ثقافة الاختلاف وتيارات الإرهاب الفكري

| عبدالنبي الشعلة

لقد‭ ‬أثار‭ ‬مقالي‭ ‬قبل‭ ‬الأخير‭ ‬بعنوان‭ ‬“الشيعة‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية”‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬الإيجابية‭ ‬والسلبية،‭ ‬وملاحظات‭ ‬ممن‭ ‬اتفق‭ ‬أو‭ ‬اختلف‭ ‬معي‭ ‬في‭ ‬الرأي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬انتقادات‭ ‬صريحة‭ ‬تقبلتها‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬واستفدت‭ ‬منها‭ ‬كثيرًا؛‭ ‬والتي‭ ‬أثرت‭ ‬النقاش‭ ‬الموضوعي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬للرأي‭ ‬الآخر‭ ‬وثقافة‭ ‬الاختلاف‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الزاهي‭ ‬بمختلف‭ ‬الأفكار‭ ‬والأطياف‭.‬

وقد‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬المذكور‭ ‬أن‭ ‬“إيران‭ ‬كانت‭ ‬ثاني‭ ‬دولة‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تعترف‭ ‬بإسرائيل‭ ‬“بحكم‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع”‭ ‬فور‭ ‬قيامها‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1948،‭ ‬ثم‭ ‬توج‭ ‬ذلك‭ ‬باعتراف‭ ‬كامل‭ ‬بها‭ ‬وتبادل‭ ‬دبلوماسي‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1950،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬نفرًا‭ ‬من‭ ‬الشيوعيين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬عبروا‭ ‬باستحياء‭ ‬شديد‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬لقرار‭ ‬الحكومة،‭ ‬وأن‭ ‬الزعيم‭ ‬الإيراني‭ ‬الليبرالي‭ ‬محمد‭ ‬مصدق‭ ‬قام‭ ‬بتخفيض‭ ‬مستوى‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬للوزراء‭ ‬من‭ ‬1952‭ ‬إلى‭ ‬1953،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لم‭ ‬أتمكن،‭ ‬رغم‭ ‬محاولاتي،‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬دليل‭ ‬يؤكد‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬قيام‭ ‬المرجعية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬حوزاتها‭ ‬أو‭ ‬مراجعها‭ ‬الكبار،‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني،‭ ‬بالاعتراض‭ ‬أو‭ ‬الاحتجاج‭ ‬على‭ ‬قرار‭ ‬الشاه‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بإسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬حاضرة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬حتى‭ ‬ظهور‭ ‬الإمام‭ ‬الخميني”‭. ‬

وقد‭ ‬استلمت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكرت،‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬أرسله‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬“هاشمي‭ ‬رفسنجاني‭ (‬الرئيس‭ ‬الرابع‭ ‬للجمهورية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الإيرانية‭)  ‬في‭ ‬كتابه‭ (‬حياتي‭) ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬مرجعيات‭ ‬ايران‭ ‬ورجال‭ ‬الدين‭ ‬الشيعة‭ ‬حيال‭ ‬نكبة‭ ‬1948‭ ‬ان‭ ‬غالبية‭ ‬المراجع‭ ‬والشعور‭ ‬العام‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬الحوزات‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬ان‭ ‬هذه‭ ‬النكبة‭ ‬تخص‭ ‬السنة‭ ‬وليس‭ ‬الشيعة،‭ ‬وأن‭ ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬أية‭ ‬أصوات‭ ‬تعارض‭ ‬النكبة‭ ‬وتساند‭ ‬الفلسطينيين”،‭ ‬ولم‭ ‬استلم‭ ‬أي‭ ‬اتصال‭ ‬يُخطئ‭ ‬أو‭ ‬يُصحح‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬مقالي‭ ‬من‭ ‬معلومات،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬استفزهم‭ ‬ذكر‭ ‬هذه‭ ‬الحقيقة،‭ ‬فاتسمت‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬بعضهم‭ ‬بنوع‭ ‬من‭ ‬الحدة‭ ‬والتشنج‭ ‬والانفعال‭ ‬للأسف‭ ‬الشديد،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬تقديرنا‭ ‬واحترامنا‭ ‬لهم،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“الإرهاب‭ ‬الفكري”‭ ‬والغرض‭ ‬منه‭ ‬إسكات‭ ‬الأصوات‭ ‬وإخمادها‭ ‬وتكميم‭ ‬الأفواه‭ ‬وطمس‭ ‬الحقائق‭.‬

