كلمة إنصاف في حق المدرب الوطني

| بدور عدنان

مرت‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬كحال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والعالم‭ ‬بأسره‭ ‬بظروف‭ ‬وتحديات‭ ‬خاصة‭ ‬نتيجة‭ ‬اجتياح‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬انعكست‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬بالتأكيد‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬مناحي‭ ‬الحياة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة‭ ‬مهددا‭ ‬بالتوقف‭ ‬الكلي،‭ ‬وعندما‭ ‬استؤنف‭ ‬مجدداً‭ ‬رافقته‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬أبرزها‭ ‬التوقف‭ ‬المتكرر‭ ‬والتأجيل،‭ ‬خصوصاً‭ ‬عند‭ ‬اكتشاف‭ ‬حالات‭ ‬مصابة‭ ‬بين‭ ‬اللاعبين‭.‬

دون‭ ‬أي‭ ‬شك‭ ‬يتحمل‭ ‬المدرب‭ ‬العبء‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬الاستثنائي‭ ‬حيث‭ ‬إنه‭ ‬يترأس‭ ‬الجهاز‭ ‬الفني،‭ ‬فهو‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬أداء‭ ‬فريقه‭ ‬ونجاحه،‭ ‬مهمة‭ ‬تصدى‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬نجاح‭ ‬واقتدار‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬انتزاع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البطولات‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬يعد‭ ‬مدرب‭ ‬نادي‭ ‬الحد‭ ‬محمد‭ ‬الشملان‭ ‬أبرزهم‭ ‬عندما‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬تتويج‭ ‬تميزه‭ ‬بالظفر‭ ‬بدوري‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬عاد‭ ‬الأسطورة‭ ‬المدرب‭ ‬محمد‭ ‬المرباطي‭ ‬لسيرته‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬حصد‭ ‬البطولات‭ ‬عندما‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬إعادة‭ ‬المحرق‭ ‬لموقعه‭ ‬في‭ ‬الصدارة‭ ‬وحصد‭ ‬لقب‭ ‬الدوري‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬فقد‭ ‬أبهر‭ ‬المدرب‭ ‬البحريني‭ ‬أحمد‭ ‬جان‭ ‬الجميع‭ ‬عندما‭ ‬حصد‭ ‬ثنائية‭ ‬الموسم‭ ‬السلاوي‭ ‬وجمع‭ ‬بين‭ ‬الدوري‭ ‬وكأس‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المدرب‭ ‬البحريني‭ ‬يواصل‭ ‬تميزه‭ ‬من‭ ‬موسم‭ ‬لآخر‭ ‬مازالت‭ ‬بعض‭ ‬الأندية‭ ‬تفضل‭ ‬المدرب‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬نظرة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تفسيرها‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تقليل‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تفوقه‭ ‬خلال‭ ‬المواسم‭ ‬الماضية،‭ ‬عادة‭ ‬ما‭ ‬تلجأ‭ ‬الأندية‭ ‬للمدرب‭ ‬الوطني‭ ‬لفك‭ ‬وحل‭ ‬أزماتها‭ ‬عند‭ ‬إخفاق‭ ‬الأجنبي،‭ ‬والذي‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬أنقذها‭ ‬حينها‭ ‬تتم‭ ‬مكافأته‭ ‬باستبداله‭ ‬بالأجنبي‭ ‬الموسم‭ ‬الذي‭ ‬بعده‭! ‬أثبت‭ ‬المدرب‭ ‬الوطني‭ ‬قدرته‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬لكن‭ ‬عقدة‭ ‬الأجنبي‭ ‬مرض‭ ‬مزمن‭ ‬عجزت‭ ‬بطولات‭ ‬المدرب‭ ‬البحريني‭ ‬عن‭ ‬حله‭.‬

 

خسرت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬قامة‭ ‬رياضية‭ ‬ووطنية‭ ‬سجلت‭ ‬اسمها‭ ‬بحروف‭ ‬من‭ ‬ذهب‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬تاريخ‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬لرحمة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬المدرب‭ ‬البحريني‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬أمين‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬قاد‭ ‬منتخب‭ ‬البحرين‭ ‬للناشئين‭ ‬للمركز‭ ‬الرابع‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬بأسكوتلندا‭ ‬1989،‭ ‬تعازينا‭ ‬لأهل‭ ‬فقيد‭ ‬البحرين‭ ‬ونسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يتغمده‭ ‬بواسع‭ ‬رحمته‭.‬