المسؤولية الاجتماعية لشركات الاتصالات

| مريم أبودريس

أجبرت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قياسي،‭ ‬وباتت‭ ‬معظم‭ ‬الخدمات‭ ‬المقدمة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬وذلك‭ ‬الأمر‭ ‬يشمل‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬والتسوق‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬حكومية‭ ‬وخاصة‭ ‬تُدار‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬ما‭ ‬سهل‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬إتمام‭ ‬معاملاتهم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وجهد‭ ‬أقل‭.‬

العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬أيضاً‭ ‬خضعت‭ ‬اضطرارياً‭ ‬لهذا‭ ‬التغيير،‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراحل‭ ‬الدراسية‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬لاستمرار‭ ‬تعليمهم‭ ‬ومتابعتهم‭ ‬المستجدات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬وما‭ ‬شكّل‭ ‬ضغطاً‭ ‬على‭ ‬الاستخدام‭ ‬حيث‭ ‬تفاجأ‭ ‬معظم‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬بانتهاء‭ ‬رصيد‭ ‬باقاتهم‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الشهر‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬الكثيرين‭ ‬على‭ ‬تجديد‭ ‬الباقة‭ ‬ودفع‭ ‬مبالغ‭ ‬إضافية‭ ‬حتى‭ ‬يتمكن‭ ‬أبناؤهم‭ ‬من‭ ‬متابعة‭ ‬الدروس‭ ‬وإتمام‭ ‬الواجبات‭ ‬المطلوبة‭.‬

نتساءل‭ ‬بصدق‭ ‬أين‭ ‬شركات‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بالجميع‭ ‬مسببةً‭ ‬ضغوطاً‭ ‬اقتصادية‭ ‬متتالية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الأصعدة،‭ ‬أليس‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب‭ ‬لإبداء‭ ‬بعض‭ ‬الاهتمام‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬وتقديم‭ ‬عروض‭ ‬منصفة‭ ‬ومراعية‭ ‬للظروف‭ ‬المادية‭ ‬لأولياء‭ ‬الأمور‭.‬

هذه‭ ‬فرصة‭ ‬جيدة‭ ‬للوصول‭ ‬لجميع‭ ‬المنازل‭ ‬والعملاء‭ ‬الحاليين‭ ‬والمحتملين‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬التكافل‭ ‬المجتمعي‭ ‬بدون‭ ‬إعلانات‭ ‬مكلفة‭ ‬وبطريقة‭ ‬تضمن‭ ‬ولاء‭ ‬العملاء‭ ‬لفترات‭ ‬زمنية‭ ‬طويلة‭. ‬

لقد‭ ‬ساهم‭ ‬الجميع‭ ‬كلٌ‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬في‭ ‬تخفيف‭ ‬وقع‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬المتضررين،‭ ‬فالحكومة‭ ‬تكفلت‭ ‬بالكثير‭ ‬منذ‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬لكنها‭ ‬ليست‭ ‬المسؤول‭ ‬الوحيد‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬فالمسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬تحتّم‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تقديم‭ ‬ما‭ ‬يمكن،‭ ‬كل‭ ‬في‭ ‬مجاله،‭ ‬وإننا‭ ‬نعوّل‭ ‬على‭ ‬الحس‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬إدارات‭ ‬هذه‭ ‬الشركات،‭ ‬ونتأمل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الداعمين‭ ‬لأبنائنا‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬مسيرة‭ ‬العلم‭ ‬والتعلم‭.‬