لماذا سينتخب الأميركيون ترامب؟

| بدور عدنان

مع‭ ‬بدء‭ ‬العد‭ ‬التنازلي‭ ‬لموعد‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأميركية‭ ‬لعام‭ ‬2020‭ ‬اشتد‭ ‬وحمي‭ ‬وطيس‭ ‬التنافس‭ ‬بين‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الحالي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬ومنافسه‭ ‬على‭ ‬كرسي‭ ‬الرئاسة‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬الأميركية‭ ‬وضعت‭ ‬المرشح‭ ‬عن‭ ‬الحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬في‭ ‬الطليعة‭ ‬بفارق‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬عشر‭ ‬نقاط‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النخب‭ ‬السياسية‭ ‬تعلم‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬حتمية‭ ‬فوز‭ ‬بايدن‭ ‬بكرسي‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬ربما‭ ‬يتكرر‭ ‬من‭ ‬الانتخابات‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬وضعت‭ ‬فيها‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأي‭ ‬المرشحة‭ ‬آنذاك‭ ‬هيلاري‭ ‬كلينتون‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬فاز‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭.‬

في‭ ‬قراءة‭ ‬سريعة‭ ‬لوضع‭ ‬وفرص‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬ترامب‭ ‬بالفوز‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الانتخابات،‭ ‬شخصياً‭ ‬أعتقد‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬الوفرة‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أنها‭ ‬سترجح‭ ‬كفته،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الحالي‭ ‬قاد‭ ‬دفة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬خلال‭ ‬الأربع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬ما‭ ‬يعطي‭ ‬المواطن‭ ‬الأميركي‭ ‬فرصة‭ ‬لتقييمه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬لا‭ ‬وعودا‭ ‬وبرامج‭ ‬انتخابية‭ ‬على‭ ‬الورق،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬منافسه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬قد‭ ‬تبوأ‭ ‬منصب‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬باراك‭ ‬أوباما‭ ‬خلال‭ ‬فترات‭ ‬سابقة‭.‬

من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬جاء‭ ‬بخلفية‭ ‬اقتصادية‭ ‬بحتة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬توجه‭ ‬واهتمام‭ ‬الشعب‭ ‬الأميركي‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬رئيس‭ ‬يركز‭ ‬ويحسن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمعيشية‭ ‬للشعب‭ ‬الأميركي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬دأبت‭ ‬القيادات‭ ‬الأميركية‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬الانخراط‭ ‬بحروب‭ ‬ومعارك‭ ‬أجهدت‭ ‬واستنزفت‭ ‬الميزانية‭ ‬الأميركية‭ ‬لسنين‭ ‬مضت،‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬نجح‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬وقفه‭ ‬عندما‭ ‬صب‭ ‬اهتمامه‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬والنهوض‭ ‬به‭ ‬بخوض‭ ‬معارك‭ ‬اقتصادية،‭ ‬على‭ ‬الطرف‭ ‬الآخر‭ ‬حاول‭ ‬ترامب‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬عدم‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬معارك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بسحب‭ ‬القوات‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬خطوة‭ ‬تهدف‭ ‬لتقليل‭ ‬المصروفات‭ ‬وعدم‭ ‬إرهاق‭ ‬الميزانية‭ ‬الأميركية‭.‬

نجاح‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالشأن‭ ‬والاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬الداخلي‭ ‬يعتبر‭ ‬أبرز‭ ‬المرتكزات‭ ‬التي‭ ‬ستبقي‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬أشخاص‭ ‬بعقلية‭ ‬اقتصادية‭ ‬لانتشال‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬التبعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭.‬