سوالف

نريد برلمانا أكثر التحاما بالفنان البحريني

| أسامة الماجد

الفن‭ ‬بمختلف‭ ‬ميادينه‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نضيف‭ ‬إلى‭ ‬الرصيد‭ ‬اليومي‭ ‬إنجازات‭ ‬حقيقية،‭ ‬بوسعها‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬بالإنسان‭ ‬من‭ ‬مكانه‭ ‬الذي‭ ‬يقف‭ ‬فيه‭ ‬جامدا،‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭ ‬يتحرك‭ ‬فيه،‭ ‬ويعطي‭ ‬ويؤثر‭ ‬ويكتب‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬الحضارة‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬المثابرة‭ ‬والتأثير،‭ ‬الفن‭ ‬عمل‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الملل‭ ‬وتفاؤل‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬حالة‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تسكن‭ ‬القلب‭ ‬فقط‭ ‬ولا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬تغادره‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬القيمة،‭ ‬فالفن‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬حالة‭ ‬تزدحم‭ ‬بالأمنيات‭ ‬المتثائبة،‭ ‬إنما‭ ‬تفكير‭ ‬متزن‭ ‬ونقش‭ ‬خلاق‭ ‬وتشييد‭ ‬وإبداع‭.‬

نقلت‭ ‬إلى‭ ‬معالي‭ ‬السيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬خلال‭ ‬استقبالها‭ ‬بمقر‭ ‬المجلس‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الماضي‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬الرأي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية،‭ ‬هموم‭ ‬وقضايا‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وضرورة‭ ‬طرح‭ ‬المشاريع‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬عليه‭ ‬بالنفع‭ ‬والفائدة‭ ‬في‭ ‬البرلمان،‭ ‬ووجدت‭ ‬كل‭ ‬الترحيب‭ ‬من‭ ‬معاليها،‭ ‬كون‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬وكلنا‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أن‭ ‬يعطوا‭ ‬اهتماما‭ ‬أكبر‭ ‬للفن‭ ‬والثقافة‭ ‬كما‭ ‬وكيفا،‭ ‬لأن‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬كان‭ ‬ضئيلا‭ ‬قياسا‭ ‬بطموح‭ ‬الفنان‭ ‬البحريني‭ ‬وما‭ ‬بذله‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان‭.‬

نريد‭ ‬برلمانا‭ ‬أكثر‭ ‬التحاما‭ ‬بالفنان‭ ‬البحريني‭ ‬بالمعنى‭ ‬المتكامل‭ ‬للكلمة‭ ‬ويطرح‭ ‬قضاياه‭ ‬طرحا‭ ‬صحيحا‭ ‬ويعمل‭ ‬أعضاؤه‭ ‬بحزم‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬على‭ ‬تذليل‭ ‬كل‭ ‬الصعاب‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬طريقه،‭ ‬لأن‭ ‬الفنان‭ ‬مثل‭ ‬العالم‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬جو‭ ‬خاص‭ ‬لكي‭ ‬ينتج‭ ‬ويبدع‭ ‬ويحتل‭ ‬الجانب‭ ‬النفسي‭ ‬دورا‭ ‬حاسما‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وعندما‭ ‬يعيش‭ ‬الفنان‭ ‬في‭ ‬جو‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬الفن‭ ‬والإبداع،‭ ‬فإنه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يحس‭ ‬بالغربة‭ ‬فيغادر‭ ‬مثل‭ ‬اليتيم‭ ‬في‭ ‬العيد‭. ‬

إن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالفن‭ ‬والفنانين‭ ‬ظاهرة‭ ‬حضارية‭ ‬ذات‭ ‬مؤشرات‭ ‬تعكس‭ ‬تطور‭ ‬الوعي‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والثقافي‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬باعتبار‭ ‬الفن‭ ‬رافدا‭ ‬رئيسا‭ ‬يساهم‭ ‬بعطاءاته‭ ‬الفكرية‭ ‬والجمالية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصية‭ ‬الفرد‭ ‬وبالتالي‭ ‬المجتمع،‭ ‬ومن‭ ‬المظاهر‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬كان‭ ‬العناية‭ ‬بالفنانين‭ ‬وعدم‭ ‬التفريط‭ ‬في‭ ‬عبقريتهم‭ ‬الأصيلة،‭ ‬فهم‭ ‬ثروة‭ ‬للوطن‭ ‬والإنسانية‭. ‬فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لمعالي‭ ‬السيدة‭ ‬فوزية‭ ‬زينل‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬وقوفها‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الخلق‭ ‬والإبداع‭ ‬وتفهمها‭ ‬مشاكل‭ ‬الفنانين‭ ‬كبقية‭ ‬شؤون‭ ‬الوطن‭.‬