مبادرة ولا أروع

| زهير توفيقي

هناك‭ ‬مشاريع‭ ‬ومبادرات‭ ‬رائعة‭ ‬وحضارية‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬المؤسسات‭ ‬والبنوك‭ ‬والشركات،‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬العائلات‭ ‬الكريمة‭ ‬التي‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬خطط‭ ‬الحكومة‭ ‬لتوفير‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬والخدمات‭ ‬الضرورية‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬المستدامة‭ ‬ستبقى‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬وتكون‭ ‬منافعها‭ ‬كثيرة‭ ‬للأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

آخر‭ ‬تلك‭ ‬المبادرات‭ ‬ونشرت‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬هي‭ ‬مبادرة‭ ‬بنك‭ ‬البحرين‭ ‬والكويت‭ - ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬ترفع‭ ‬له‭ ‬القبعة‭ - ‬بتمويل‭ ‬بناء‭ ‬مركز‭ ‬صحي‭ ‬متكامل‭ ‬في‭ ‬قلالي‭ ‬بقيمة‭ ‬إجمالية‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬‮٣‬‭.‬‮٨‬‭ ‬ملايين‭ ‬دينار،‭ ‬فلرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الإدارة‭ ‬والأعضاء‭ ‬والمساهمين‭ ‬والإدارة‭ ‬التنفيذية‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬وعظيم‭ ‬الامتنان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬النوعية‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬سياسة‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وشهادتنا‭ ‬تكون‭ ‬مجروحة‭ ‬بسبب‭ ‬مساهمات‭ ‬البنك‭ ‬وتواجده‭ ‬المستمر‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٧١‬،‭ ‬والذي‭ ‬سيحتفل‭ ‬بيوبيله‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬القادم‭.‬

أنا‭ ‬لا‭ ‬أقصد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬عمل‭ ‬دعاية‭ ‬لهذا‭ ‬البنك،‭ ‬لكن‭ ‬ارتأيت‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬لهذا‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر‭ ‬والإشادة،‭ ‬راجيًا‭ ‬أن‭ ‬تحذو‭ ‬حذوه‭ ‬الشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الأخرى،‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬مساهمات‭ ‬باقي‭ ‬المؤسسات‭ ‬ولكن‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭: ‬هل‭ ‬قامت‭ ‬باقي‭ ‬المؤسسات‭ ‬والبنوك‭ ‬والشركات‭ ‬بدورها‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني؟‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭!‬

من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬المتواضعة‭ ‬السبب‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذلك،‭ ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬وليس‭ ‬الحصر‭ ‬بالإمكان‭ ‬فرض‭ ‬نسبة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬الأرباح‭ ‬ليتم‭ ‬التبرع‭ ‬بها‭ ‬للمشاريع‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تحتاجها‭ ‬الدولة،‭ ‬وتكون‭ ‬تكاليف‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬جاهزة‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬الاختيار‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬الميزانية‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬نسبة‭ ‬الأرباح‭ ‬للمؤسسة‭ ‬تلك‭. ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬وبسبب‭ ‬غياب‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬فإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬لا‭ ‬تلتزم‭ ‬بذلك‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬الشديد‭ ‬والجميع‭ ‬يعلم‭ ‬عددها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬

حكومتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬وفرت‭ ‬جميع‭ ‬التسهيلات‭ ‬للعمل‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأرباح،‭ ‬ومن‭ ‬حقها‭ ‬أن‭ ‬تفرض‭ ‬عليهم‭ ‬قوانين‭ ‬لضمان‭ ‬تحصيلها،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬بعضهم‭ ‬مع‭ ‬الأسف‭ ‬لا‭ ‬يملكون‭ ‬الحس‭ ‬الوطني‭ ‬ولا‭ ‬يؤمنون‭ ‬بأنه‭ ‬واجب‭ ‬بسيط‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الذي‭ ‬احتضنهم‭ ‬ووفر‭ ‬لهم‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬محفزة‭. ‬ختامًا‭ ‬أتمنى‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬المساهمات‭ ‬السخية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬تلك‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخاصة‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬الوفي‭ ‬وهذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