ما وراء الحقيقة

سارقو التاريخ... سرقة الوحدة العربية

| د. طارق آل شيخان الشمري

لقد‭ ‬ابتليت‭ ‬البشرية‭ ‬والإنسانية‭ ‬بشعب‭ ‬خليط‭ ‬لا‭ ‬حضارة‭ ‬ولا‭ ‬هوية‭ ‬له،‭ ‬ولا‭ ‬أصل‭ ‬ولا‭ ‬فصل‭ ‬له،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أغرت‭ ‬طلائعهم‭ ‬المنغولية‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬رعاع‭ ‬وسراق‭ ‬وقاطعي‭ ‬طرق‭ ‬ومشردين،‭ ‬للانضمام‭ ‬لهذا‭ ‬الخليط‭ ‬العرقي‭ ‬العفن‭ ‬القادم‭ ‬من‭ ‬منغوليا،‭ ‬وانضم‭ ‬لهم‭ ‬مشردون‭ ‬أذريون‭ ‬كازاخ‭ ‬وقوقاز‭ ‬وفرس‭ ‬وأرمن‭ ‬وبلغار‭ ‬وبقايا‭ ‬اليونانيين‭ ‬والبيزنطيين‭ ‬وبعض‭ ‬الكرد‭ ‬والعرب،‭ ‬وتستروا‭ ‬خلف‭ ‬كذبة‭ ‬الفتوحات‭ ‬الإسلامية،‭ ‬ليكونوا‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المسخ‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وبالا‭ ‬على‭ ‬الإنسانية،‭ ‬هدفه‭ ‬هو‭ ‬بناء‭ ‬اسم‭ ‬له‭ ‬بين‭ ‬الأمم‭ ‬والحضارات،‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬السرقات‭ ‬والقتل‭ ‬والتدمير‭ ‬وإبادة‭ ‬البشر‭ ‬والحقد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يمت‭ ‬للحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بصلة‭.‬

ولم‭ ‬يكتف‭ ‬العثمانيون‭ ‬الرعاع‭ ‬وسلاطينهم‭ ‬الصعاليك‭ ‬باحتلال‭ ‬وتدمير‭ ‬الحضارة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومنع‭ ‬أي‭ ‬تطور‭ ‬أو‭ ‬بحث‭ ‬علمي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون،‭ ‬بل‭ ‬عمدوا‭ ‬لتفتيت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬وتقسيم‭ ‬أراضيها‭ ‬وتقسيم‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬وفصلها‭ ‬عن‭ ‬محيطها‭ ‬العربي،‭ ‬فبلاد‭ ‬الشام‭ ‬فصلوها‭ ‬جغرافيا‭ ‬ومجتمعيا‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬والعراق،‭ ‬وليبيا‭ ‬فصلوها‭ ‬عن‭ ‬تونس‭ ‬ومصر،‭ ‬وقاموا‭ ‬بزرع‭ ‬الانتماء‭ ‬المجتمعي‭ ‬والجغرافي‭ ‬الضيق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الانتماء‭ ‬المجتمعي‭ ‬والجغرافي‭ ‬العربي‭ ‬الأكبر،‭ ‬وقاموا‭ ‬بتنصيب‭ ‬عملاء‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الجغرافية‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات‭ ‬ضيقة‭ ‬الانتماء‭ ‬العربي،‭ ‬حتى‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬استعباد‭ ‬العرب،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬تقوم‭ ‬لهم‭ ‬قائمة‭ ‬يتحدون‭ ‬فيها‭ ‬حثالة‭ ‬البشر‭ ‬“الرعاع‭ ‬العثمانيين”‭.‬

واستمروا‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬النهج‭ ‬القذر‭ ‬والخبيث‭ ‬طوال‭ ‬القرون‭ ‬الماضية،‭ ‬حتى‭ ‬سقطت‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬إلى‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ،‭ ‬لنتفاجأ‭ ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬بأننا‭ ‬كنا‭ ‬مقسمين‭ ‬ومنقسمين‭ ‬إلى‭ ‬مجتمعات،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬بسبب‭ ‬حثالة‭ ‬البشرية‭ ‬العثمانيين،‭ ‬الذين‭ ‬دمروا‭ ‬كل‭ ‬حضارة‭ ‬إنسانية‭ ‬وسرقوا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ونهبوا‭ ‬خيرات‭ ‬البلاد‭ ‬التي‭ ‬يحتلونها،‭ ‬وكانوا‭ ‬وبالا‭ ‬على‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬ومزقوا‭ ‬وحدتها‭ ‬وسرقوها‭. ‬وللسرقات‭ ‬بقية‭.‬