سوالف

التفرقة العنصرية في إيران

| أسامة الماجد

بالرغم‭ ‬من‭ ‬تحريم‭ ‬التفرقة‭ ‬العنصرية‭ ‬وزوال‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬العنصرية‭ ‬وصوتها‭ ‬المتراكم‭ ‬مازالت‭ ‬تعربد‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬يتخبط‭ ‬في‭ ‬مظالم‭ ‬اللعنات،‭ ‬فأهل‭ ‬السنة‭ ‬هناك‭ ‬يشعرون‭ ‬باختناق‭ ‬فظيع‭ ‬نتيجة‭ ‬معاملة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬لهم،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبرونهم‭ ‬منبوذين‭ ‬والشر‭ ‬يغطي‭ ‬وجوههم،‭ ‬وقبل‭ ‬أيام‭ ‬خرج‭ ‬أحد‭ ‬المسؤولين‭ ‬الإيرانيين‭ ‬وتحدث‭ ‬كذبا‭ ‬عن‭ ‬تكافؤ‭ ‬الفرص‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وأن‭ ‬إيران‭ ‬بلد‭ ‬التكاتف‭ ‬والمساواة‭.‬

مشكلة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬أن‭ ‬عينه‭ ‬يتدفق‭ ‬منها‭ ‬الكذب‭ ‬ويتصور‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬يشاهد‭ ‬الفظائع‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬أهل‭ ‬السنة‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬الأقليات،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬يتحدى‭ ‬علنا‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬أصدرته‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والذي‭ ‬ينص‭ ‬بلغة‭ ‬قوية‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬محو‭ ‬التفرقة‭ ‬العنصرية،‭ ‬مؤكدا‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يولدون‭ ‬جميعا‭ ‬أحرارا‭ ‬متساوين‭ ‬في‭ ‬الكرامة‭ ‬والحقوق،‭ ‬ثم‭ ‬استخلص‭ ‬في‭ ‬مادته‭ ‬الثانية‭ ‬الحق‭ ‬المترتب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المساواة‭ ‬الطبيعية‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتمتع‭ ‬بجميع‭ ‬الحقوق‭ ‬والحريات‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬تمييز‭ ‬أيا‭ ‬كان،‭ ‬كالتمييز‭ ‬بسبب‭ ‬السلالة‭ ‬أو‭ ‬اللون‭ ‬أو‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬الثروة‭ ‬أو‭ ‬النسب‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭.‬

أهل‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬–‭ ‬كالأحواز‭ - ‬ممنوع‭ ‬عليهم‭ ‬التحدث‭ ‬بلغتهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تسمية‭ ‬أطفالهم‭ ‬بأسماء‭ ‬عربية،‭ ‬ومن‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬ابنه‭ ‬“عمر”‭ ‬تيمنا‭ ‬بالفاروق‭ ‬يتم‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬بصور‭ ‬مختلفة،‭ ‬والزي‭ ‬العربي‭ ‬ممنوع‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬أبشع‭ ‬صور‭ ‬التسلط‭ ‬والتفرقة‭ ‬العنصرية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬سيظل‭ ‬اسمه‭ ‬مقرونا‭ ‬بالجرائم‭ ‬والحقد‭ ‬على‭ ‬العرب‭ ‬والإسلام‭ ‬والمسلمين‭.‬

يقول‭ ‬الدكتور‭ ‬توفيق‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬السديري‭ ‬وهو‭ ‬أكاديمي‭ ‬سعودي‭ ‬“لم‭ ‬تعرف‭ ‬منطقتنا‭ ‬تأجيج‭ ‬النعرات‭ ‬الطائفية‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬قيام‭ ‬الثورة‭ ‬الخمينية‭ ‬الصفوية،‭ ‬فكان‭ ‬التعايش‭ ‬سائداً‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ففي‭ ‬كل‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬تكاد‭ ‬تتبيّن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬سنّي‭ ‬وشيعي،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬ذات‭ ‬اهتمام‭ ‬أو‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬التفكير‭ ‬الجمعي‭ ‬وبين‭ ‬عموم‭ ‬الناس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قامت‭ ‬هذه‭ ‬الثورة‭ ‬المشؤومة”‭.‬