سوالف

الأخطاء الطبية... ارتفاع إلى حد الفيضان

| أسامة الماجد

نريد‭ ‬مفتاحا‭ ‬أساسيا‭ ‬من‭ ‬مفاتيح‭ ‬فهم‭ ‬واقع‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬وتفسيرها،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إصابة‭ ‬الناس‭ ‬بالدوار‭ ‬والخوف‭ ‬نتيجة‭ ‬تكرارها‭ ‬وارتفاعها‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬الفيضان،‭ ‬فبعد‭ ‬قضية‭ ‬وفاة‭ ‬توأم‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬والانحدار‭ ‬الخارق‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬التشخيص،‭ ‬وفي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬أسبوعين‭ ‬وبوقت‭ ‬سريع‭ ‬وقصير،‭ ‬ظهرت‭ ‬شكوى‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬سيدة‭ ‬تعرضت‭ ‬لخطأ‭ ‬طبي‭ ‬أدى‭ ‬لفقدان‭ ‬جنينها‭ ‬وتشوه‭ ‬مواضع‭ ‬من‭ ‬جسمها،‭ ‬والسبب‭ ‬أيضا‭ ‬خطأ‭ ‬التشخيص‭ ‬الذي‭ ‬نتجت‭ ‬عنه‭ ‬إصابتها‭ ‬بتسمم‭ ‬بالدم،‭ ‬وتوفي‭ ‬الجنين‭ ‬في‭ ‬بطنها،‭ ‬وقد‭ ‬أجريت‭ ‬لها‭ ‬عدة‭ ‬عمليات‭ ‬لعلاج‭ ‬الالتهاب‭ ‬وإخراج‭ ‬الجنين‭ ‬بعملية‭ ‬قيصرية،‭ ‬وقد‭ ‬تشوه‭ ‬جسمها‭ ‬نتيجة‭ ‬ذلك‭.‬

لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نفسر‭ ‬هنا‭ ‬صور‭ ‬المعاناة،‭ ‬ولا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نتحدث‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬عن‭ ‬الإهمال‭ ‬والتقصير،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬شيء‭ ‬واحد‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬عنده‭ ‬وهو‭.. ‬لماذا‭ ‬يحدث‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬والحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬تولي‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬اهتماما‭ ‬بالغا‭ ‬وتخصص‭ ‬ميزانية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬بمهماته‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الأكمل؟‭ ‬كيف‭ ‬تحدث‭ ‬الأخطاء‭ ‬الطبية‭ ‬المتكررة‭ ‬وتثقل‭ ‬كاهل‭ ‬بعض‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬المصائب،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬لديها‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمعدات‭ ‬المزودة‭ ‬بأحدث‭ ‬التكنولوجيا؟‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬طبيبا‭ ‬أو‭ ‬ممرضا‭ ‬في‭ ‬صرح‭ ‬طبي‭ ‬عريق‭ ‬مثل‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية‭ ‬الطبي‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يميز‭ ‬أو‭ ‬يفرق‭ ‬بين‭ ‬نفس‭ ‬جرس‭ ‬حياة‭ ‬الجنين،‭ ‬وعينيه‭ ‬الهاربتين‭ ‬من‭ ‬وإلى‭ ‬الموت؟

مرات‭ ‬عديدة‭ ‬تقوم‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بتنبيه‭ ‬الأطباء‭ ‬بضرورة‭ ‬الحذر‭ ‬وتجنب‭ ‬التقصير‭ ‬الذي‭ ‬يقود‭ ‬إلى‭ ‬أخطاء‭ ‬طبية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الاستهتار‭ ‬العامل‭ ‬الرئيسي‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬المواطن‭ ‬عرضة‭ ‬للموت،‭ ‬لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يلتزم‭ ‬بخطط‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬أو‭ ‬لضعف‭ ‬مستوى‭ ‬التدريب‭ ‬وابتعاد‭ ‬الطبيب‭ ‬والممرض‭ ‬عن‭ ‬متابعة‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬المستمر‭.‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الآن‭ (‬قضية‭ ‬التوأم‭) ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬لجنة‭ ‬تحقيق،‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬سخطا‭ ‬شعبيا‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬حصل،‭ ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬محاسبة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بهذا‭ ‬الإهمال‭ ‬والتقصير،‭ ‬حيث‭ ‬تابع‭ ‬سيدي‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإجراءات‭ ‬المتخذة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬النهائي‭ ‬بشأن‭ ‬الواقعة‭ ‬وذلك‭ ‬تفعيلاً‭ ‬لمبدأ‭ ‬المحاسبة‭ ‬والمساءلة‭.‬