سوالف

عظمة الذات المحمدية

| أسامة الماجد

حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬ماكرون‭ ‬هي‭ ‬إعادة‭ ‬نشر‭ ‬الرسوم‭ ‬المسيئة‭ ‬للرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬ذلك‭ ‬كونه‭ ‬لايفقه‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الحرية‭ ‬واحترام‭ ‬الأديان،‭ ‬وشوكة‭ ‬التخلف‭ ‬مغروسة‭ ‬في‭ ‬قلوبهم،‭ ‬مجتمعات‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬احترام‭ ‬الآخر‭ ‬وانما‭ ‬تنادي‭ ‬به‭ ‬فقط‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الكماليات‭.‬

يقول‭ ‬المفكر‭ ‬عباس‭ ‬محمود‭ ‬العقاد‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“ما‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬الإسلام”‭ ‬“تلك‭ ‬عظمة‭ ‬الذات‭ ‬المحمدية،‭ ‬عظمة‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬استحقت‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬فيها‭ ‬رسالته‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المبين،‭ ‬ولن‭ ‬يستطيع‭ ‬مفكرو‭ ‬الغرب‭ ‬أن‭ ‬يتخلصوا‭ ‬من‭ ‬مألوفات‭ ‬التاريخ‭ ‬ومناوراته‭ ‬التقليدية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬يدركوا‭ ‬کیف‭ ‬جاوزت‭ ‬هذه‭ ‬العظمة‭ ‬كل‭ ‬مألوف،‭ ‬وكيف‭ ‬استطاعت‭ ‬بوحيها‭ ‬الإلهي‭ ‬مع‭ ‬وحيها‭ ‬الإنساني‭ ‬أن‭ ‬تكسب‭ ‬تلك‭ ‬المكانة‭ ‬العليا‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬الأقطاب،‭ ‬كل‭ ‬منهم‭ ‬يضيق‭ ‬به‭ ‬أفق‭ ‬الإكبار‭ ‬والإعجاب”‭.‬

إن‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬العرب‭ ‬والمسلمين‭ ‬وبدمائهم‭ ‬وشهدائهم،‭ ‬هي‭ ‬الرسالة‭ ‬السماوية‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬كتب‭ ‬لها‭ ‬الخلود‭ ‬والبقاء،‭ ‬والقرآن‭ ‬الذي‭ ‬نزل‭ ‬باللغة‭ ‬العربية‭ ‬هو‭ ‬الكتاب‭ ‬الوحيد‭ ‬السماوي‭ ‬الذي‭ ‬نجا‭ ‬من‭ ‬التزوير‭ ‬والتحريف‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬حفظه،‭ ‬وكل‭ ‬الرسالات‭ ‬السماوية‭ ‬السابقة‭ ‬انتهت‭ ‬تقريبا‭ ‬بانتقال‭ ‬الرسل‭ ‬إلى‭ ‬الرفيق‭ ‬الأعلى،‭ ‬ما‭ ‬عدا‭ ‬الرسالة‭ ‬المحمدية‭ ‬التي‭ ‬مازالت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬باقية‭ ‬بفضل‭ ‬الله،‭ ‬ثم‭ ‬بفضل‭ ‬المنافحين‭ ‬عنها‭ ‬والداعين‭ ‬إليها‭.‬

إن‭ ‬تصريحات‭ ‬ماكرون‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬تدهور‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬المشدودة‭ ‬إلى‭ ‬الأرض‭ ‬بالعنصرية‭ ‬وكره‭ ‬الإسلام‭ ‬والمسلمين،‭ ‬وبطلان‭ ‬وسخف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتفوهون‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬الإسلام‭ ‬أمامنا،‭ ‬فهم‭ ‬جميعا‭ ‬بلغوا‭ ‬ذات‭ ‬المستوى‭ ‬من‭ ‬محاربة‭ ‬الإسلام،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬أي‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬ببصره‭ ‬وعقله‭ ‬إلى‭ ‬عظمة‭ ‬الإسلام‭ ‬وعمق‭ ‬رسالته،‭ ‬وكيف‭ ‬أذهل‭ ‬المسلمين‭ ‬المؤرخين‭ ‬بفتح‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الرقعة‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬قرن‭.‬

من‭ ‬أكثر‭ ‬الأمور‭ ‬إثارة‭ ‬للسخرية‭ ‬تحدث‭ ‬فرنسا‭ ‬عن‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬الإنسان‭ ‬الفرنسي‭ ‬من‭ ‬تقدم‭ ‬علمي‭ ‬وتكنولوجي،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬بلا‭ ‬طريق‭ ‬أو‭ ‬هدف‭ ‬وشعور‭ ‬عميق‭ ‬باليأس‭ ‬والضيق‭ ‬والاضطرابات‭.‬