رؤيا مغايرة

يتاجر بأرواحهم باسم الدين

| فاتن حمزة

المشهد‭ ‬اليوم،‭ ‬امرأة‭ ‬تلقي‭ ‬طفليها‭ ‬من‭ ‬فوق‭ ‬نهر‭ ‬دجلة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬بإرادتها‭ ‬ومات‭ ‬الطفلان‭ ‬“دون‭ ‬قصد”،‭ ‬نعم‭ ‬هي‭ ‬ألقتهم‭ ‬ولكن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أوصلت‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الأليم‭ ‬هي‭ ‬السبب،‭ ‬ولسنا‭ ‬في‭ ‬وارد‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الأسباب‭ ‬الظاهرية‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬“القضاء‭ ‬منح‭ ‬أب‭ ‬الطفلين‭ ‬الحضانة‭ ‬عليهما‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬تطليقها‭ ‬بسبب‭ ‬مشاكل”،‭ ‬ولكن‭ ‬ضع‭ ‬تحت‭ ‬كلمة‭ ‬“مشاكل”‭ ‬ألف‭ ‬خط،‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬على‭ ‬اللبيب‭ ‬الفطن‭ ‬المتابع‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬ولتكن‭ ‬همسة‭ ‬في‭ ‬الأذن‭: ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يحلمون‭ ‬بعراق‭ ‬أجمل،‭ ‬أيقنوا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتاجر‭ ‬بأرواحهم‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭.‬

أما‭ ‬أنت‭ ‬أيتها‭ ‬المرأة‭ ‬العراقية‭ ‬رغم‭ ‬بشاعة‭ ‬فعلك،‭ ‬لن‭ ‬نلومك،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬أم‭ ‬تفعل‭ ‬هذا‭ ‬لولا‭ ‬عمق‭ ‬الدوافع،‭ ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬ولا‭ ‬نبرره،‭ ‬لكن‭ ‬نضيف‭ ‬أن‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬هذه‭ ‬لن‭ ‬يفهمها‭ ‬أصحاب‭ ‬العقول‭ ‬الساذجة،‭ ‬إلا‭ ‬إذا‭ ‬صاروا‭ ‬تحت‭ ‬تلك‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬أهلنا‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬حينها‭ ‬فقط‭ ‬سيدركون‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬فعلها‭ ‬ليس‭ ‬عنهم‭ ‬ببعيد‭.‬

اللهم‭ ‬أعد‭ ‬العراق‭ ‬كما‭ ‬كان،‭ ‬اللهم‭ ‬بدل‭ ‬أحوالهم‭ ‬وأرجع‭ ‬لهم‭ ‬الأمان‭ ‬وأبدل‭ ‬خوفهم‭ ‬أمنا،‭ ‬اللهم‭ ‬ألف‭ ‬بين‭ ‬قلوبهم‭ ‬ووحد‭ ‬صفوفهم‭ ‬واجبر‭ ‬كسرهم‭ ‬واجعلهم‭ ‬إخوة‭ ‬متآخين‭ ‬متكاتفين‭ ‬أمام‭ ‬أعدائهم‭.‬