فجر جديد

متى تتوقف تدخلات البلديين؟

| إبراهيم النهام

خرج‭ ‬علينا‭ ‬مجلس‭ ‬بلدي‭ ‬المحرق‭ ‬أخيرًا،‭ ‬بمطالبة‭ ‬أحد‭ ‬أعضائه‭ ‬الكرام،‭ ‬بإلغاء‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬عن‭ ‬بكرة‭ ‬أبيه،‭ ‬واعتماد‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬كخيار‭ ‬أمثل‭ ‬وأفضل‭.‬

وبرّر‭ ‬صاحب‭ ‬المقترح‭ ‬منافعه،‭ ‬بأنه‭ ‬سيقلل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬لمعظم‭ ‬المباني‭ ‬التعليمية،‭ ‬والتي‭ ‬يمكن‭ ‬تحويلها‭ ‬لملاعب‭ ‬ونواد‭ ‬رياضية،‭ ‬ومراكز‭ ‬شبابية،‭ ‬ودور‭ ‬رعاية‭ ‬والدين،‭ ‬أو‭ ‬كدور‭ ‬للإيواء‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الكوارث،‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭.‬

هكذا‭ ‬بكل‭ ‬بساطة،‭ ‬يخرج‭ ‬أحدهم‭ ‬على‭ ‬غفلة،‭ ‬ويدعو‭ ‬لشطب‭ ‬جهود‭ ‬دولة،‭ ‬حرصت‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والجهد‭ ‬المضني،‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬البحرين‭ ‬واحة‭ ‬لنهل‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والثقافة،‭ ‬واستقطاب‭ ‬الجامعات‭ ‬الدولية‭ ‬والمعاهد،‭ ‬وإيجاد‭ ‬الاختلاف‭ ‬والتميز‭ ‬لدى‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭.‬

وكنت‭ ‬قد‭ ‬تتبعت‭ ‬الخبر‭ ‬المذكور‭ ‬أعلاه،‭ ‬في‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لأقرأ‭ ‬ردود‭ ‬المتابعين،‭ ‬فكان‭ ‬الوضع‭ ‬مؤسفًا‭ ‬بحق،‭ ‬فلماذا‭ ‬يزج‭ ‬الأخ‭ ‬الكريم‭ ‬نفسه‭ ‬بوضع‭ ‬كهذا؟

‭ ‬وكما‭ ‬كنا‭ ‬نكتب‭ ‬مرارًا،‭ ‬ونشجب،‭ ‬وننتقد،‭ ‬تدخلات‭ ‬بعض‭ ‬النواب‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬نظرائهم‭ ‬البلديين،‭ ‬وتهميشهم‭ ‬إياهم،‭ ‬بمحاولات‭ ‬سحب‭ ‬بساط‭ ‬ملف‭ ‬الخدمات‭ ‬منهم،‭ ‬للتقرب‭ ‬من‭ ‬الناخبين،‭ ‬وتسجيل‭ ‬حضور‭ ‬ملفت‭ ‬في‭ ‬المجلس،‭ ‬وفي‭ ‬مسيرة‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات،‭ ‬فإننا‭ ‬نطالب‭ -‬بالمقابل‭- ‬الأخوة‭ ‬البلديين‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬زج‭ ‬أنفسهم‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يعنيهم،‭ ‬وبالتركيز‭ ‬على‭ ‬مهام‭ ‬عملهم‭.‬

هذه‭ ‬التداخلات‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تنفّر‭ ‬الناس،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬توقد‭ ‬الخصومة‭ ‬بين‭ ‬النواب‭ ‬والبلديين،‭ ‬فالظروف‭ ‬الراهنة‭ - ‬وأقولها‭ ‬صراحة‭ - ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تتحمل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬“بكج”‭ ‬المراهنات‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس،‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬خارجًا‭ ‬عن‭ ‬الاختصاص‭ ‬أولاً،‭ ‬ومتى‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬صعب‭ ‬التحقيق‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬ثانيًا‭.‬