رعاية مئوية

| د. عبدالله الحواج

تحت‭ ‬رعاية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬شفاه‭ ‬الله‭ ‬وعافاه‭ ‬التأمت‭ ‬مئوية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬دلت‭ ‬على‭ ‬شيء‭ ‬إنما‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬الزخم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققه‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأجيل‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬المئوية‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬قد‭ ‬جاء‭ ‬بردا‭ ‬وسلاما‭ ‬على‭ ‬منظومة‭ ‬طالما‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬مثار‭ ‬حديث‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬مضى‭.‬

المنظومة‭ ‬المصرفية‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬بقوة‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬التظاهرة‭ ‬يتقدمها‭ ‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬وجمعية‭ ‬مصارف‭ ‬البحرين‭ ‬ولفيف‭ ‬محدود‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬المدعوين‭ ‬للحفل‭ ‬بفعل‭ ‬كورونا‭.‬

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬هو‭ ‬الأب‭ ‬الروحي‭ ‬لمصارفنا،‭ ‬لريعانها،‭ ‬وعنفوانها،‭ ‬وتألقها،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬غريبًا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بمرور‭ ‬مئة‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مصرف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬الحفل‭ ‬البهيج‭ ‬مقامًا‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سموه‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬علاج‭ ‬واستشفاء‭ ‬خارج‭ ‬الوطن‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬ورؤيتها‭ ‬الثاقبة‭ ‬دشنت‭ ‬خطة‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬في‭ ‬سبعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬والقاصي‭ ‬قبل‭ ‬الداني‭ ‬يدرك‭ ‬أنه‭ ‬لولا‭ ‬التقاء‭ ‬الرؤى‭ ‬مع‭ ‬قيادة‭ ‬مملكتنا‭ ‬الفتية‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬لمصارف‭ ‬البحرين‭ ‬هذا‭ ‬التحقق‭ ‬وذلك‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬مشوار‭ ‬جدارة‭ ‬استمر‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬قرن،‭ ‬وسوف‭ ‬تتواصل‭ ‬نجاحاته‭ ‬إلى‭ ‬المدى‭ ‬الأبعد‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬منصة‭ ‬الحفل‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬نصب‭ ‬تذكاري،‭ ‬وعن‭ ‬لافتة‭ ‬ضخمة‭ ‬تحمل‭ ‬عنوانا‭ ‬عريضا‭ ‬بالرعاية‭ ‬والمناسبة،‭ ‬مما‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬التلاقي‭ ‬والتلاحم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬وقطاع‭ ‬مصرفي‭ ‬ملء‭ ‬السمع‭ ‬والبصر‭ ‬بأي‭ ‬مقياس‭ ‬تنموي‭ ‬وأي‭ ‬خيار‭ ‬استراتيجي‭.‬

مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ترى‭ ‬دائما‭ ‬أبعد‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يدور‭ ‬تحت‭ ‬جدران‭ ‬المنطقة،‭ ‬وكانت‭ ‬قيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬التعاطي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تثبيت‭ ‬دور‭ ‬طليعي‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬والمصرفية‭ ‬بمثابة‭ ‬الشريك‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬حلقات‭ ‬النماء‭ ‬والاستدامة،‭ ‬فأعطت‭ ‬الضوء‭ ‬الأخضر‭ ‬لمصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭ ‬ومن‭ ‬قبله‭ ‬لمؤسسة‭ ‬نقد‭ ‬البحرين‭ ‬لكي‭ ‬تسن‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬وتصدر‭ ‬من‭ ‬اللوائح‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬بهذا‭ ‬القطاع‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬التفوق‭ ‬وتحقيق‭ ‬الإبداع‭ ‬المهني‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فحسب‭ ‬إنما‭ ‬على‭ ‬امتداد‭ ‬أرجاء‭ ‬المعمورة‭ ‬أيضًا‭.‬

وبالفعل‭ ‬تمكن‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬وتدريب‭ ‬قيادات‭ ‬مصرفية‭ ‬بحرينية‭ ‬أصبح‭ ‬يُشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان‭ ‬مع‭ ‬اكتساب‭ ‬الخبرات‭ ‬وإطلاق‭ ‬الممارسات‭ ‬واكتساب‭ ‬المهارات،‭ ‬تمامًا‭ ‬مثلما‭ ‬أصبح‭ ‬القطاع‭ ‬المصرفي‭ ‬ثاني‭ ‬أكبر‭ ‬قطاع‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬بعد‭ ‬النفط‭ ‬أي‭ ‬بما‭ ‬نسبته‭ ‬19‭ % ‬وربما‭ ‬20‭ % ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الناتج‭ ‬ليؤكد‭ ‬صدق‭ ‬رؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬ويعزز‭ ‬دوافعه‭ ‬التي‭ ‬جعلته‭ ‬يوجه‭ ‬فيصيب،‭ ‬ويوصي‭ ‬فيحقق،‭ ‬ويقرر‭ ‬فيحقق‭ ‬الإنجاز‭.‬

نعم‭ .. ‬إنها‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة،‭ ‬بتوجيهات‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬منظومة‭ ‬القيادات‭ ‬المصرفية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬مصرف‭ ‬مركزي‭ ‬مواكب‭ ‬وجمعية‭ ‬مصرفيين‭ ‬متألقة‭ ‬وقيادات‭ ‬مصرفية‭ ‬وطنية‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬التحوط‭ ‬والمهنية‭ ‬والإبداع،‭ ‬وكل‭ ‬قرن‭ ‬وقيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬ومنظومتنا‭ ‬المصرفية‭ ‬ومملكتنا‭ ‬الحبيبة‭ ‬بألف‭ ‬خير‭.‬