رؤيا مغايرة

السيد الرئيس ماكرون... شكرا

| فاتن حمزة

قبل‭ ‬15‭ ‬قرناً‭ ‬أساء‭ ‬البعض‭ ‬لأم‭ ‬المؤمنين‭ ‬عائشة‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬القصة‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ‭ ‬“حادثة‭ ‬الإفك”،‭ ‬فأنزل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ (‬إِنَّ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬جَاءوا‭ ‬بِالْإِفْكِ‭ ‬عُصْبَةٌ‭ ‬مِّنكُمْ‭ ‬لَا‭ ‬تَحْسَبُوهُ‭ ‬شَرّاً‭ ‬لَّكُم‭ ‬بَلْ‭ ‬هُوَ‭ ‬خَيْرٌ‭ ‬لَّكُمْ‭)‬،‭ ‬الآية‭ ‬11‭ ‬من‭ ‬سورة‭ ‬النور،‭ ‬ومنذ‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم‭ ‬تتكرر‭ ‬الصورة‭ ‬نفسها‭ ‬وإن‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬ولكن‭ ‬بين‭ ‬ركام‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬النفاق‭ ‬والكذب‭ ‬والحقد‭ ‬والكراهية‭ ‬وسائر‭ ‬ما‭ ‬يندرج‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬الشر‭ ‬هناك‭ ‬خير‭.‬

فاليوم‭ ‬وأمام‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬نعرف‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬سوى‭ ‬العداء‭ ‬للمسلمين‭ ‬منذ‭ ‬الحروب‭ ‬الصليبية‭ ‬حتى‭ ‬احتلال‭ ‬الجزائر‭ ‬وإلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬فوائد‭ ‬جمة،‭ ‬لعل‭ ‬أهمها‭ ‬اهتمام‭ ‬غير‭ ‬المسلمين‭ ‬بالإسلام‭ ‬ودراسته،‭ ‬ورأينا‭ ‬في‭ ‬سوابق‭ ‬ليست‭ ‬بعيدة‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬أفغانستان‭ ‬والعراق‭ ‬وحادث‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬وتداعيته‭ ‬وغيرها‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬إسلام‭ ‬الكثير،‭ ‬حيث‭ ‬اكتشفوا‭ ‬الصورة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للإسلام‭ ‬خلافاً‭ ‬للصورة‭ ‬النمطية‭ ‬السائدة‭ ‬في‭ ‬الغرب،‭ ‬وكذلك‭ ‬نبهت‭ ‬الغافلين‭ ‬منا‭ ‬لما‭ ‬غاب‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬دينهم‭ ‬ووقوفهم‭ ‬ضد‭ ‬أعداء‭ ‬الدين‭ ‬وتاريخهم،‭ ‬وقائمة‭ ‬الفوائد‭ ‬تطول،‭ ‬من‭ ‬كون‭ ‬القضية‭ ‬اختبارا‭ ‬وامتحانا،‭ ‬إلى‭ ‬استدراج‭ ‬الظالمين‭ ‬ومعرفة‭ ‬عدونا‭.‬

ختاماً‭ ‬يا‭ ‬سيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬أذكرك‭ ‬بآية‭ ‬وحديث،‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬هُوَ‭ ‬الَّذِي‭ ‬أَرْسَلَ‭ ‬رَسُولَهُ‭ ‬بِالْهُدَى‭ ‬وَدِينِ‭ ‬الْحَقِّ‭ ‬لِيُظْهِرَهُ‭ ‬عَلَى‭ ‬الدِّينِ‭ ‬كُلِّهِ‭ ‬وَلَوْ‭ ‬كَرِهَ‭ ‬الْمُشْرِكُونَ‭)‬،‭ ‬وقال‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وآله‭ ‬وسلم‭: ‬“لا‭ ‬يبقى‭ ‬على‭ ‬ظهر‭ ‬الأرض‭ ‬بيت‭ ‬مدر‭ ‬ولا‭ ‬وبر،‭ ‬إلا‭ ‬أدخله‭ ‬الله‭ ‬كلمة‭ ‬الإسلام،‭ ‬بعز‭ ‬عزيز،‭ ‬أو‭ ‬ذل‭ ‬ذليل،‭ ‬إما‭ ‬يعزهم‭ ‬الله،‭ ‬فيجعلهم‭ ‬من‭ ‬أهلها،‭ ‬أو‭ ‬يذلهم،‭ ‬فيدينون‭ ‬لها”‭.‬

وإن‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬سنين‭ ‬قليلة‭ - ‬إذا‭ ‬مد‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬عمرك‭ - ‬وستجد‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬بلدك،‭ ‬بل‭ ‬وسائر‭ ‬أوروبا،‭ ‬وهذا‭ ‬مصداق‭ ‬قولكم‭ ‬“إن‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان”‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬حذف‭ ‬كلمة‭ ‬“أزمة”‭. ‬وللخير‭ ‬بين‭ ‬ركام‭ ‬الشر‭ ‬تتمة‭.‬