التطوع من أجل الإنسانية

| عبدعلي الغسرة

تحت‭ ‬شعار‭ ‬“التطوع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الإنسانية”‭ ‬بدأت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬استقبال‭ ‬المتطوعين‭ ‬للتجارب‭ ‬السريرية‭ ‬للقاح‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬احتواء‭ ‬الجائحة‭ ‬ولأجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الإجراءات‭ ‬والتدابير‭ ‬الاحترازية‭ ‬والوقائية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬بمركز‭ ‬التجارب‭ ‬السريرية‭ ‬للقاحات‭ ‬كورونا‭ ‬بمركز‭ ‬البحرين‭ ‬الدولي‭ ‬للمعارض‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬ولمن‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ (‬18‭) ‬عامًا‭.‬

وقد‭ ‬بادر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬والكوادر‭ ‬الصحية‭ ‬والتمريضية‭ ‬والإدارية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الصحي‭ ‬والوزراء‭ ‬والمسؤولون‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬للتطوع‭ ‬وإجراء‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬ثلاث‭ ‬مراحل،‭ ‬ولا‭ ‬يُسبب‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفيروس،‭ ‬إنما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬الأجسام‭ ‬المضادة‭ ‬للفيروس‭ ‬وبالتالي‭ ‬تحفيز‭ ‬مناعة‭ ‬الجسم‭ ‬لمقاومة‭ ‬الإصابة‭.‬

وتم‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬وبالشراكة‭ ‬بين‭ (‬شركة‭ ‬جي‭ ‬42‭ ‬وشركة‭ ‬تشاينا‭ ‬ناشونال‭ ‬بايوتيك‭ ‬غروب‭ ‬التابعة‭ ‬لشركة‭ ‬الأدوية‭ ‬الصينية‭ ‬“سينوفارم”‭ ‬سادس‭ ‬أكبر‭ ‬منتج‭ ‬للقاحات‭ ‬في‭ ‬العالم‭)‬،‭ ‬وقد‭ ‬لاقت‭ ‬التعاون‭ ‬والمشاركة‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع‭ ‬لأجل‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬مواجهة‭ ‬كورونا‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تطوير‭ ‬لقاح‭ ‬آمن‭ ‬وفعال‭ ‬يضع‭ ‬حدًا‭ ‬لهذه‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭.‬

إن‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬التطوع‭ ‬تجسد‭ ‬شعار‭ ‬“مجتمع‭ ‬واعي”،‭ ‬ما‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬للمتطوعين‭ ‬وعن‭ ‬ثقة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬بجهود‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الطبي‭ ‬وبإجراءات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬تسخير‭ ‬جميع‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المتاحة‭ ‬لمكافحة‭ ‬كورونا‭.‬

إن‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬ثروة‭ ‬وطنية‭ ‬وقومية‭ ‬يجب‭ ‬المحافظة‭ ‬عليها،‭ ‬وهذا‭ ‬الجهد‭ ‬يُمثل‭ ‬جزءا‭ ‬أصيلا‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وحياته،‭ ‬وبإذنه‭ ‬تعالى‭ ‬ستكون‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬بشارة‭ ‬خير‭ ‬لوضع‭ ‬حد‭ ‬لهذه‭ ‬الجائحة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬واجب‭ ‬وطني‭ ‬وإنساني‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬البشرية،‭ ‬وعلى‭ ‬المتطوعين‭ ‬أن‭ ‬يفخروا‭ ‬بأنهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬العالمي‭ ‬لفاعلية‭ ‬هذا‭ ‬اللقاح‭ ‬وآثاره‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الإنسان‭ ‬وبلاده‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع‭.‬