حصاد نظام الملالي لأربعة عقود (2)

| عاتقة خورسند

إن‭ ‬أخذ‭ ‬كل‭ ‬الحقائق‭ ‬المهمة‭ ‬بنظر‭ ‬الاعتبار‭ ‬ومقارنتها‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬والأمور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حكم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬بعد‭ ‬حكم‭ ‬ظلامي‭ ‬قمعي‭ ‬دام‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬فإن‭ ‬الحقيقة‭ ‬الأهم‭ ‬التي‭ ‬تتوضح‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ناضلت‭ ‬وجاهدت‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وما‭ ‬استندت‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مبررات‭ ‬ومسوغات،‭ ‬إنما‭ ‬كان‭ ‬عين‭ ‬الصواب‭.‬

فقد‭ ‬حذرت‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬الفقيه‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬قمعي‭ ‬وامتداد‭ ‬لديكتاتورية‭ ‬الشاه،‭ ‬لكن‭ ‬بغطاء‭ ‬ديني،‭ ‬وأكدت‭ ‬استحالة‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه‭ ‬الشعب‭ ‬من‭ ‬أماني‭ ‬وطموحات‭ ‬وأهداف‭.‬

ولاسيما‭ ‬عندما‭ ‬شددت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬يسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬مصلحته‭ ‬وأهدافه‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬يمنحها‭ ‬الأولوية‭ ‬ويضعها‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬الاعتبارات‭ ‬الأخرى،‭ ‬وإننا‭ ‬عندما‭ ‬نرى‭ ‬مدى‭ ‬الإثراء‭ ‬الفاحش‭ ‬لقادة‭ ‬ومسؤولي‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وكيف‭ ‬أنهم‭ ‬جعلوا‭ ‬إيران‭ ‬بمثابة‭ ‬إقطاعية‭ ‬يستغلونها‭ ‬من‭ ‬أجلهم‭ ‬فقط‭.‬

ونرى‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬أين‭ ‬وصل‭ ‬الحال‭ ‬بالشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬حيث‭ ‬الفقر‭ ‬والحرمان‭ ‬والجوع‭ ‬وكل‭ ‬أنواع‭ ‬المشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬والأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬الصعبة‭ ‬تحاصره‭.‬

فعندئذ‭ ‬يتوضح‭ ‬مدى‭ ‬فساد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ومدى‭ ‬صحة‭ ‬ومصداقية‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬وذكرته‭ ‬“مجاهدي‭ ‬خلق”‭ ‬بشأنه،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ ‬إسقاط‭ ‬النظام‭ ‬وجعله‭ ‬الشعار‭ ‬المركزي‭ ‬للمنظمة‭ ‬أثبت‭ ‬عمليته‭ ‬وواقعيته‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬ردد‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬انتفاضتي‭ ‬أواخر‭ ‬عامي‭ ‬2017،‭ ‬و2019،‭ ‬هتاف‭ ‬السقوط‭ ‬للنظام‭ ‬والموت‭ ‬للديكتاتور‭ ‬خامنئي‭ ‬ونظامه‭ ‬العفن،‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬واضحا‭ ‬للعالم‭ ‬كله‭ ‬وليس‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬فقط‭ ‬الحصاد‭ ‬المر‭ ‬لأربعة‭ ‬عقود‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬المجرم‭ ‬ومن‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬خلاص‭ ‬ولا‭ ‬حياة‭ ‬واقعية‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬إلا‭ ‬بإسقاط‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وإلحاقه‭ ‬بسلفه‭ ‬المقبور‭. ‬“مجاهدين”‭.‬