لمحات

الأمن السيبراني

| د.علي الصايغ

يأتي‭ ‬صدور‭ ‬المرسوم‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬رقم‭ (‬66‭) ‬لسنة‭ ‬2020‭ ‬بتعيين‭ ‬رئيس‭ ‬تنفيذي‭ ‬للمركز‭ ‬الوطني‭ ‬للأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬تأكيداً‭ ‬لاهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬بمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬والتحديات‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأمن‭ ‬المعلومات‭ ‬والأمن‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬وضرورة‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬المعلومات‭ ‬والتصدي‭ ‬للمخاطر‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬أية‭ ‬محاولات‭ ‬لاختراقها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬جهات‭ ‬لاستخدامها‭ ‬فيما‭ ‬يسيء‭ ‬لمصالح‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره‭.‬

ويعد‭ ‬الأمن‭ ‬المعلوماتي‭ ‬والإلكتروني‭ ‬مجالاً‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬المتسارعة‭ ‬في‭ ‬التغير،‭ ‬كما‭ ‬تأخذ‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬حيزاً‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الاستخدام‭ ‬والاعتماد‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يعتبر‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬المعلومات‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بها،‭ ‬مطلباً‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬والضرورة،‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬ومناحي‭ ‬الحياة‭.‬

ونأمل‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬السلطة‭ ‬التشريعية‭ ‬مكملاً‭ ‬لهذه‭ ‬التوجهات‭ ‬والتطويرات،‭ ‬بأن‭ ‬يستكمل‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬سن‭ ‬تشريعات‭ ‬كفيلة‭ ‬بهذه‭ ‬الحماية‭ ‬والضمان‭ ‬الأمني،‭ ‬وأن‭ ‬تبقى‭ ‬الجهود‭ ‬مستمرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬تعزيز‭ ‬الحماية‭ ‬الأمنية‭ ‬للمعلومات‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭ ‬ضمن‭ ‬الجزئية‭ ‬الخاصة‭ ‬بسلامة‭ ‬شبكة‭ ‬المعلومات،‭ ‬وعدم‭ ‬تعرضها‭ ‬للقرصنة‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬الاستخدام‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.‬

ويرتبط‭ ‬تزايد‭ ‬استخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬بارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الجريمة‭ ‬بواسطتها‭ ‬ارتباطاً‭ ‬طردياً،‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أهمية‭ ‬المسؤولية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬يقع‭ ‬جانب‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الناس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬جدير‭ ‬بالمساهمة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لخطورة‭ ‬التهديدات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬شك‭ ‬إلى‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والإضرار‭ ‬بالمصالح‭.‬