بناء الوعي المجتمعي (2)

| عبدعلي الغسرة

هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وما‭ ‬سببه‭ ‬من‭ ‬موت‭ ‬وآلام‭ ‬وخوف‭ ‬يستدعي‭ ‬منا‭ ‬جهودًا‭ ‬جبارة‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬تسلحنا‭ ‬بالوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬لتحقيق‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬مواجهته،‭ ‬وقد‭ ‬أظهر‭ ‬البحرينيون‭ ‬التزامًا‭ ‬عاليًا‭ ‬بتدابير‭ ‬الوقاية‭ ‬الصحية‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬تحملنا‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية،‭ ‬ومدى‭ ‬استعدادنا‭ ‬للتعاون‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬جبهة‭ ‬وطنية‭ ‬لحماية‭ ‬ذاتنا‭ ‬وبلادنا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الشرس‭.‬

إن‭ ‬تجاوز‭ ‬الإنسان‭ ‬غاياته‭ ‬الفردية‭ ‬الضيقة‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬إيجابي‭ ‬ويزرع‭ ‬فينا‭ ‬معاني‭ ‬القوة،‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تتجلى‭ ‬فيها‭ ‬روح‭ ‬الأمة‭ ‬وبسالة‭ ‬أبنائها‭ ‬وثبات‭ ‬مصالحها،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالحذر‭ ‬والتقيد‭ ‬بالاشتراطات‭ ‬والإجراءات‭ ‬الصحية،‭ ‬فالبحرينيون‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬والعودة‭ ‬تدريجيًا‭ ‬إلى‭ ‬حياتهم‭ ‬ومجتمعهم‭ ‬متسلحين‭ ‬بالحذر‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭.‬

وقد‭ ‬ساهم‭ ‬الإعلام‭ ‬من‭ ‬صحافة‭ ‬وتلفزيون‭ ‬وإذاعة‭ ‬بدورٍ‭ ‬حيوي‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬بجانب‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والمنصات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المتعددة‭ ‬التي‭ ‬تحملت‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬في‭ ‬التوعية‭ ‬وتكوين‭ ‬رأي‭ ‬عام‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬المواجهة‭. ‬وإن‭ ‬تأخر‭ ‬إنتاج‭ ‬الدواء‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬فإن‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬غرس‭ ‬أساسًا‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭ ‬واحتواء‭ ‬انتشاره،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬طبيعة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬والخطوات‭ ‬الاحترازية‭ ‬فذلك‭ ‬يظل‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬والطوعي‭ ‬بها‭.‬

إن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تجاهلت‭ ‬قوة‭ ‬الداء‭ ‬بعدم‭ ‬متابعة‭ ‬الالتزامات‭ ‬المطلوبة‭ ‬تجاهه‭ ‬أصبحت‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬لشعوبها،‭ ‬أما‭ ‬البحرين‭ ‬فكانت‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬تداعياته‭ ‬بمساندة‭ ‬قيادة‭ ‬رشيدة‭ ‬ومجتمع‭ ‬واع‭.‬