ويُعَرَّف‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬باختصار‭ ‬شديد‭ ‬بأنه‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الآيديولوجيات‭ ‬التي‭ ‬تؤمن‭ ‬بعدم‭ ‬احترام‭ ‬الرأي‭ ‬الآخر،‭ ‬وتسلبه‭ ‬حقه‭ ‬بحرية‭ ‬التفكير‭ ‬و‭ ‬التعبير،‭ ‬وتحجر‭ ‬على‭ ‬العقول‭ ‬والحريات،‭ ‬وتحرم‭ ‬عليها‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬ذاتها‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬مخالف‭ ‬لثقافةٍ‭ ‬أو‭ ‬لمذهبٍ‭ ‬أو‭ ‬عقيدةٍ‭ ‬أو‭ ‬رأيٍ‭ ‬ما‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬عادت‭ ‬بي‭ ‬الذاكرة‭ ‬إلى‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬للبحرين‭ ‬سماحة‭ ‬المرجع‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬مهدي‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬طيب‭ ‬الله‭ ‬ثراه،‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬عقد‭ ‬التسعينات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬وتذكرت‭ ‬المقولة‭ ‬أو‭ ‬الحكمة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يرددها‭ ‬وهي؛‭ ‬إن‭ ‬الإرهاب‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكاله،‭ ‬والإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬خاصةً،‭ ‬هو‭ ‬سلاح‭ ‬الضعفاء‭ ‬والجبناء‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬التقيت‭ ‬بسماحته‭ ‬خلال‭ ‬النصف‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬التسعينات،‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬ولبنان،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معروف‭ ‬فإن‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬مهدي‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أعلام‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬المعاصر،‭ ‬وكان‭ ‬رئيسا‭ ‬للمجلس‭ ‬الإسلامي‭ ‬الشيعي‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬لبنان،‭ ‬وقد‭ ‬جمع‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬بين‭ ‬العقلية‭ ‬الفقهية‭ ‬المجددة،‭ ‬والعقلية‭ ‬السياسية‭ ‬المنبثقة‭ ‬عن‭ ‬الروح‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة‭ ‬المعتدلة،‭ ‬وكانت‭ ‬له‭ ‬جهود‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬التقريب‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬في‭ ‬لبنان‭.‬

وقد‭ ‬زار‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬التسعينات‭ ‬باستضافة‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وقتها‭ ‬وزيرًا‭ ‬للعدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭.‬ورافقه‭ ‬أثناء‭ ‬زيارته‭ ‬العلامة‭ ‬المرحوم‭ ‬الشيخ‭ ‬سليمان‭ ‬المدني‭.‬

وقد‭ ‬انتهز‭ ‬الشيخ‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬فرصة‭ ‬وجوده‭ ‬ليؤكد‭ ‬رسالته‭ ‬ونصيحته‭ ‬لشيعة‭ ‬البحرين‭ ‬ولمختلف‭ ‬الأطياف‭ ‬فيها‭ ‬بأن‭ ‬يستفيدوا‭ ‬ويتعلموا‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬لبنان،‭ ‬وأن‭ ‬يحرصوا‭ ‬ويحافظوا‭ ‬على‭ ‬وحدتهم‭ ‬الوطنية،‭ ‬ويحذروا‭ ‬من‭ ‬المزايدين‭ ‬ومن‭ ‬التدخلات‭ ‬الخارجية،‭ ‬ويتجنبوا‭ ‬الانزلاق‭ ‬إلى‭ ‬هاوية‭ ‬الإرهاب‭ ‬بأي‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكاله،‭ ‬ويبتعدوا‭ ‬عن‭ ‬التقوقع‭ ‬والتمترس‭ ‬الطائفي،‭ ‬ويندمجوا‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم،‭ ‬ويحرصوا‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬انتمائهم‭ ‬إلى‭ ‬وطنهم‭ ‬وولائهم‭ ‬له‭ ‬قولًا‭ ‬وعملًا‭.‬

مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬النظيفة‭ ‬والنصائح‭ ‬المخلصة‭ ‬والمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬المشرفة‭ ‬جعلت‭ ‬شمس‭ ‬الدين‭ ‬يتعرض‭ ‬إلى‭ ‬تجني‭ ‬وسطوة‭ ‬مرتزقة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يفل‭ ‬من‭ ‬عزيمته‭ ‬وإيمانه‭ ‬وإصراره‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬والصدق،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اختاره‭ ‬الله‭ ‬إلى‭ ‬جواره‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2001‭.‬

