ومضة قلم

الوعي بخطر الوباء

| محمد المحفوظ

القراءة‭ ‬الأولية‭ ‬للإحصاءات‭ ‬اليومية‭ ‬حول‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬يتنامى‭ ‬بصورة‭ ‬ملحوظة،‭ ‬ولا‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬إشادة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بروح‭ ‬المسؤولية‭ ‬التي‭ ‬أبداها‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬بالالتزام‭ ‬بالإجراءات‭. ‬طبعا‭ ‬جاءت‭ ‬النتائج‭ ‬مثمرة‭ ‬وكشفت‭ ‬تحسنا‭ ‬ملحوظا‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الحالات‭ ‬القائمة‭ ‬يوميا‭.‬

الإعلان‭ ‬عن‭ ‬انخفاض‭ ‬الحالات‭ ‬بث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الجميع‭ ‬والأمل‭ ‬بإمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬حد،‭ ‬وليس‭ ‬بعيدا‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الوباء‭ ‬بصورة‭ ‬نهائية‭. ‬لقد‭ ‬تأكد‭ ‬جليا‭ ‬أنّ‭ ‬الوعي‭ ‬والالتزام‭ ‬لدى‭ ‬الأغلبية‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬الأجدى‭ ‬للتصدي‭ ‬ومكافحة‭ ‬الوباء،‭ ‬وأنّ‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬وعي‭ ‬المواطن‭ ‬كان‭ ‬ناجحا‭ ‬وصائبا‭. ‬صحيح‭ ‬أنّ‭ ‬البعض‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬وباء‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬بوصفه‭ ‬فيروسا‭ ‬كبقية‭ ‬الفيروسات‭ ‬كالأنفلونزا،‭ ‬وهذا‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬جهل‭ ‬مطبق‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬ثانية‭ ‬كان‭ ‬نتيجة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الترويج‭ ‬له‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬غير‭ ‬المؤهلين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحملون‭ ‬أدنى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬الطبية،‭ ‬وهذا‭ ‬مؤسف‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬وقد‭ ‬أفضى‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬وانتشار‭ ‬واسع‭ ‬للحالات‭.‬

وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬بالغ‭ ‬الخطورة‭ ‬في‭ ‬إشاعة‭ ‬معلومات‭ ‬لا‭ ‬صلة‭ ‬لها‭ ‬بالواقع،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬الاستخفاف‭ ‬بالوباء،‭ ‬والمحزن‭ ‬أنّ‭ ‬الكثيرين‭ ‬أخذوا‭ ‬الأمور‭ ‬كحقائق‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للدحض،‭ ‬فهناك‭ ‬كنموذج‭ ‬من‭ ‬نعت‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬خبير‭ ‬في‭ ‬الأوبئة‭ ‬وحذر‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬تصور‭ ‬الوباء،‭ ‬مطالبا‭ ‬بالتعامل‭ ‬معه‭ ‬كأي‭ ‬وباء‭ ‬آخر،‭ ‬مدعما‭ ‬كلامه‭ ‬بأنّ‭ ‬نسبة‭ ‬المتوفين‭ ‬لا‭ ‬تتعدى‭ ‬الـ‭ ‬2‭ % ‬فقط‭! ‬وهذا‭ ‬بنظره‭ ‬لا‭ ‬يستدعي‭ ‬ما‭ ‬ينتاب‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬هلع‭!‬

لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬أحدا‭ ‬يقر‭ ‬بأنّ‭ ‬الهلع‭ ‬الشديد‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬حالة‭ ‬صحية،‭ ‬ذلك‭ ‬أنّ‭ ‬عواقبه‭ ‬وخيمة‭ ‬لما‭ ‬يفضي‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مضاعفات،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تؤكد‭ ‬عليه‭ ‬الكوادر‭ ‬الطبية،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭.. ‬إن‭ ‬الاستخفاف‭ ‬ليس‭ ‬مقبولا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭. ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الأسف‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬عقد‭ ‬المقارنات‭ ‬بين‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وغيره‭ ‬من‭ ‬الأوبئة‭ ‬كالأنفلونزا‭. ‬كم‭ ‬هو‭ ‬مؤلم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬آلافا‭ ‬تم‭ ‬ضبطهم‭ ‬يتجاهلون‭ ‬التعليمات‭ ‬والإرشادات‭ ‬الطبية،‭ ‬حيث‭ ‬إنهم‭ ‬لا‭ ‬يضعون‭ ‬الكمامات‭ ‬الواقية،‭ ‬متجاهلين‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬لهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الغرامة‭ ‬إلى‭ ‬عشرين‭ ‬دينارا‭ ‬وتكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬كرادع‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬منه‭.‬