لمحات

الحاجة إلى التغيير

| د.علي الصايغ

يقال‭ ‬إن‭ ‬“التغيير‭ ‬المستمر‭ ‬شيء‭ ‬ثابت‭ ‬في‭ ‬الحياة”،‭ ‬والإنسان‭ ‬بطبعه‭ ‬يحب‭ ‬التغيير،‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬أبسط‭ ‬الأمور‭ ‬كتغيير‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدي‭ ‬إلى‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬المطعم‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬الشراء‭ ‬منه،‭ ‬أو‭ ‬محطة‭ ‬الوقود‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬على‭ ‬تزويد‭ ‬مركبته‭ ‬منها،‭ ‬وهلم‭ ‬جرا،‭ ‬لكن‭ ‬الشيء‭ ‬الملفت‭ ‬حقيقة،‭ ‬والذي‭ ‬يتأكد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬تطلب‭ ‬التغيير،‭ ‬ولكن‭ ‬تغيير‭ ‬محيطهم،‭ ‬أما‭ ‬تغيير‭ ‬النفس‭ ‬فعملية‭ ‬صعبة،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬شجاعة،‭ ‬وإلى‭ ‬يقين،‭ ‬وإلى‭ ‬دراية‭ ‬ووعي‭ ‬ورؤية،‭ ‬وأهداف‭ ‬توضع‭ ‬نصب‭ ‬الأعين‭ ‬لبلوغها‭ ‬مع‭ ‬التحدي‭.‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬شخص‭ ‬راضٍ‭ ‬تماماً‭ ‬عن‭ ‬وضعه؛‭ ‬فالكل‭ ‬يتذمر،‭ ‬ويتمنى‭ ‬أن‭ ‬يتغير،‭ ‬إلا‭ ‬القلة‭ ‬القليلة‭ ‬التي‭ ‬تخاف‭ ‬التغيير‭ ‬وتتجنبه،‭ ‬وهو‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬ضعف‭ ‬إنساني،‭ ‬أو‭ ‬ربما‭ ‬ملجأ‭ ‬اتكالي‭ ‬بأن‭ ‬يتركوا‭ ‬مهمة‭ ‬التغيير‭ ‬إلى‭ ‬الآخرين،‭ ‬ويبقون‭ ‬هم‭ ‬على‭ ‬التل،‭ ‬مترقبين‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث،‭ ‬ويتعاملون‭ ‬معه‭ ‬حينها‭ ‬كيفما‭ ‬يقررون‭ ‬ويشاؤون‭.‬

لكن،‭ ‬هل‭ ‬يفلح‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة؟‭ ‬إن‭ ‬الإنسان‭ ‬يرتئي‭ ‬التغيير‭ ‬لحياة‭ ‬أفضل‭ ‬وأجمل،‭ ‬وقد‭ ‬تكون‭ ‬قراراته‭ ‬–‭ ‬أحياناً‭ - ‬غير‭ ‬مناسبة،‭ ‬فيستمر‭ ‬سعيه‭ ‬حتى‭ ‬بلوغ‭ ‬الهدف‭ ‬المراد،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يكتشف‭ ‬بأنه‭ ‬أخطأ‭ ‬في‭ ‬قراراته،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬منذ‭ ‬البدء‭ ‬على‭ ‬الجادة،‭ ‬وغدا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭ ‬غير‭ ‬المناسب،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ليست‭ ‬دعوات‭ ‬التغيير‭ ‬الداخلية‭ ‬كفيلة‭ ‬دائماً‭ ‬لوحدها‭ ‬بإحداث‭ ‬التغير‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الإنسان،‭ ‬بل‭ ‬تأمل‭ ‬فيما‭ ‬هم‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬حال،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬النظرة‭ ‬الثاقبة‭ ‬نحو‭ ‬المستقبل،‭ ‬ثم‭ ‬العمل،‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ ‬قد‭ ‬يصنع‭ ‬تغييراً‭ ‬مفلحاً‭ ‬يوماً‭ ‬ما‭.‬