وفي‭ ‬وجه‭ ‬طغيان‭ ‬الإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬قال‭ ‬الشرفاء‭ ‬والمخلصون‭ ‬والشجعان،‭ ‬وقلنا‭ ‬معهم،‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ربيعًا‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬عربيًا‭ ‬ذلك‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬العقد‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬القرن‭ ‬عندما‭ ‬هبت‭ ‬عواصف‭ ‬وأعاصير‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬وكادت‭ ‬أن‭ ‬تقتلع‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬ضمن‭ ‬استراتيجية‭ ‬“الفوضى‭ ‬الخلاقة”،‭ ‬التي‭ ‬تجرعنا‭ ‬مرارتها‭ ‬وآلامها‭ ‬منذ‭ ‬2011‭. ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬هدفها‭ ‬الحقيقي‭ ‬إغراق‭ ‬بلادنا‭ ‬والبلدان‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬طوفان‭ ‬“الفوضى‭ ‬الهدامة”،‭ ‬وتفكيك‭ ‬دولنا‭ ‬العربية،‭ ‬وتفتيت‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬وتمزيقها‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بث‭ ‬الفتن‭ ‬الطائفية‭ ‬وإثارة‭ ‬النعرات‭ ‬القبلية،‭ ‬وتوظيف‭ ‬المعتقدات‭ ‬الدينية‭ ‬والمذهبية‭ ‬حتى‭ ‬يسهل‭ ‬تفريقنا‭ ‬والسيطرة‭ ‬علينا‭.‬

لقد‭ ‬استخدم‭ ‬مهندسو‭ ‬ورعاة‭ ‬ومنفذو‭ ‬“مشروع‭ ‬الفوضى‭ ‬الخلاقة”‭ ‬سلاح‭ ‬التضليل‭ ‬والإرهاب‭ ‬الفكري‭ ‬لإسكات‭ ‬كل‭ ‬معارض‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬حذر‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬طالب‭ ‬بالمحافظة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الوطن‭ ‬والمجتمع‭ ‬وحماية‭ ‬أرزاق‭ ‬وأرواح‭ ‬المواطنين‭ ‬البسطاء‭ ‬ودماء‭ ‬الشباب‭ ‬ومستقبلهم‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬مسرحية‭ ‬“الربيع‭ ‬العربي”‭ ‬مأساوية‭ ‬تكشفت‭ ‬فصولها‭ ‬الآن‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مذكرات‭ ‬هيلاري‭ ‬كلينتون‭ ‬وزيرة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬السابقة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تسريبه‭ ‬من‭ ‬رسائلها‭ ‬الالكترونية‭ ‬السرية‭ ‬و55‭ ‬ألف‭ ‬مستند‭  ‬فضحت‭ ‬وكشفت‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬معروفًا‭ ‬ومستورًا‭ ‬من‭ ‬تورط‭ ‬الأبرياء‭ ‬أصحاب‭ ‬النوايا‭ ‬الحسنة‭ ‬وتآمر‭ ‬المخططين‭ ‬والمنفذين‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬الفوضى‭ ‬الهدامة؛‭ ‬الذين‭ ‬جُندوا‭ ‬ضمن‭ ‬دائرة‭ ‬النشاط‭ ‬السياسي‭ ‬والاستخباري‭ ‬للأجهزة‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬وأصبحوا‭ ‬شركاء‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬مدمر‭ ‬لاستقرار‭ ‬وأمن‭ ‬أوطاننا‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬استغلال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شبابنا‭ ‬والزج‭ ‬بهم‭ ‬في‭ ‬أتون‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب،‭ ‬وتم‭ ‬العبث‭ ‬والاتجار‭ ‬بدمائهم‭ ‬وأرواحهم‭ ‬ومستقبلهم،‭ ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬زعزعة‭ ‬الاستقرار‭ ‬وإسقاط‭ ‬الدولة‭ ‬والنظام‭ ‬والمجتمع‭.‬

لقد‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬بلدنا‭ ‬وأنقذنا‭ ‬برحمته،‭ ‬وبفضل‭ ‬حنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬قادته‭ ‬ووعي‭ ‬المخلصين‭ ‬والشجعان‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬الذين‭ ‬صمدوا‭ ‬ووقفوا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الطوفان‭ ‬ووجه‭ ‬الإرهاب‭ ‬الدموي‭ ‬والفكري،‭ ‬كما‭ ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬مصر‭ ‬وأنقذها‭ ‬بفضل‭ ‬وعي‭ ‬شعبها‭ ‬وعزيمة‭ ‬جيشها،‭ ‬وكان‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عون‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬فريسة‭ ‬وضحية‭ ‬لمخططات‭ ‬ومشاريع‭ ‬الفوضى‭ ‬الهدامة‭ ‬مثل‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا‭ ‬واليمن‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعاني‭ ‬وتذوق‭ ‬الأمرين‭.‬