التعليم التطبيقي والصناعي والمهني في 92 عاما (1)

| د. حسين المهدي

في‭ ‬14‭ - ‬10‭ - ‬2020،‭ ‬نشرت‭ ‬“البلاد”‭ ‬خبر‭ ‬“نقل‭ ‬تبعية‭ ‬معهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب‭ ‬لكلية‭ ‬البحرين‭ ‬التقنية‭ ‬“بوليتكنك‭ ‬البحرين””‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬للمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭ ‬برئاسة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬مبارك‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقنية‭ ‬الاتصال‭ ‬المرئي،‭ ‬لوضع‭ ‬“خطة‭ ‬انتقالية‭ ‬بالتدابير‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬والإدارية‭ ‬والمالية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ -‬استراتيجية‭ ‬تعاون‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬التطبيقي‭ ‬بهدف‭ ‬إيجاد‭ ‬مسار‭ ‬فني‭ ‬ومهني‭ ‬موحد‭ ‬لخريجي‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانوية”،‭ ‬كأحد‭ ‬مخرجات‭ ‬فرق‭ ‬استراتيجيات‭ ‬التعليم‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬المدرسي،‭ ‬والهادف‭ ‬“لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬التطبيقية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬لتحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬بينها‭ ‬لتوفير‭ ‬الخيارات‭ ‬لتلبية‭ ‬طموح‭ ‬الطلبة‭ ‬واحتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل”‭.‬

فمن‭ ‬خلال‭ ‬بحثنا‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬النقلة‭ ‬أعلاه‭ ‬مثلت‭ ‬محطة‭ ‬من‭ ‬محطات‭ ‬تنمية‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب،‭ ‬وأن‭ ‬بدايات‭ ‬التعليم‭ ‬المهني‭ ‬والصناعي،‭ ‬وفقا‭ ‬لكتاب‭ ‬الشيخة‭ ‬مي‭ ‬بنت‭ ‬محمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬“مئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬النظامي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭: ‬السنوات‭ ‬الأولى‭ ‬للتأسيس‭ (‬1999‭)‬”‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬92‭ ‬عاما،‭ ‬حيث‭ ‬رصدت‭ ‬الجزء‭ ‬الخاص‭ ‬بالتعليم‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الحكومية‭ ‬لبلجريف،‭ ‬مركزة،‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬تخصيص‭ ‬ميزانية‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ (‬1928‭ -‬‭ ‬1929‭)‬،‭ ‬مبلغ‭ ‬12000‭ ‬روبية‭ ‬لإنشاء‭ ‬مدرسة‭ ‬للتعليم‭ ‬المهني‭ ‬لإجمالي‭ ‬ميزانية‭ ‬التعليم‭ ‬الـ‭ ‬40000‭ ‬روبية،‭ ‬مختتماً‭ ‬تقريره‭ ‬بتبيانه‭ ‬“ولابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ماسة‭ ‬للتعليم‭ ‬المهني‭ ‬والزراعي‭ ‬في‭ ‬البحرين”‭ ‬مضيفاً‭ ‬“ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي‭ (‬1928‭) ‬جميع‭ ‬المهنيين‭ ‬من‭ ‬الأجانب”‭. ‬ثم‭ ‬نراه‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬التعليم‭ ‬المهني‭ ‬في‭ (‬1933‭ - ‬1934‭) ‬قائلاً‭ ‬“فإننا‭ ‬لو‭ ‬توفرت‭ ‬لنا‭ ‬المبالغ‭ ‬المطلوبة‭ ‬فسوف‭ ‬ندخل‭ ‬تعليم‭ ‬المهن‭ ‬الحرفية‭ ‬مثل‭ ‬النجارة‭ ‬والبناء‭ ‬والأعمال‭ ‬الجلدية”‭. ‬وشهد‭ ‬التعليم‭ ‬الصناعي‭ ‬Technical‭ (‬1936‭) ‬“تأسيس‭ ‬فصلين‭ ‬فنيين‭ ‬لتعليم‭ ‬الطلاب‭ ‬النجارة‭ ‬والأعمال‭ ‬الميكانيكية‭ ‬بالهداية‭ ‬بالمحرق‭ ‬وبالغربية‭ ‬بالمنامة،‭ ‬ثم‭ ‬إضافة‭ ‬فصلين‭ ‬لتعليم‭ ‬البرادة‭ ‬والحدادة”‭. ‬وشهد‭ (‬1937‭) ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬صناعية‭ ‬حكومية‭ ‬بالمنامة‭ ‬–‭ ‬وهي‭ ‬أولى‭ ‬المدارس‭ ‬المهنية‭ ‬Vocational‭ ‬المتخصصة‭ ‬–‭ ‬لحقت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الفصول،‭ ‬وتم‭ ‬الانتهاء‭ ‬في‭ (‬1938‭) ‬من‭ ‬“بناء‭ ‬ورشة‭ ‬عمال‭ ‬لأعمال‭ ‬النجارة‭ ‬والحدادة‭. ‬وأصبح‭ ‬المقرر‭ ‬الدراسي‭ ‬للمدرسة‭ ‬سنتين‭ ‬فقط‭ ‬مع‭ ‬صرف‭ ‬15‭ ‬روبية‭ ‬كمكافآت‭ ‬شهرية‭ ‬للطلاب‭ ‬لتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬الالتحاق‭ ‬بها‭.‬

وبعد‭ ‬عامين‭ ‬التحق‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة،‭ ‬بشركة‭ ‬بابكو‭ ‬“براتب‭ ‬شهري‭ ‬60‭ ‬روبية”،‭ ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬الماهرة‭ ‬والمدربة‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬النفط،‭ ‬في‭ (‬1948‭) ‬افتتحت‭ ‬مدرسة‭ ‬بابكو‭ ‬في‭ ‬الزلاق،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مبناها‭ ‬الجديد‭ ‬في‭ ‬عوالي‭ ‬في‭ (‬1952‭)‬،‭ ‬والتحق‭ ‬بها‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬التالية‭ (‬1953‭) ‬فقط‭ ‬284‭ ‬موظفا‭ ‬بحرينيا‭. ‬وللمقال‭ ‬تتمة‭.‬