سوالف

لا نضيع حياتنا بالتحديق في وجه برق أعمى

| أسامة الماجد

قال‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الهندي‭ ‬سادغور‭ ‬“لا‭ ‬تكن‭ ‬مستميتاً‭ ‬في‭ ‬جديتك‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فالحياة‭ ‬ليست‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لعبة،‭ ‬الحرّ‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬اللحظة‭ ‬الماضية‭ ‬معه،‭ ‬غضبك‭ ‬مشكلتك،‭ ‬احتفظ‭ ‬به‭ ‬لنفسك”،‭ ‬وفي‭ ‬تعبير‭ ‬جميل‭ ‬قال‭ ‬أنطون‭ ‬تشيخوف‭ ‬“من‭ ‬لا‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬عقله‭ ‬ستحرسه‭ ‬المآسي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة”‭.‬

إذا‭ ‬كل‭ ‬تحولاتنا‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بسبب‭ ‬العقل‭ ‬الذي‭ ‬يستدعي‭ ‬مراقبة‭ ‬جدية‭ ‬طويلة،‭ ‬فالعقل‭ ‬وكما‭ ‬يصفه‭ ‬فرانك‭ ‬كابريو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬المنحرف‭ ‬الذي‭ ‬يبعث‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم،‭ ‬وقادر‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬الإنشائي‭ ‬البناء،‭ ‬وهذه‭ ‬اقتراحات‭ ‬لعلها‭ ‬تعيننا‭ ‬على‭ ‬اكتساب‭ ‬النوع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬التفكير‭. ‬تعلّم‭ ‬أن‭ ‬تستبدل‭ ‬الرأي‭ ‬السلبي‭ ‬برأي‭ ‬إيجابي،‭ ‬فخير‭ ‬للمرء‭ ‬ألف‭ ‬مرة‭ ‬أن‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬يذكر‭ ‬ضروب‭ ‬الفشل‭ ‬الماضية‭. ‬إنك‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬إصلاح‭ ‬الماضي،‭ ‬أما‭ ‬الحاضر‭ ‬والمستقبل‭ ‬فهما‭ ‬من‭ ‬صنع‭ ‬يدك،‭ ‬ولك‭ ‬أن‭ ‬تدبر‭ ‬أمرهما‭ ‬وتستمتع‭ ‬بهما‭.‬

‭ ‬لا‭ ‬تجتهد‭ ‬في‭ ‬طلب‭ ‬الكمال،‭ ‬فمن‭ ‬يطلب‭ ‬الكمال‭ ‬كمن‭ ‬يطلب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نزقا‭ ‬طائشا،‭ ‬وليست‭ ‬خطيئة‭ ‬أن‭ ‬تنعم‭ ‬بالحياة‭ ‬إذا‭ ‬التزمت‭ ‬الاعتدال،‭ ‬فالحياة‭ ‬المتزنة‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬دائرة‭ ‬قدرتك‭ ‬على‭ ‬إيجاد‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬اللذة‭ ‬التي‭ ‬يوحي‭ ‬بها‭ ‬اللاشعور،‭ ‬وبين‭ ‬المطالب‭ ‬التي‭ ‬يفرضها‭ ‬ضميرك،‭ ‬وتذكر‭ ‬أن‭ ‬الحوادث‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬لنا‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تشيدنا‭ ‬أو‭ ‬تحطمنا،‭ ‬فرد‭ ‬الفعل‭ ‬لهذه‭ ‬الحوادث‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬خطره‭ ‬وتقديره،‭ ‬فاستمتع‭ ‬بعواطفك‭ ‬ومشاعرك،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬تجعلها‭ ‬تسيطر‭ ‬عليك‭ ‬وتتحكم‭ ‬فيك‭.‬

احذر‭ ‬أن‭ ‬تجعل‭ ‬اللهو‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬فإن‭ ‬ضروب‭ ‬الصراع‭ ‬لا‭ ‬تحل‭ ‬بعدم‭ ‬المبالاة‭ ‬بالحياة،‭ ‬إنما‭ ‬يفضي‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬إلى‭ ‬استنفاد‭ ‬نشاطنا‭ ‬العصبي،‭ ‬ويقوي‭ ‬إحساسنا‭ ‬بالجرم،‭ ‬ويسبب‭ ‬انبعاث‭ ‬صراعات‭ ‬انفعالية‭ ‬أخرى‭. ‬

إذا‭ ‬عزيزنا‭ ‬القارئ،‭ ‬لنسكب‭ ‬كل‭ ‬ألوان‭ ‬البساطة‭ ‬والتعقل‭ ‬على‭ ‬لوحة‭ ‬حياتنا،‭ ‬ونترك‭ ‬عنا‭ ‬القتال‭ ‬والغضب‭ ‬والتمرد‭ ‬على‭ ‬الواقع،‭ ‬فالحياة‭ ‬أقصر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نضيعها‭ ‬بالتحديق‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬برق‭ ‬أعمى‭.‬