التعليم التطبيقي والصناعي والمهني في 92 عاما (2)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬قرار‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬نشرته‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬أكتوبر‭ ‬الحالي،‭ ‬مفاده‭ ‬“نقل‭ ‬تبعية‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬لكلية‭ ‬البحرين‭ ‬التقنية‭ (‬بوليتكنك‭ ‬البحرين‭)‬،‭ ‬لوضع‭ ‬خطة‭ ‬انتقالية‭ ‬بالتدابير‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ - ‬استراتيجية‭ ‬تعاون‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬التطبيقي‭ -‬بهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬مسار‭ ‬فني‭ ‬ومهني‭ ‬موحد‭ ‬لخريجي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التطبيقية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬بينها‭ ‬لتوفير‭ ‬الخيارات‭ ‬لتلبية‭ ‬طموح‭ ‬الطلبة‭ ‬واحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل”،‭ ‬مبتدئين‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق‭ ‬عن‭ ‬أساسيات‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬ميزانيات‭ (‬1928‭ - ‬1935‭). ‬

واليوم‭ ‬نكمل،‭ ‬انطلق‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬بإنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة‭ ‬بالمنامة‭ (‬1936‭)‬،‭ ‬وبمغادرة‭ ‬المدير‭ ‬البريطاني،‭ ‬وتوليها‭ ‬سعيد‭ ‬طبارة‭ (‬1940م‭) ‬–‭ ‬محمود‭ ‬شراقة،‭ ‬“تاريخ‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الثلاثينات‭ ‬إلى‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة”‭ ‬–‭ ‬موثقاً‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬لحيدر‭ ‬رضي‭. ‬وأسست‭ ‬بابكو‭ ‬مدرستها‭ ‬بالزلاق‭ (‬1948‭) ‬وانتقلت‭ ‬لعوالي‭ (‬1952‭)‬،‭ ‬بعدد‭ ‬قياسي‭ ‬284‭ ‬موظفا‭ ‬بحرينيا‭ (‬1953‭)‬،‭ ‬وبتولي‭ ‬أحمد‭ ‬العمران،‭ ‬إدارة‭ ‬التعليم‭ (‬1960‭) ‬لعب‭ ‬دوراً‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬“بابكو‭ ‬لإعداد‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬للتعليم‭ ‬الصناعي”‭ - ‬كتاب‭ ‬“من‭ ‬ذاكرة‭ ‬البحرين”‭ ‬د‭. ‬عبدالحميد‭ ‬المحادين‭.‬

في‭ ‬السبعينات‭ ‬والثمانينات‭ ‬سجل‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬بتأسيس‭ ‬مدرسة‭ ‬جدحفص‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية‭ (‬1970‭)‬،‭ ‬وافتتاح‭ ‬مدرسة‭ ‬المحرق‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية‭ ‬والجابرية‭ ‬الثانوية‭ ‬الصناعية‭ (‬1985‭)‬،‭ ‬ومدرسة‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬الثانوية‭ ‬بمدينة‭ ‬عيسى،‭ ‬ليصل‭ ‬عدد‭ ‬المدارس‭ ‬الصناعية‭ ‬إلى‭ ‬أربع‭ (‬1988‭). ‬ومع‭ ‬نمو‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬ومطلع‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة،‭ ‬سجل‭ (‬2003‭/ ‬2004‭) ‬تطوراً‭ ‬شاملاً‭ ‬للتعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬بإنشاء‭ ‬معهد‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بالمحرق،‭ ‬مقدماً‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬التخصصات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تلبي‭ ‬متطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬كتقنيات‭ ‬الحواسيب‭ ‬والطباعة‭ ‬والصيانة‭ ‬الهندسية،‭ ‬وشرع‭ (‬2005‭/ ‬2006‭) ‬بتطبيق‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬للشهادة‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬ببعض‭ ‬التخصصات‭ ‬الهندسية‭ ‬حتى‭ ‬الدبلوما‭ ‬الوطنية‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬التخصصات‭ (‬2006‭/ ‬2007‭). ‬

قصة‭ ‬الـ‭ ‬92‭ ‬عاماً‭ (‬1928‭ - ‬2020‭) ‬ومراحل‭ ‬النمو‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬التعليم‭ ‬الفني‭ ‬والصناعي‭ ‬والمهني‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬جعلته‭ ‬يستقطب‭ ‬زهاء‭ ‬خمس‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الطلبة‭ ‬البالغ‭ ‬33244،‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الثانوية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الدراسي‭ (‬2017‭ - ‬2018‭)‬،‭ ‬عاكسةً‭ ‬بذلك‭ ‬إقبال‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬“تعتبر‭ ‬غير‭ ‬مرغوبة”‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬كما‭ ‬شخصها‭ ‬بلجريف‭ ‬في‭ ‬تقاريره‭ ‬في‭ (‬1936‭).‬