رؤية دقيقة وصائبة للأوضاع في إيران (2)

| عاتقة خورسند

“وفيما‭ ‬وراء‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬منذ‭ ‬انتفاضة‭ ‬يناير‭ ‬2018،‭ ‬أصبح‭ ‬الصراع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬بقاء‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للزمر،‭ ‬ولاسيما‭ ‬زمرة‭ ‬الحكومة‭ ‬والإصلاحيين‭ ‬وزمرة‭ ‬خامنئي‭ ‬وقوات‭ ‬حرس‭ ‬نظام‭ ‬الملالي،‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬زمرتي‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬تعتبران‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬انتفاضتي‭ ‬يناير‭ ‬2018‭ ‬ونوفمبر‭ ‬2019‭ ‬اقتراب‭ ‬الثقة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬من‭ ‬الصفر‭ ‬وكراهية‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬برمته‭ ‬والاستياء‭ ‬منه،‭ ‬وتأخذان‭ ‬خطر‭ ‬الإطاحة‭ ‬في‭ ‬الانتفاضة‭ ‬المقبلة‭ ‬على‭ ‬محمل‭ ‬الجد”‭. ‬لاريب‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التشخيص‭ ‬دقيق‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد،‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يجسد‭ ‬ويعبر‭ ‬عن‭ ‬الواقع‭ ‬الحالي‭ ‬للنظام‭ ‬تحديدا،‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬الصراع‭ ‬والانقسام‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬سلطة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬أن‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬زمرة‭ ‬خامنئي‭ ‬تطالب‭ ‬علنا‭ ‬بإعدام‭ ‬روحاني،‭ ‬هذا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حالة‭ ‬التخبط‭ ‬والفوضى‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬وعدم‭ ‬التمكن‭ ‬من‭ ‬إمساك‭ ‬زمام‭ ‬الأمور‭ ‬باليد‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الأربعة‭ ‬المنصرمة،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬وكما‭ ‬شخصت‭ ‬الدراسة‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بالإمكان‭ ‬إيقافها‭ ‬حتى‭ ‬الإطاحة‭ ‬به‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬أوضاعه‭ ‬الحالية‭ ‬بالغة‭ ‬الخطورة‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تنفع‭ ‬فيه‭ ‬عمليات‭ ‬الترقيع‭ ‬وتجميل‭ ‬النظام،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سياسة‭ ‬الانكماش‭ ‬الشاملة‭ ‬للنظام‭ ‬التي‭ ‬تكاد‭ ‬تمسك‭ ‬بتلابيبه‭ ‬وتجهز‭ ‬عليه‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حدد‭ ‬بيان‭ ‬المجلس‭ ‬المحاور‭ ‬التي‭ ‬يسعى‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬ضوئها‭ ‬لأن‭ ‬يعيد‭ ‬تنظيم‭ ‬نفسه‭ ‬ويلتقط‭ ‬أنفاسه‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬أوصلته‭ ‬أخطاؤه‭ - ‬ومسيرة‭ ‬فاشلة‭ ‬بدأت‭ ‬منذ‭ ‬قيامه‭ ‬وحتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ - ‬إلى‭ ‬المنعطف‭ ‬الحالي‭ ‬سيتمكن‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬محنة‭ ‬السقوط‭ ‬والانهيار‭. ‬“مجاهدين”‭.‬