬المقبلة”‭.‬

تجربة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬عام‭ ‬2016م‭ ‬وأتت‭ ‬بترامب‭ ‬رئيسًا‭ ‬ـ‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬ـ‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لتوقع‭ ‬فوز‭ ‬أحد‭ ‬المرشحين،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬يحرزه‭ ‬بايدن‭ ‬حاليًا‭ ‬في‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬المقبل،‭ ‬بل‭ ‬قد‭ ‬يبقى‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬بالبيت‭ ‬الأبيض‭ ‬ويفوز‭ ‬كما‭ ‬فعلها‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬سيكون‭ ‬الأكثر‭ ‬حسمًا‭ ‬وترجيحًا‭ ‬لأحد‭ ‬المرشحين،‭ ‬هو‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬220‭ ‬ألف‭ ‬أميركي‭ ‬وأصابت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬8‭ ‬ملايين،‭ ‬وأدخلت‭ ‬اقتصاد‭ ‬أميركا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬ركود‭ ‬فعلي،‭ ‬حيث‭ ‬تراجع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬وهو‭ ‬الأكبر‭ ‬عالميا‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬تراجعًا‭ ‬لم‭ ‬تعرفه‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬وبمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬قدره‭ ‬4‭.‬8‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬بنهاية‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭.‬

معروف‭ ‬أن‭ ‬الناخب‭ ‬الأميركي‭ ‬لا‭ ‬يعطي‭ ‬اهتمامًا‭ ‬كبيرا‭ ‬للقضايا‭ ‬الخارجية،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬هو‭ ‬اقتصاده‭ ‬ومعيشته‭ ‬وحياته،‭ ‬لذا‭ ‬ستكون‭ ‬لأزمة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬كلمة‭ ‬فاصلة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قلبت‭ ‬حياته‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‭ ‬وطمست‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬الهائلة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬ولاسيما‭ ‬على‭ ‬أصعدة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والمال‭ ‬والأعمال‭ ‬والوظائف،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬إدارته‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استغله‭ ‬منافسه‭ ‬بايدن،‭ ‬فحرص‭ ‬أن‭ ‬يظهر‭ ‬كمنقذ‭ ‬للبلاد‭ ‬وقدم‭ ‬خطة‭ ‬بقيادة‭ ‬العلماء‭ ‬تتضمن‭ ‬إلزاما‭ ‬وطنيا‭ ‬بارتداء‭ ‬الأقنعة‭ ‬وتوسيع‭ ‬الاختبارات‭ ‬وتتبع‭ ‬جهات‭ ‬الاتصال،‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬التمويل‭ ‬الفيدرالي‭ ‬لمساعدة‭ ‬الأسر‭ ‬المتعثرة‭.‬

وتبقى‭ ‬الكلمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬للمواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬واختيار‭ ‬رئيسه‭ ‬للسنوات‭ ‬الأربع‭ ‬المقبلة‭.‬