مجلس الرئيس... مبادرة كريمة

| د. عبدالله الحواج

رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬سيظل‭ ‬دائمًا‭ ‬وأبدًا‭ ‬رمزًا‭ ‬لكل‭ ‬جهد‭ ‬إنساني‭ ‬خلاق،‭ ‬لكل‭ ‬عمل‭ ‬وطني‭ ‬دؤوب،‭ ‬ولكل‭ ‬مكارم‭ ‬أخلاقية‭ ‬لا‭ ‬تغرب‭ ‬عنها‭ ‬الشمس،‭ ‬مؤخرًا‭ ‬أصدر‭ ‬سموه‭ ‬توجيهاته‭ ‬الكريمة‭ ‬بإعفاء‭ ‬411‭ ‬من‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬من‭ ‬غرامات‭ ‬التأخير‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬عليهم‭ ‬بسبب‭ ‬تأخرهم‭ ‬في‭ ‬تجديد‭ ‬تراخيص‭ ‬مزاولتهم‭ ‬للمهن‭ ‬الطبية،‭ ‬النظام‭ ‬نظام‭ ‬صحيح،‭ ‬لكن‭ ‬العفو‭ ‬عند‭ ‬المقدرة،‭ ‬صحيح‭ ‬أيضًا،‭ ‬والرحمة‭ ‬فوق‭ ‬العدل‭ ‬أحيانًا‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬صحيح‭ ‬كذلك،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬تخرج‭ ‬علينا‭ ‬الصحف‭ ‬مهللة‭ ‬بالمكرمات،‭ ‬بالتوجيهات‭ ‬الإنسانية‭ ‬السديدة،‭ ‬بالمواقف‭ ‬الوطنية‭ ‬الشامخة،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬يبادر،‭ ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬يوجه،‭ ‬ودائمًا‭ ‬ما‭ ‬يتقدم‭ ‬المواكب‭ ‬لكي‭ ‬يطلق‭ ‬توجيهاته‭ ‬الكريمة‭ ‬باتجاه‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهبط‭ ‬بردًا‭ ‬وسلامًا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬اقتصادي‭ ‬يعاني،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مرفق‭ ‬حيوي‭ ‬يئن،‭ ‬أو‭ ‬باتجاه‭ ‬نخب‭ ‬فئوية،‭ ‬وجماعات‭ ‬مهنية‭ ‬مطلوب‭ ‬منها‭ ‬أن‭ ‬تعيش‭ ‬الطوارئ‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬والقلق‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬والسهر‭ ‬على‭ ‬راحتهم‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭.‬

وها‭ ‬نحن‭ ‬نقف‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الطواقم‭ ‬الطبية‭ ‬المكافحة‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬للتصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬طال‭ ‬أمدها‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬سوى‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬الكيفية‭ ‬والمدة‭ ‬الزمنية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ترحل‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬عالمنا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كبدته‭ ‬من‭ ‬الخسائر‭ ‬والضحايا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكبده‭ ‬جائحة‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬الطويل‭.‬

لقد‭ ‬تصدت‭ ‬الجيوش‭ ‬البيضاء‭ ‬وصمدت‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬أمام‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين،‭ ‬عرضت‭ ‬حياتها‭ ‬للخطر،‭ ‬وحاولت‭ ‬بل‭ ‬واستماتت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬دافعت‭ ‬عن‭ ‬شريعة‭ ‬أهل‭ ‬العلم،‭ ‬وقوافل‭ ‬المواجهة،‭ ‬وقفت‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬حماية‭ ‬الإنسان‭ ‬والإنسانية‭ ‬من‭ ‬الوباء،‭ ‬بذلت‭ ‬الغالي‭ ‬والنفيس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬موقعًا‭ ‬مشرفًا‭ ‬بين‭ ‬أمة‭ ‬الكون‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬الغامض،‭ ‬موجة‭ ‬أولى‭ ‬منذ‭ ‬فبراير،‭ ‬وموجات‭ ‬أخرى‭ ‬على‭ ‬الطريق،‭ ‬العالم‭ ‬يضرب‭ ‬أخماسًا‭ ‬في‭ ‬أسداس،‭ ‬يتسابق‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬لقاح،‭ ‬ويدعي‭ ‬من‭ ‬يدعي‭ ‬أنه‭ ‬قاب‭ ‬قوسين‭ ‬أو‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الكشف‭ ‬المبين،‭ ‬لكن‭ ‬الهول‭ ‬كل‭ ‬الهول‭ ‬يصيبنا‭ ‬عندما‭ ‬تخرج‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬علينا‭ ‬بنفي‭ ‬للخبر،‭ ‬ومصادرة‭ ‬للقاح‭ ‬المزعوم‭.‬

و‭... ‬وسط‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المكابدات‭ ‬نجد‭ ‬طواقمنا‭ ‬الطبية‭ ‬صامدة،‭ ‬لا‭ ‬تكل‭ ‬ولا‭ ‬تمل‭ ‬ولا‭ ‬تجأر‭ ‬بالشكوى،‭ ‬لذلك‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬كتائبنا‭ ‬البيضاء‭ ‬المقاتلة،‭ ‬فجاء‭ ‬توجيهه‭ ‬الكريم‭ ‬في‭ ‬موعده،‭ ‬لا‭ ‬غرامات‭ ‬على‭ ‬كوادرنا‭ ‬الطبية‭ ‬إذا‭ ‬تأخروا‭ ‬عن‭ ‬تجديد‭ ‬تراخيص‭ ‬مزاولتهم‭ ‬لمهنتهم‭ ‬المقدسة،‭ ‬ولا‭ ‬عقاب‭ ‬يذكر‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬تحديدًا‭ ‬لا‭ ‬تجد‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬ما‭ ‬يساعدها‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بواجب‭ ‬آخر‭ ‬أكثر‭ ‬أهمية‭ ‬من‭ ‬الوقوف‭ ‬صفًا‭ ‬واحدًا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬وباء‭ ‬طال‭ ‬أمده،‭ ‬وباتجاه‭ ‬جائحة‭ ‬لم‭ ‬يحن‭ ‬موعد‭ ‬انقضاء‭ ‬مهمتها‭.‬

تحية‭ ‬للرئيس‭ ‬القائد‭ ‬على‭ ‬لفتاته‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وعلى‭ ‬توجيهاته‭ ‬الكريمة،‭ ‬والتي‭ ‬مازلنا‭ ‬نفخر‭ ‬بها،‭ ‬ومازالت‭ ‬أيادينا‭ ‬مرفوعة‭ ‬للسماء‭ ‬بالدعاء‭ ‬إلى‭ ‬سموه،‭ ‬راجين‭ ‬من‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬أن‭ ‬يديم‭ ‬على‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬نعمة‭ ‬الصحة‭ ‬والعافية‭ ‬وأن‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬وطنه‭ ‬الغالي‭ ‬سليمًا‭ ‬معافى،‭ ‬إنه‭ ‬سميع‭ ‬مجيب‭.‬