سر تراجعات وتنازلات نظام الملالي ومدى جديتها (1)

| عاتقة خورسند

لو‭ ‬قمنا‭ ‬بمراجعة‭ ‬شفافة‭ ‬لمجريات‭ ‬الأمور‭ ‬والأحداث‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسه‭ ‬المشؤوم،‭ ‬فإنه‭ ‬يقوم‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬خطوة‭ ‬وإجراء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المهمة‭ ‬والحساسة‭ ‬التي‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬ويهتم‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وذلك‭ ‬بسياق‭ ‬يتفق‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الظاهر‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬ويرتأيه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭.‬

ولعل‭ ‬الأمثلة‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة‭ ‬هنا‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أهمها‭ ‬وأكثرها‭ ‬لفتا‭ ‬للأنظار‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمجالات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للنظام‭ ‬وتصديره‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وتدخلاته‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭. ‬

السؤال‭ ‬الذي‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬طرحه‭ ‬هنا‭ ‬والتمعن‭ ‬فيه‭ ‬بروية‭ ‬هو‭.. ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬النظام‭ ‬وأجبره‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بخطوة‭ ‬وإجراء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬حساسة‭ ‬كالتي‭ ‬ذكرناها‭ ‬آنفا؟‭ ‬هل‭ ‬لأنه‭ ‬صار‭ ‬فجأة‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬وأنه‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬وعيه‭ ‬وتخلى‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬وفكره؟‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬القبيل‭ ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬السؤالين‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يحدث‭ ‬بتاتا،‭ ‬فهذا‭ ‬النظام‭ ‬مثل‭ ‬النسبة‭ ‬الثابتة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتغير،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬ممارساته‭ ‬القمعية‭ ‬وتصديره‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬وسعيه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذرية‭ ‬بمثابة‭ ‬الأوكسجين‭ ‬الذي‭ ‬يتنفسه‭ ‬وبدونه‭ ‬فإنه‭ ‬يموت‭ ‬ويتلاشى،‭ ‬لكن‭ ‬إقدام‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬هكذا‭ ‬خطوات‭ ‬وإجراءات‭ ‬خضع‭ ‬لعاملين‭ ‬أساسيين‭ ‬يهتم‭ ‬بهما‭ ‬النظام‭ ‬كثيرا،‭ ‬وهما‭ ‬العامل‭ ‬الخارجي‭ ‬والعامل‭ ‬الداخلي‭. ‬

إذ‭ ‬إن‭ ‬إثارة‭ ‬ملفات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والبرنامج‭ ‬النووي‭ ‬للنظام‭ ‬وتصدير‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬والتدخلات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬وجعل‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬أولا‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬ثانيا‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بها‭ ‬وانعكاس‭ ‬وردود‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‭ ‬بمثابة‭ ‬المطرقة‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬النظام،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬الأخير‭ ‬يجد‭ ‬نفسه‭ ‬مرغما‭ ‬على‭ ‬التحرك‭ ‬باتجاه‭ ‬وسياق‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬الضرب‭ ‬والطرق‭ ‬على‭ ‬رأسه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬هكذا‭ ‬خطوات‭ ‬وإجراءات‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬السؤال‭ ‬الأهم‭ ‬والأكثر‭ ‬قوة‭ ‬وإلحاحا‭ ‬وهو؛‭ ‬من‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬العاملين‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬للتحرك‭ ‬ضد‭ ‬النظام‭ ‬وممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬عليه؟‭ ‬الملاحظة‭ ‬المهمة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننساها‭ ‬أبدا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬وعندما‭ ‬يتعرض‭ ‬لأمر‭ ‬طارئ‭ ‬يتأثر‭ ‬به‭ ‬سلبا‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬صعيد‭ ‬كان‭ ‬فإنه‭ ‬يبادر‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬سابق‭ ‬تفكير‭ ‬إلى‭ ‬اتهام‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬بذلك‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتوضح‭ ‬مليا‭ ‬وبصورة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬دأب‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬تنزالات‭ ‬وتراجعات‭ ‬فيها‭ (‬مع‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬شكلية‭ ‬والهدف‭ ‬منها‭ ‬امتصاص‭ ‬النقمة‭ ‬والضغط‭ ‬الداخلي‭ ‬والخارجي‭ ‬المسلط‭ ‬عليه‭)‬،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المجاهدين‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬يتربصون‭ ‬بالنظام‭ ‬ويتابعون‭ ‬أنفاسه‭ ‬بتلك‭ ‬المجالات‭ ‬ويراقبونه‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬ويقومون‭ ‬بكشف‭ ‬وفضح‭ ‬وإعلان‭ ‬ذلك‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬والعالم‭. ‬“مجاهدين”‭.‬