زبدة القول

العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وكورونا

| د. بثينة خليفة قاسم

كل‭ ‬يوم‭ ‬يأتينا‭ ‬دليل‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الطبيعة‭ ‬أو‭ ‬التعامل‭ ‬السيء‭ ‬مع‭ ‬البيئة‭ ‬وراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شقاء‭ ‬البشر،‭ ‬وكما‭ ‬تقول‭ ‬الآية‭ ‬الكريمة‭ ‬“ظَهَرَ‭ ‬الْفَسَادُ‭ ‬فِي‭ ‬الْبَرِّ‭ ‬وَالْبَحْرِ‭ ‬بِمَا‭ ‬كَسَبَتْ‭ ‬أَيْدِي‭ ‬النَّاسِ”‭. ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬مهم‭ ‬لحياة‭ ‬بني‭ ‬البشر،‭ ‬وصحيح‭ ‬أن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬سهلت‭ ‬حياة‭ ‬البشر‭ ‬وألغت‭ ‬المسافات‭ ‬تماما‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الكرة‭ ‬الأرضية،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬يعود‭ ‬على‭ ‬البشرية‭ ‬بألوان‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الشقاء‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬لا‭ ‬يحترم‭ ‬توازنات‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬الله‭ ‬ويركز‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الكسب‭ ‬المادي‭ ‬وامتلاك‭ ‬المال‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬الذي‭ ‬تدفعه‭ ‬الطبيعة،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬درجة‭ ‬الإفساد‭ ‬للهواء‭ ‬الذي‭ ‬يتنفسه‭ ‬البشر،‭ ‬وليس‭ ‬انتشار‭ ‬الأمراض‭ ‬والأوبئة‭ ‬الفتاكة‭ ‬سوى‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعامل‭ ‬الإنسان‭ ‬مع‭ ‬الطبيعة‭ ‬وبعده‭ ‬عن‭ ‬الفطرة‭ ‬التي‭ ‬خلقها‭ ‬الله‭.‬

قرأت‭ ‬قبل‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬أن‭ ‬دراسة‭ ‬صينية‭ ‬متعلقة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬الرضاعة‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬هجرتها‭ ‬أغلبية‭ ‬النساء‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬جمالهن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الوقاية‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬غريبا،‭ ‬فلبن‭ ‬الأم‭ ‬كما‭ ‬أثبت‭ ‬الأطباء‭ ‬يقوي‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬ويقوي‭ ‬ذكاء‭ ‬الطفل‭ ‬ويعطيه‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬الجسم‭ ‬والعقل‭. ‬

وأكدت‭ ‬الدراسة‭ ‬أن‭ ‬الأمهات‭ ‬المرضعات‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كن‭ ‬مصابات‭ ‬بعدوى‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬نشرته‭ ‬“تايمز”‭ ‬البريطانية،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يرضعن‭ ‬أطفالهن‭ ‬حديثي‭ ‬الولادة،‭ ‬وقال‭ ‬باحثون‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬بكين‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬الكيميائية‭ ‬إن‭ ‬بروتينات‭ ‬مصل‭ ‬الحليب‭ ‬من‭ ‬ثدي‭ ‬الأم‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬منع‭ ‬الارتباط‭ ‬الفيروسي‭ ‬وتحول‭ ‬دون‭ ‬دخول‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تكاثر‭ ‬الفيروس‭ ‬بعد‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬الجسم‭.‬

هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬تضيف‭ ‬فائدة‭ ‬جديدة‭ ‬لفوائد‭ ‬لبن‭ ‬الأم‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطفل‭ ‬وتوجه‭ ‬رسالة‭ ‬للأمهات‭ ‬اللاتي‭ ‬تشغلهن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬جمالهن‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬صحة‭ ‬أبنائهن‭.‬

وصدق‭ ‬الله‭ ‬العظيم‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬“وَالْوَالِدَاتُ‭ ‬يُرْضِعْنَ‭ ‬أَوْلَادَهُنَّ‭ ‬حَوْلَيْنِ‭ ‬كَامِلَيْنِ‭ ‬ۖ‭ ‬لِمَنْ‭ ‬أَرَادَ‭ ‬أَن‭ ‬يُتِمَّ‭ ‬الرَّضَاعَةَ”،‭ ‬ففي‭ ‬هذين‭ ‬العامين‭ ‬يكون‭ ‬الطفل‭ ‬قد‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬الحصانة‭ ‬التي‭ ‬تحميه‭ ‬من‭ ‬الفيروسات‭ ‬والميكروبات‭. ‬إنها‭ ‬الفطرة‭ ‬التي‭ ‬يتخلى‭ ‬عنها‭ ‬الإنسان‭ ‬فيخسر‭ ‬الكثير‭.‬