سوالف

محاولة كتم أنفاس مياه الأمطار بالاجتماعات

| أسامة الماجد

إذا‭ ‬كانت‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬واضحة‭ ‬أمامنا،‭ ‬فإن‭ ‬صورة‭ ‬العمل‭ ‬المطلوب‭ ‬لمواجهتها‭ ‬تفرض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لكل‭ ‬ساعة‭ ‬بل‭ ‬لكل‭ ‬دقيقة‭ ‬ثمنها،‭ ‬وأخطر‭ ‬خطأ‭ ‬نقع‭ ‬فيه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بين‭ ‬قراراتنا‭ ‬وتحقيقها‭ ‬زمن‭ ‬مهدر‭ ‬أو‭ ‬زمن‭ ‬سلحفائي،‭ ‬ونحن‭ ‬اليوم‭ ‬مقبلون‭ ‬على‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬عملا‭ ‬جادا،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬تحمل‭ ‬كل‭ ‬شعارات‭ ‬الاحترافية‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الأطراف،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬“اجتمع‭ ‬فريق‭ ‬طوارئ‭ ‬الأمطار‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وشؤون‭ ‬البلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني،‭ ‬لبحث‭ ‬خطة‭ ‬العمل‭ ‬ومناقشة‭ ‬البرنامج‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬حيث‭ ‬سيتبع‭ ‬فريق‭ ‬طوارئ‭ ‬الأمطار‭ ‬الآلية‭ ‬ذاتها‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬العمل‭ ‬بموجبها‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬فريق‭ ‬لكل‭ ‬محافظة‭ ‬والتي‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها‭ ‬في‭ ‬توحيد‭ ‬الجهود‭ ‬بهدف‭ ‬تقليل‭ ‬الأضرار‭ ‬الناتجة‭ ‬عن‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار‭ ‬والتعامل‭ ‬معها‭ ‬خلال‭ ‬24‭ ‬ساعة”‭.‬

قبل‭ ‬دخول‭ ‬موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬ذكرت‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬النجاح‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬“أي‭ ‬2018”‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬مثلا،‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬النسبة‭ ‬في‭ ‬“2019”‭ ‬50‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬أو‭ ‬سيبقى‭ ‬الجرح‭ ‬مفتوحا‭ ‬إلى‭ ‬الأبد‭ ‬وأنوار‭ ‬وكشافات‭ ‬الاجتماعات‭ ‬مشتعلة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية،‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬كيف‭ ‬نصف‭ ‬كلمة‭ ‬“النجاح”‭ ‬التي‭ ‬ذكرها‭ ‬فريق‭ ‬طوارئ‭ ‬الأمطار‭ ‬والناس‭ ‬كانت‭ ‬تحملق‭ ‬في‭ ‬ذهول‭ ‬بغرق‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرقات‭ ‬بسبب‭ ‬تجمعات‭ ‬مياه‭ ‬الأمطار،‭ ‬والأضرار‭ ‬تأكل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬حولها‭ ‬بمنظرها‭ ‬الغريب‭ ‬والمخيف‭ ‬بتلك‭ ‬العيون‭ ‬المتوهجة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬أحد‭ ‬أن‭ ‬ينظر‭ ‬إليها‭ ‬طويلا‭.‬

موسم‭ ‬الأمطار‭ ‬يأتي‭ ‬سنويا‭ ‬وشوارع‭ ‬البحرين‭ ‬تغرق‭ ‬بالمياه،‭ ‬ويشتد‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬الاجتماعات‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ونتحدث‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الشخصية‭ ‬الأسطورية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬“الحلول”،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬الاكتشاف‭ ‬يصاحبه‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬الفشل‭ ‬وتكرار‭ ‬نفس‭ ‬الصورة،‭ ‬وكأننا‭ ‬أمام‭ ‬عمليات‭ ‬طويلة‭ ‬مضنية‭ ‬ومعقدة،‭ ‬فلا‭ ‬نعرف‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬البحر‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬السماء،‭ ‬أم‭ ‬أشياء‭ ‬أخرى‭ ‬نجري‭ ‬وراءها‭ ‬ونطاردها‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭.‬

الأمطار‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬تجر‭ ‬جسمها‭ ‬جرا‭ ‬ولا‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬شيء‭ ‬ورأسها‭ ‬هادئ،‭ ‬ونحن‭ ‬نحاول‭ ‬كتم‭ ‬أنفاسها‭ ‬بالاجتماعات‭!.‬