سر تراجعات وتنازلات نظام الملالي ومدى جديتها (2)

| عاتقة خورسند

لم‭ ‬يعد‭ ‬خافيا‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬حتى‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬قادة‭ ‬ومسؤولو‭ ‬النظام‭ ‬يصرحون‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬يعلنونه‭ ‬في‭ ‬مجالسهم‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬والتأثير‭ ‬الذي‭ ‬قامت‭ ‬وتقوم‭ ‬به‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ممارسة‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬إثارة‭ ‬المواضيع‭ ‬والمسائل‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬بالمجالات‭ ‬الحساسة‭ ‬التي‭ ‬يخشاها‭ ‬النظام‭ ‬ومن‭ ‬كونها‭ ‬أكثر‭ ‬طرف‭ ‬لعب‭ ‬ويلعب‭ ‬دورا‭ ‬فعالا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭.‬

لكن‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نلاحظه‭ ‬وننتبه‭ ‬له‭ ‬كثيرا،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬المنظمة‭ ‬لا‭ ‬تتأثر‭ ‬بما‭ ‬يصدر‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬تراجعات‭ ‬وتنازلات‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬مواجهتها‭ ‬وصراعها‭ ‬ضده،‭ ‬لأنها‭ ‬تعلم‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬النظام‭ ‬بتغيير‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬مرتكزاته‭ ‬الأساسية‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬يقف‭ ‬عليها‭ ‬أي‭ ‬قمع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وتصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وسعيه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنتاج‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬وبنفس‭ ‬القوة‭ ‬والقدرة‭ ‬والجهد‭ ‬الحثيث‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬المنظمة‭ ‬قد‭ ‬مارسته‭ ‬وتمارسه‭ ‬بشأن‭ ‬كشف‭ ‬وفضح‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والتطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والبرنامج‭ ‬النووي،‭ ‬فإنها‭ ‬تقوم‭ ‬بممارسته‭ ‬بشأن‭ ‬التراجعات‭ ‬والتنازلات‭ ‬الشكلية‭ ‬الكاذبة‭ ‬والواهية‭ ‬والمخادعة‭ ‬له،‭ ‬إذ‭ ‬وكما‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬كذبه‭ ‬بخصوص‭ ‬حرصه‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬“الهزيل‭ ‬من‭ ‬أساسه”‭ ‬وطلبه‭ ‬من‭ ‬الموقعين‭ ‬على‭ ‬الاتفاق‭ ‬حث‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬العودة‭ ‬إليه‭ ‬عندما‭ ‬أعلنت‭ ‬عن‭ ‬معلومات‭ ‬بخصوص‭ ‬موقع‭ ‬سبند‭ ‬النووي‭ ‬الجديد‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬قرب‭ ‬طهران‭ ‬والذي‭ ‬يثبت‭ ‬خداع‭ ‬العالم‭ ‬والإصرار‭ ‬على‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬برنامجه‭ ‬المشبوه‭ ‬حتى‭ ‬النهاية‭.‬

الصراع‭ ‬الذي‭ ‬تخوضه‭ ‬المنظمة‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬هو‭ ‬صراع‭ ‬مصيري‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬منطقة‭ ‬وسطى‭ ‬أو‭ ‬خيار‭ ‬ثالث،‭ ‬فهو‭ ‬صراع‭ ‬الوجود‭ ‬والفناء‭ ‬لأن‭ ‬المنظمة‭ ‬تعلم‭ ‬وتعي‭ ‬جيدا‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬وإطلاقا‭ ‬جعل‭ ‬أفكار‭ ‬ومفاهيم‭ ‬ورؤى‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬تتلاءم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬والتعايش‭ ‬والتأقلم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يعني‭ ‬التعايش‭ ‬والتأقلم‭ ‬مع‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬وهو‭ ‬المستحيل‭ ‬بعينه‭. ‬“مجاهدين”‭.‬