من جديد

في نصرة رسول الله

| د. سمر الأبيوكي

لست‭ ‬متدينة،‭ ‬ولدت‭ ‬مسلمة‭ ‬فقط‭! ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬اكتسبته‭ ‬بكامل‭ ‬إرادتي‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدين‭ ‬هو‭ ‬صلواتي‭ ‬الخمس‭ ‬وصيام‭ ‬رمضان‭ ‬وأزكي‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬وجبت‭ ‬علي‭ ‬الزكاة‭ ‬بما‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬علي،‭ ‬وأشكر‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬اقتناعي‭ ‬والتزامي‭ ‬بما‭ ‬كسبت،‭ ‬لم‭ ‬أتغير‭ ‬عن‭ ‬مراهقتي‭ ‬أو‭ ‬طفولتي،‭ ‬لم‭ ‬أتعصب‭ ‬ولم‭ ‬أغضب،‭ ‬لكن‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬تغير،‭ ‬تعصبَ‭ ‬وتأزمَ‭ ‬واختلفَ‭ ‬كثيرا‭.‬

بتنا‭ ‬مختلفين‭ ‬ومتشائمين‭ ‬كارهين‭ ‬بعضنا،‭ ‬والأصعب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬خوفنا‭ ‬من‭ ‬بعضنا،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولنا‭ ‬أصبح‭ ‬مصنفا،‭ ‬له‭ ‬وعليه،‭ ‬ولا‭ ‬شيء‭ ‬مجرد‭! ‬حتى‭ ‬مشاعرنا‭ ‬طالها‭ ‬التصنيف‭ ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أننا‭ ‬أبناء‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‭ ‬ودين‭ ‬واحد‭ ‬وندعي‭ ‬قبولنا‭ ‬الآخر‭! ‬كيف‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نقبل‭ ‬أنفسنا‭ ‬كما‭ ‬هي،‭ ‬ولا‭ ‬نقبل‭ ‬اختلافاتنا‭ ‬الطفيفة‭ ‬كما‭ ‬هي‭!‬

الواقع‭ ‬مظلم‭ ‬كثيرا‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهد‭ ‬كبير‭ ‬ونفوس‭ ‬متزنة‭ ‬لإعادة‭ ‬الأمور‭ ‬لمسارها‭ ‬الصحيح،‭ ‬نعم‭ ‬فالموقف‭ ‬الأخير‭ ‬مما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬نشر‭ ‬رسوم‭ ‬مسيئة‭ ‬لرسول‭ ‬الأمة‭ ‬يستدعي‭ ‬وقفة‭ ‬حقيقية،‭ ‬فرغم‭ ‬قساوة‭ ‬الموقف‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬بسبب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أسلفت‭ ‬ذكره،‭ ‬ومن‭ ‬موقعي‭ ‬هنا‭ ‬أدعو‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬بل‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تجريم‭ ‬الإساءة‭ ‬للكتب‭ ‬السماوية‭ ‬والأديان‭ ‬وأنبياء‭ ‬الله‭ ‬ورسله،‭ ‬وهو‭ ‬قانون‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تلتزم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬بإصداره‭ ‬عاجلا‭ ‬أم‭ ‬آجلا‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬نكن‭ ‬جميعا‭ ‬فعلا‭ ‬على‭ ‬أهبة‭ ‬الاستعداد‭ ‬لنصرة‭ ‬نبي‭ ‬الأمة‭ ‬في‭ ‬تكاتف‭ ‬عظيم‭ ‬يمحو‭ ‬اختلافاتنا‭ ‬وحساباتنا‭ ‬وتوجهاتنا‭ ‬جميعا‭.‬