ريشة في الهواء

جميع الموظفين مشغولون!

| أحمد جمعة

مركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬والخط‭ ‬الساخن‭ ‬444‭ ‬هما‭ ‬الوحيدان‭ ‬الفعالان،‭ ‬حيث‭ ‬يعملان‭ ‬على‭ ‬إنقاذ‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬عبارة‭ ‬“جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬مشغولون‭ ‬سنرد‭ ‬بعد‭ ‬قليل”،‭ ‬وينتهي‭ ‬الوقت‭ ‬ويغلق‭ ‬خط‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬مشغولون‭! ‬نحن‭ ‬بزمن‭ ‬متغير‭ ‬ووقت‭ ‬عصيب‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم،‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬تغيّر،‭ ‬من‭ ‬الوسائل‭ ‬والآليات‭ ‬والأساليب،‭ ‬ويشهد‭ ‬العالم‭ ‬ثورة‭ ‬بقطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬سرعة‭ ‬الإيقاع‭ ‬واختصار‭ ‬المسافات‭ ‬وتجنب‭ ‬الاختلاط‭ ‬وتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬قدر‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بين‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬والحكومات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬خصوصا،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬قطاعات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬عندنا‭ ‬لم‭ ‬تستوعب‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬ولم‭ ‬يتحرك‭ ‬مسؤولوها‭ ‬للتناغم‭ ‬والانسجام‭ ‬مع‭ ‬متطلبات‭ ‬المرحلة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والحساسة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تألُ‭ ‬حكومة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬التي‭ ‬كرست‭ ‬كلّ‭ ‬جهدها‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬أعباء‭ ‬المرحلة‭ ‬الحرجة‭ ‬التي‭ ‬نمر‭ ‬بها‭ ‬لتوفير‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬ليكون‭ ‬المواطن‭ ‬بمأمن‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬التي‭ ‬تفرزها‭ ‬تحديات‭ ‬الأزمة‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬وباء‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬أخرى‭.‬

المشكلة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬المواطن‭ ‬اليوم‭ ‬تفرض‭ ‬عليه‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬والعامة،‭ ‬كالبنوك‭ ‬والوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬والمستشفيات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات،‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ ‬لم‭ ‬تواكب‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬التي‭ ‬تتحرك‭ ‬بها‭ ‬الحكومة،‭ ‬وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬المشكلة‭ ‬تتركز‭ ‬في‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬آلية‭ ‬سريعة‭ ‬الإيقاع‭ ‬تواكب‭ ‬مشكلات‭ ‬المواطن،‭ ‬فالاتصال‭ ‬بالجهات‭ ‬المعنية‭ ‬أصعب‭ ‬مما‭ ‬تفرضه‭ ‬الظروف،‭ ‬فلا‭ ‬خط‭ ‬ساخن،‭ ‬وإن‭ ‬وُجد‭ ‬فهو‭ ‬خط‭ ‬بارد‭ ‬بل‭ ‬جليد‭.‬‭.. ‬عنوانه‭ ‬“جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬مشغلون”،‭ ‬جرب‭ ‬أن‭ ‬تتصل‭ ‬بحماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬واستعلامات‭ ‬بعض‭ ‬الوزارات‭ ‬الخدمية‭ ‬والبنوك،‭ ‬وإن‭ ‬كتبت‭ ‬لك‭ ‬السلامة‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬بضغط‭ ‬الدم‭ ‬ردَّ‭ ‬عليك‭ ‬أحدهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استيقظ،‭ ‬ستفاجأ‭ ‬بأن‭ ‬حلّ‭ ‬المشكلة‭ ‬يتوجب‭ ‬الحضور‭ ‬شخصيًا‭ ‬إلى‭ ‬الدائرة‭ ‬أو‭ ‬البنك‭ ‬أو‭ ‬المؤسسة‭! ‬تجيبه‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة‭ ‬وهي‭ ‬كورونا،‭ ‬ليفهم‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬بالاختلاط،‭ ‬فيجيبك‭ ‬بعبارة‭ ‬جامدة‭ ‬مكررة‭ ‬“هذا‭ ‬هو‭ ‬النظام”‭!‬

جرب‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬مشكلة‭ ‬بين‭ ‬وكالة‭ ‬تجارية‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬فخها‭ ‬وقسم‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬أتحدى‭ ‬أن‭ ‬تحل‭ ‬بوقتها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تصاب‭ ‬بوعكة‭... ‬أيام‭ ‬ستمر‭ ‬وربما‭ ‬أسابيع‭ ‬والحجة‭ ‬دائمًا‭ ‬انتظار‭ ‬رد‭ ‬من‭ ‬الوكيل‭ ‬أو‭ ‬الشركة،‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم‭ ‬فور‭ ‬تلقي‭ ‬البلاغ؟‭ ‬يجيبك‭ ‬النظام‭ ‬يسمح‭ ‬بفترة‭ ‬5‭ ‬أيام‭ ‬أولى‭ ‬لانتظار‭ ‬الرد‭ ‬وثلاثة‭ ‬أيام‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬لمعاودة‭ ‬الاتصال‭ ‬بهم؟‭ ‬لماذا‭ ‬كلّ‭ ‬هذا‭ ‬الوقت؟‭ ‬إنه‭ ‬النظام؟

لماذا‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬الجميع‭ ‬مثل‭ ‬التميز‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬به‭ ‬خط‭ ‬444؟‭ ‬رغم‭ ‬حجم‭ ‬الضغط‭ ‬الهائل‭ ‬الواقع‭ ‬عليه؟‭ ‬أتمنى‭ ‬دراسة‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬وتفعيل‭ ‬جميع‭ ‬الخدمات‭ ‬بآلية‭ ‬444‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

لا‭ ‬تأمن‭ ‬أقرب‭ ‬الأصدقاء‭ ‬لأنك‭ ‬تحبه‭ ‬فقط‭.‬